بيونغيانغ - عمان اليوم
يستمتع الناس فى رحلاتهم بقضاء أغلب الأوقات خارج الفندق الذى يقيمون به للتنزه ومشاهدة المعالم السياحية والطبيعية الجذابة فى المدينة التى يقصدونها، وفيما يكون هذا الوضع هو السائد بجميع الرحلات، لكن يبقى العكس هو الصحيح فى كوريا الشمالية، وبالنسبة لـ جيمس سكولين، الذى زار "مملكة الناسك"، ثمانى مرات، كانت الفنادق أهم ما يميز رحلته، وإحدى الطرق للتعرف على السكان المحليين فى بيئةٍ اجتماعية.
وتقول مقدمة كتاب سكولين الجديد "فنادق بيونج يانج"، الذى نشره مع نص من تأليفه ومن تصوير نيكول ريد، "هناك عدد قليل جداً من الأماكن التى يمكنك الذهاب إليها والتى تتمتع بثقافة حسب الطلب"، وبعد انتقاله من الصين إلى مسقط رأسه ملبورن، تواصل سكولين مع ريد، التى تركز على فن التصوير الفوتوغرافى والهندسة المعمارية، وأمضى الاثنان خمسة أيام معاً فى عاصمة كوريا الشمالية، بيونج يانج، لتوثيق الفنادق والأشخاص الذين يعملون فيها.
ورغم أن كوريا الشمالية تمتلك العديد من المبانى والهياكل المثيرة للاهتمام لالتقاط الصور، لكن اهتمام سكولين وريد تركز على الفنادق، وقام سكولين أولاً بزيارته ضمن مجموعة سياحية معتمدة، ثم تطوع لبدء قيادة الرحلات للشركة بنفسه، وعندما أصبح أكثر دراية بتخطيط بيونج يانج، لاحظ سكولين فنادق أخرى لم يكن قد أقام فيها من قبل، وسأل المرشدين فى الجولة عما إذا كان من المقبول زيارتها.
ونظراً لرقابة الحكومة بإحكام على قطاع السياحة فى كوريا الشمالية، فإن المسافرين يلتزمون عموماً بأماكن مثل المنطقة المنزوعة السلاح وميدان كيم إيل سونج، وقدمت الفنادق إحدى الطرق الآمنة الوحيدة للزائر الأجنبى للحصول على بعض التنوع دون الذهاب إلى مكان ما ضمن قائمة المخاطر.
ويوضح سكولين: "أردت أن أستكشف هذه الفنادق شخصياً، لكننى أيضاً أرغب فى توثيق هذه الفنادق فى بيونج يانج التى تقدم خدمات للمسافرين الدوليين"، ويشير سكولين إلى أنه من المفارقة أن بلداً شديد الانعزال لديه مثل هذا السرب من الفنادق، ويرى سكولين أن الفنادق تجسد كوريا الشمالية التى يريدون عرضها للزوار الأجانب، مضيفاً إنها تمثل "خداع بصرى بطريقة ما"، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
فيما لاحظت "ريد" شيئاً واحداً عندما وصلت إلى بيونج يانج، مكان توفر مشروبها المفضل، وتقول ريد، "لم نتمكن من الحصول على القهوة فى أى مكان سوى المقاهى فى الفنادق، لذلك كان ذلك أبرز ما فى الرحلة"، ولكن انتهى المطاف بهذه المقاهى أيضاً لتصبح من الأماكن المفضلة لدى ريد لأسباب أكثر من توافر الكافيين.
وحرصت ريد على تصوير بعض الأشخاص الذين عملوا فى الفنادق، وتطلب ذلك فى كثير من الأحيان التفاوض مع مديرى الفنادق أو غيرهم من المديرين التنفيذيين، وخلال فترة الاستراحة، تمكنت هى وسكولين من التحدث مع العاملين الكوريين الشماليين والتعرف عليهم بشكل عرضى، تماماً كما يفعل الناس مع أصدقاء جدد فى المقاهى فى جميع أنحاء العالم.
وتتميز فنادق كورويا الشمالية بالعديد من وسائل الراحة، من الحانات، وغرف الكاريوكى وحمامات السباحة، ولكن لم تكن هناك خدمة غرف أو شبكة "واى فاى"، ويحتوى فندق "The Koryo"، الفندق المفضل بالنسبة لكل من سكولين وريد، على مطعم دوار فى الطابق العلوى.
ويشير سكولين إلى أن التصميم الداخلى للعديد من الفنادق يمتاز بتناسقه وألوانه الأساسية الزاهية، ويتمتع كل فندق برمزه الخاص الذى يميزه عن غيره، وبالنسبة للسياح الذين اعتادوا على الفنادق ذات العلامات التجارية، قد لا يبدو ذلك جديراً بالملاحظة.
ومع ذلك، فإن كوريا الشمالية بشكل عام خالية من العلامات التجارية، وليس هناك وجود للإعلانات سواء أكانت إعلانات تلفزيونية أو لوحات إعلانية، ورغم من حقيقة أن جميع الفنادق هى ملك للدولة، إلا أن لكل منها إدارة مختلفة وصُممت من قبل أشخاص مختلفين، مما يوفر منفذاً إبداعياً نادراً.
ويرى سكولين أن "الإبداع موجود تحت أى ظرف من الظروف"، ومع ذلك، كانت هناك بعض الأشياء التى لم تتمكن عدسة ريد من التقاطها، ويقول سكولين إن الأغانى الثورية الكورية الشمالية المنتشرة فى كل مكان ساهمت فى خلق الأجواء العامة، والتى كانت تُعرض كموسيقى خلفية فى الفنادق.
ويقول كل من سكولين وريد، إن بعضاً من أروع تجاربهما كانت بسيطة، مثل الغناء فى غرفة الكاريوكى، أو زيارة المنتجع الصحى، أو مشاهدة السكان المحليين وهم يتسوقون فى محلات بقالة، فيما يوضح سكولين أن هناك أماكن لا يُسمح للأجانب بالذهاب إليها، لذا يمكنك قضاء وقت ممتع فى الفندق برفقة المرشدين السياحيين.
ويضيف سكولين أنه "طالما أنك لا تتحدث عن "كيم جونج أون" أو برامج الصواريخ، يمكنك إجراء محادثات ممتعة للغاية مع المرشدين السياحيين، وهم لديهم الكثير لمشاركته حول البلد إذا تحدثت عنها بطريقة لائقة".
وقد يهمك أيضًا:
بولندا تحظر الرحلات الجوية المباشرة من 44 دولة متضررة من كورونا
رئيس هيئة الطيران المدني الأردني فتح المطارات وعودة الطيران الدولي في 5 أغسطس