مكافحة التصحر

 تحتفل السلطنة ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية مع دول العالم غدا باليوم العالمي لمكافحة التصحر من كل عام، بهدف تعزيز الوعي العام بالجهود المبذولة في مكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضي والجفاف.

ويعد التصحر من أخطر الظواهر التي تعرض الكرة الأرضية إلى التدهور وتغيير في نظامها البيئي بفقدان الحياة النباتية والتنوع الاحيائي بسبب الجفاف والانشطة البشرية غير المرشدة، والذي بدوره يؤثر سلبا على
البيئة وحياة البشر على هذا الكوكب.

وجاء شعار هذا العام “الغذاء، الأعلاف، الألياف؛ إنتاج واستهلاك مستدامان” ويركز الشعار على تغيير المواقف العامة إزاء العامل المحرك الرئيسي للتصحر وتدهور الأراضي؛ وعمليات الإنتاج والاستهلاك البشرية المتواصلة بلا توقف، وهو بمثابة لحظة لتذكير الجميع بأن تحييد أثر تدهور الأراضي يمكن تحقيقه من خلال حل المشاكل المرتبطة بالتصحر، والمشاركة المجتمعية القوية، والتعاون على جميع الأصعدة.

وأولت السلطنة عناية خاصة بظاهرة التصحر في إطار رؤيتها الاستراتيجية بضرورة حماية البيئة وصون الطبيعة والحفاظ على الموارد الطبيعية ومساحات الأراضي الصالحة للزراعة والمزروعة والعناية بترشيد استخدام موارد المياه المحدودة فعلى سبيل المثال تم نقل جميع الزراعات المتعلقة بزراعة الحشائش والأعلاف التي تستنزف المياه الجوفية وتؤدي إلى تملح الأراضي الزراعية الخصبة من ساحل الباطنة إلى منطقة النجد.

كما أن برامج الدعم من قبل الجهات الحكومية للمزارعين والأسر المنتجة المتمثلة في توفير التقنيات الزراعية المناسبة والصديقة للبيئة والتشجيع على زراعة المحاصيل الزراعية التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه
ضمن الخطوات الرامية للأمن الغذائي للسلطنة.

كما قامت الوزارة بجهود كبيرة على كافة الأصعدة الوطنية والدولية لمكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضي والجفاف، وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات للتخفيف والحد من هذه المشكلة البيئية من خلال وضع أطر
تنظيمية وتشريعية وإعداد البرامج وخطط العمل الوطنية وإجراء الدراسات والبحوث وتنفيذ بعض المشاريع في مختلف محافظات السلطنة المتآثرة بعوامل التصحر.

واستكمالا للجهود التي تبذلها هذه الوزارة لتوعية وتثقيف المجتمع للمحافظة على الأشجار والنباتات البرية ومكافحة التصحر والمشاركة في زيادة الرقعة الخضراء في السلطنة أطلقت الوزارة مبادرة “أشجار” نظرا
للأهمية البيئية والاقتصادية والثقافية للأشجار والنباتات البرية كونها مصدرا كبيرا للصناعات الغذائية والدوائية بالإضافة الى انها تدعم حياة الكثير من الكائنات الحية وتحافظ على توازن الانظمة البيئية.

ووصل عدد الشتلات التي تم توزيعها منذ بدء المبادرة في عام 2016 إلى الآن أكثر من 75 ألف شتلة، وتصدرت أشجار الغاف والسدر قائمة هذه الأشجار.

ويشكل تنامي عدد السكان وتوسعهم الحضري، تزايد الطلب أكثر على الأراضي لتوفير الغذاء والأعلاف الحيوانية والألياف اللازمة لصناعة الملابس، وفي الوقت نفسه، فإن صحة الأراضي الحالية للزراعة وإنتاجيتها آخذة في التراجع مع تفاقم حالتها بفعل تغير المناخ لذلك فإن وجود ما يكفي من الأراضي المنتجة لتلبية احتياجات جميع سكان الأرض يستلزم تغيير أنماط حياتنا، حيث تسعى دول العالم من خلال هذا اليوم إلى
تثقيف الأفراد حول كيفية مساهمتهم في المحافظة على الأراضي الزراعية واستثمارها بطريقة حكيمة ومستدامة والحد من الآثار السلبية التي يسببها البشر على الطبيعة والأنظمة الإيكولوجية البرية.

ومن خلال إحداث تغيير في سلوك المستهلكين والشركات واعتماد تخطيط أكثر كفاءة وممارسات أكثر استدامة، سيكون لدينا ما يكفي من الأراضي لتلبية الطلب إضافة إلى أنه يمكن للتغيرات في النظام الغذائي والسلوكيات للأفراد – مثل خفض هدر الغذاء، والشراء من الأسواق المحلية – أن تستغل الأراضي لاستخدامات أخرى وأن تساهم في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو.

وقد يهمك أيضًا:

الكويت تستعرض تجربتها في مكافحة التصحر في مؤتمر أنقرة

نشر تقانات حصاد المياه وظاهرة التصحر بورشة عمل في تونس