يعد مطعم "الخرطوم" أقدم المطاعم السودانية، وأولها في مصر، فهو مطعم شعبي سوداني، يقدم أشهر الأطباق السودانية، ويمتاز بجودة اللحوم، والمكونات المستخدمة في إعداد الوجبات، والبهارات العالية جداً، كما يقدم القهوة السودانية الفواحة، بعد تناول الطعام. وبدأت فكرة المطاعم السودانية في مصر بمطعم واحد، هو مطعم "الخرطوم"، الواقع في شارع المناصرة ٣٧، في وسط البلد، أمام مسجد "كيخيا"، في منطقة العتبة، وسط القاهرة، حيث أنشأه سوداني يدعى صلاح بشير، مستغلاً كثافة الحضور السوداني فيها بشكل مطرد، لاسيما الآتين للعلاج، وتجار "الشنطة"، الذين يقيمون في فنادق العتبة، لرخص أسعارها. ويصل غالبية أهل السودان إلى القاهرة دون أسرهم، ويتناولون وجباتهم في المطاعم، وبعد افتتاح بشير لهذا المطعم، أطلق عليه السودانيون اسم "صلاح كسرة"، وبعد مطعم "كسرة"، استهوت الفكرة أخرين، وبدأت المطاعم في الانتشار في أماكن تواجد السودانيين في أحياء القاهرة والجيزة. وأشار صاحب محلات "الشبكشي" في العتبة سيد الشبكشي، في حديث إلى "مصر اليوم"، إلى أنَّ "الغريب في وجود المطاعم السودانية، هو أنَّ هذه المطاعم غير موجودة في المناطق التي تقطنها الجالية السودانية، حيث تقيم في مناطق، عين شمس، عابدين، الجبل الأصفر، إذ أنَّ غالبية هذه المطاعم في العتبة، والمهندسين، والحسين". وأوضح أنَّ الأسر السودانية، التي تعيش في مصر، تتعامل مع الأكلات السودانية من داخل منازلها، ولكن الأدوات والمواد التي يتطلبها عمل الأكلات السودانية، مثل "الكسرة" و"القراصة"، ويحتاج إعدادهما إلى "صاج"، ومواصفات محدّدة لا تتوافر لهم في الشقق المفروشة أو الفنادق.