بيرث ـ وكالات
عكفت قوات الشرطة والحماية المدنية في أستراليا على تفتيش المنازل والمركبات التي أتت عليها النيران في بلدات تشهد أسوأ حرائق غابات على جزيرة تسمانيا الاسترالية حيث لا يزال أكثر من 40 حريقا مندلعا يوم الاحد. شبت الحرائق يوم الخميس الماضي على الساحل الجنوبي الشرقي لولاية تسمانيا الاسترالية ذات الكثافة السكانية المنخفضة وسط موجة حر لافحة ورياح عاتية. وهبطت درجات الحرارة يوم السبت والاحد مما أدى الى تراجع خطر الحرائق إلا ان مرفق الاطفاء أصدر تحذيرا عاجلا للسكان يوم الاحد في تارانا التي تبعد 47 كيلومترا الى الشرق من هوبارت عاصمة الولاية حيث تهدد ألسنة النيران المندلعة منذ أكثر من ثلاثة ايام حياة الاهالي. وحذر مكتب الارصاد الجوية باستراليا من ان التحسن النسبي في الاحوال المناخية في مطلع الاسبوع ليس سوى ظاهرة مؤقتة مع توقع عودة درجات الحرارة العالية على معظم مناطق البلاد خلال مطلع الاسبوع القادم. وأدت الحرائق المستمرة في تسمانيا الى عزل التجمعات السكانية وعرقلت جهود البحث في المناطق المنكوبة. وفي بلدة دونالي الصغيرة على بعد 56 كيلومترا الى الشرق من هوبارت حاق الدمار بأكثر من 65 منزلا ومدرسة كما لحقت اضرار جسيمة بمنطقتي خليج بومر وخليج ماريون القريبين. وقد يستغرق الامر بضعة ايام قبل التحقق من سقوط ضحايا جراء هذه الحرائق بسبب ذروة موسم عطلات عيد الميلاد على الجزيرة. وشهدت استراليا اقصى درجات حرارة منذ بدء تسجيلها اذ بلغت 41.8 درجة مئوية يوم الجمعة الماضي فيما عم الطقس الحار اليابسة واجتاحت حرائق الغابات عدة ولايات. وقال مكتب الارصاد الجوية الاسترالي إن الموجة الحارة - التي بدأت في غرب استراليا في 27 ديسمبر/ كانون الاول الماضي واستمرت ثمانية ايام - هي اشد موجة من نوعها خلال أكثر من 80 عاما في الولاية وانتشرت شرقا عبر البلاد لتصبح اكبر موجات الحر من حيث مجال الانتشار منذ عقد من الزمن. وتوجهت اطقم الاطفاء من فكتوريا وجنوب استراليا الى تسمانيا يوم الاحد لمساعدة الاطقم المجهدة هناك فيما استمرت حرائق الغابات في ولايات جنوب استراليا وفكتوريا ونيو ساوث ويلز. وكانت حرائق "السبت الاسود" - وهي الأسوأ على الاطلاق في تاريخ استراليا - قد أودت بحياة 173 شخصا في فكتوريا في فبراير /شباط من عام 2009 .