بكين ـ وكالات
قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن بكين ستكشف النقاب عن لوائح جديدة غير مسبوقة تلخص رد فعل العاصمة الصينية على المستوى الخطير الذي وصل اليه تلوث الجو، فيما يهدد تدهور درجة جودة الهواء بأن يصبح مسألة مرتبطة باستياء سياسي أوسع نطاقا. وتضفي هذه اللوائح صبغة رسمية على الاجراءات ذات الصلة ومنها اغلاق مصانع وخفض الاعتماد على احراق الفحم والغاء تسيير مركبات معينة على الطرق عندما تكون مستويات التلوث في اسوأ حالاتها. وتصل مستويات تلوث الجو في بكين في بعض الايام الى درجات تتجاوز جميع المعايير الصحية الدولية المتعارف عليها والخاصة بقدرة البشر على التنفس السليم، مما يمثل مبعثا للقلق لدى قيادات البلاد، لأن هذه المسألة أضحت مرتبطة بالتذمر الشعبي من وجود امتيازات سياسية وتزايد الاحساس بعدم المساواة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأفردت وسائل الاعلام المحلية تغطيات اخبارية تصف مدى الرفاهية المتاح للمسؤولين الحكوميين ممن ينعمون بمنقيات للهواء سواء في مكاتبهم او داخل منازلهم، فضلا عن تقارير تفيد بتخصيص مزارع عضوية خاصة لهم حتى لا تقامر هذه الكوادر السياسية بأن تتكبد مخاطر تجاوز مستويات سلامة الغذاء والفضائح المتكررة المرتبطة بها. وتغطى غلالة كثيفة من الضباب الدخاني معظم احياء بكين منذ يوم الجمعة الماضي (18-1-2013) ما دفع الحكومة الى التنبيه على المواطنين بمحاولة الحد بقدر الامكان من مزاولة أي أنشطة خارج بيوتهم. ويوم السبت الماضي تجاوز مؤشر - يقيس درجة انتشار الجسيمات المجهرية التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر (الميكرومتر يعادل جزء من مليون جزء من المتر) في الجو - 400 درجة في بعض مناطق المدينة. ويدق المستوى الذي يزيد عن 300 درجة ناقوس الخطر فيما توصي منظمة الصحة العالمية بمستوى يومي لا يتجاوز بأي حال 20 درجة. ولا يزال هذه المستوى - على ارتفاعه - دون ما بلغه الاسبوع الماضي اذ وصل الى 755 درجة. وارتفعت معدلات الاصابة بسرطان الرئة في العاصمة بواقع 60 في المئة خلال السنوات العشر الماضية وفقا لتقرير اوردته صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية عام 2011 حتى رغم تراجع معدلات التدخين. ويحول التلوث دون اقبال الاجانب على العيش والعمل في العاصمة. ويبدو ان الحكومة الصينية انتهجت الان سياسة أكثر شفافية لعلاج هذه المشكلة عما كان عليه الحال في السابق. وحاول المسؤولون ذات مرة مداراة درجات تلوث الجو في بكين من خلال اغفال الاشارة الى مستويات انتشار الجسيمات الدقيقة في الهواء ضمن التقارير الخاصة بتوقعات الاحوال الجوية مع التهوين من مدى كثافة الضباب الدخاني. واتهم مسؤول صيني السفارة الاميركية في بكين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد عندما حاولت السفارة رصد ونشر تقارير الكترونية تتضمن قراءاتها الخاصة بمستوى جودة الهواء. الا انه يبدو هذه المرة ان أجهزة الاعلام سمح لها بأن تتحدث عن التلوث بوصفه مشكلة رئيسية. وقال لي كه تشيانغ نائب رئيس الوزراء الصيني السابق الذي يتوقع أن يتولى رئاسة الوزراء في مؤتمر وطني في آذار (مارس)المقبل هذا الاسبوع ان علاج مشكلة التلوث عملية طويلة الأمد.