الدوحة ـ قنا
يبرز معرض قطر للاستدامة المقام ضمن فعاليات مؤتمر الامم المتحدة للتغير المناخي وعي القطاعين العام والخاص والشركات والمؤسسات الصناعية وحتى الافراد بالقضايا البيئية واثارها على كوكب الارض والانسان على حد سواء. وتعرض هذه الشركات والجهات المشاركة في معرض الاستدامة حلولا عملية ابتكرتها وافكارا في مساهمة منها للحفاظ على البيئة او التقليل من التلوث الناتج عن عمليات التصنيع والانتاج التي تسببها المصانع وخطوط الانتاج. وعلى ارض مركز الدوحة للمعارض تجتمع العديد من المؤسسات القطرية ومن خارج قطر لتعرض للجماهير جهودها ومبادراتها في مجال الاستدامة وحماية الطبيعة من اثار التلوث والانبعاثات والاستخدام الجائر للمقدرات الطبيعية. جناح المملكة العربية السعودية في المعرض يبرز في هذا الاطار بعضا من المبادرات التي اتخذها عدد من الشركات السعودية العاملة في قطاع الطاقة مثلا للحفاظ على البيئة، حيث يستطيع الزائر للجناح رؤية احدى السيارات التي تتبنى هدف التقليل من انبعاثات العوادم الناتجة عن احتراق الوقود. وقال السيد عادل سعود الشافي مدير الاستدامة بالشركة السعودية للصناعات الاساسية "سابك" ان عملهم في ادارة الاستدامة يهدف الى ابتكار المنتجات وايجاد الحلول التي من شأنها ان تخفف التلوث وتحافظ على بيئة سليمة للاجيال القادمة. ويتحدث الشافعي لوكالة الانباء القطرية "قنا" عن جهود شركة "سابك" في استغلال مواردها لانتاج مواد صديقة للبيئة مثل استخدام المواد الكيميائية في صناعة بلاستيك يتمتع بالمتانة ويدخل في صناعة السيارات. واوضح ان السيارة المعروضة بجناح سابك استخدم فيها البلاستيك بصورة كبيرة بحيث يخفف من وزنها وبالتالي تخفيض نسبة الوقود المحترق بما يعني تقليل الانبعاثات الناتجة عن الاحتراق. وقد دخل البلاستيك في صناعة هذه السيارة بنسبة 35 بالمائة وعمل على تخفيف وزنها من 2100 كيلوغرام الى 1600 مما يؤدي الى تقليل احتراق الوقود. وليس بعيدا عن شركة سابك في جناح المملكة تعرض مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة احدث ابتكاراتها وتصوراتها للحفاظ على البيئة. وتقول درّ عصام قطان مسؤولة محتوى في المدينة ل"قنا" ان مدينة الملك عبد الله تهدف الى المساهمة في جهود أعمال التنمية المستدامة التي تشهدها المملكة. وتعتزم المدينة انطلاقا من مقرها في الرياض تلبية الطلب السعودي المتزايد على الطاقة الكهربائية والمائية من خلال مضاعفة هذه الطاقة ثلاث مرات تقريباً خلال عشرين سنة من الآن. ويقف ناصر الشهري في جناح المملكة العربية السعودية لتعريف الزوار بمعرض "السعودية 2050" وهي مبادرة من مبادرات مدينة الملك عبدالله، حيث يقدم تصورا مستقبليا لما ستكون عليه السعودية في 2050. ويقول الشهري ان المعرض يضع بطريقة تفاعلية تصورات لمدينة تعمل بمصادر الطاقة المتجددة وتحافظ على البيئة وهو الهدف الذي تسعى اليه كافة الدول التي تعمل على توفير امدادات مضمونة ومستدامة من الكهرباء والطاقة. في زاوية اخرى من المعرض تُظهر ملصقات في جناح دولة الامارات اهمية استغلال الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء. شركة مصدر الاماراتية في ابوظبي مهمتها تطوير جميع مجالات قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة وهي تعرض في جناحها مشروع "محطة شمس 1" وهي محطة للطاقة الشمسية المركزة بقدرة 100 ميغاواط وهي تعتبر واحدة من اضخم محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم والاولى من نوعها في الشرق الاوسط. ويمكن لمحطة شمس توليد طاقة نظيفة تكفي لاحتياجات نحو 20 ألف منزل مما يسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل 175 ألف طن سنوياً. الى جانب ذلك تستعرض شركة قطرغاز نموذجا لمشروعها لاسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن لتظهر أهمية هذا المشروع عند اكتماله بحلول عام 2014 في تخفيض نسبة الانبعاثات الناتجة عن حرق الغاز غير المستغل خلال عمليات شحن وتحميل ناقلات الغاز الامر الذي سيوفر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال. وفي مكان اخر من معرض قطر للاستدامة يقف مجسم كبير ل"جمل" تم تصنيعه من العاب الاطفال البلاستيكية التي تم رميها. ويعكس هذا المجسم اهمية استغلال هذه المواد البلاستيكية في صناعة مجسمات فنية بدلا من رميها وما يسبب ذلك من ضرر للبيئة عند تحللها. جناح اخر لمخترع قطري هو المهندس عدنان فهد راشد النعيمي يعرض من خلاله جهاز اخترعه لانتاج الماء من الرطوبة العالقة في الهواء الجوي باستخدام عملية التبريد والتكثيف. ويستطيع الجهاز " اغري-غرين" انتاج حوالي 500 جالون من الماء في اليوم وهو صديق للبيئة لاستخدامه مصادر الطبيعة من الهواء والشمس ولعدم استخدامه اي نوع من انواع الوقود لتشغيل الطاقة الكهربائية الخاصة بتشغيل الجهاز. جهات عديدة ومبادرات كثيرة من عدة دول اجتمعت في معرض قطر للاستدامة بهدف التركيز على دور القطاعات المختلفة في حماية بيئتنا وكوكبنا من الاثار السلبية للتلوث.