واشنطن ـ وكالات
أدى الاعصار "ساندي" والحر القياسي في العام 2012 الى رفع الوعي لدى الاميركيين بالاحترار المناخي، وجدد التزام باراك اوباما الذي وعد بالتحرك، الا أن اتخاذ اجراءات حاسمة غير مرجح بعد أمام معارضة الجمهوريين في الكونغرس. ويقول الدن ميير مدير الاستراتيجية في المنظمة غير الحكومية "كونسيرند ساينتيستس" "كل استطلاعات الرأي تظهر وعيا اكبر لدى الرأي العام حول واقع التغير المناخي وارتباطه بالظواهر المناخية القصوى". واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "راسموسن" قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) وبعد الاعصار ساندي ان 68 بالمئة من الناخبين الاميركيين يعتبرون ان الاحترار المناخي في العالم مشكلة جدية في مقابل 46 بالمئة في العام 2009. وقال باراك اوباما بعيد اعادة انتخابه انه "على اقتناع بواقع الاحترار" وينوي اطلاق حوار في البلاد "حول ما يمكن القيام به (...) للتحقق من اننا لا نترك للاجيال المقبلة مشكلة مكلفة جدا ومؤلمة جدا". واقر الرئيس الاميركي بوجود تحد في مواجهة مشكلة "تتطلب خيارات سياسية صعبة"، مشيرا ايضا الى "اني لا اعرف ان كان الديموقراطيون او الجمهوريون على استعداد في هذه المرحلة، لها". وبقي التوازن في الكونغرس على حاله تقريبا بعد انتخابات السادس من تشرين الثاني (نوفمبر)، فقد حافظ الجمهوريون على الغالبية في مجلس النواب وعزز الديموقراطيون هيمنتهم على مجلس الشيوخ. ويشير اليوت ديرينغر المسؤول في مجموعة "سنتر فور كلايمت اند انيرجي سولوشنز" الى وجود "وعي متزايد في صفوف الرأي العام بالتغير المناخي". لكنه يضيف "يجب ان يترجم ذلك ارادة سياسية"، مشيرا الى ان الانتخابات التشريعية المقبلة ستجرى في العام 2014. ويقول لوكالة "فرانس برس" العالمية "لذا لا ارى أي امكانية لاعتماد قانون كبير حول المناخ في الكونغرس في السنتين المقبلتين". ورفض مجلس الشيوخ ذو الغالبية الديموقراطية في العام 2010 في اطار ازمة اقتصادية، انشاء سوق وطنية لانبعاثات غازات الدفيئة كانت ستركز على تطوير مصادر الطاقة النظيفة على حساب الفحم والمحروقات. ويقول اليوت ديرينغر ان "افضل فرصة للتقدم في مكافحة الاحترار المناخي على المدى القصير تكمن في اتخاذ اجراءات تنظيمية يمكن للرئيس اعتمادها ولا تتطلب موافقة الكونغرس". وسلاحه الاقوى يكمن في قدرته على اللجوء الى وكالة حماية البيئة لوضع اطر تنظيمية لانبعاثات غازات الدفيئة ولا سيما ثاني اوكسيد الكربون المنبعثة من محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الفحم. هذه المحطات مسؤولة عن ثلث هذه الانبعاثات في الولايات المتحدة ثاني اكبر ملوث في العالم بعد الصين، الا ان الولايات المتحدة هي اكبر ملوث من حيث الفرد. واقترحت وكالة حماية البيئة معايير اكثر صرامة لمحطات توليد الكهرباء الجديدة لم توضع اللمسات الاخيرة عليها، الا انها لم تقترح شيئا للمحطات الموضوعة في الخدمة راهنا. ويقول اليوت ديرينغ انه يتوقع "مؤشرا واضحا من البيت الابيض بعيد تنصيب الرئيس الاميركي". ويشاطره الدن ميير هذا التوقع، وهو لا يستبعد بحدود 2015-2016 في السنتين الاخيرتين من ولاية اوباما الثانية ومع كونغرس جديد، فرض ضريبة على الكربون في اطار اتفاق على الميزانية لزيادة عائدات الدول وخفض العجز وهو اولوية الحزبين. اما ديف هاملتون من "سييرا كلوب" اكبر منظمة بيئية اميركية فيعتبر ان الرئيس اوباما قد يستمر في لعب ورقة ترشيد استخدام الطاقة التي تشكل "امكانية هائلة لخفض الطلب ويمكن ان تغير فعلا الدينامية" على صعيد المناخ.