لندن - العرب اليوم
أظهر بحث جديد لجامعة إكسيتر البريطانية أنّ التغيّر المناخي زاد من خطر الإصابة بمرض «سيجاتوكا الأسود»، وهو مرض فطري يخرب محاصيل الموز، حيث ظهر مرض «سيجاتوكا الأسود» في آسيا أواخر القرن العشرين، واستكمل مؤخراً غزوه لمناطق زراعة الموز في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وتقول الدراسة الجديدة، التي أجرتها الجامعة ونُشرت أمس، في دورية «فيلوسوفيكال ترانساكشين أوف ذا رويال سوسيتي» Philosophical Transactions of the Royal Society، إنّ التغيرات التي طرأت على ظروف الرّطوبة و درجة الحرارة قد زادت من خطر حدوث المرض بنسبة تزيد على 44 في المائة في هذه المناطق منذ الستينات، وساعدت التجارة الدّولية وزيادة إنتاج الموز على انتشار المرض، الذي يقلّل من الفاكهة التي تنتجها النباتات المصابة به بنسبة تصل إلى 80 في المائة.
ويقول د. دانييل بيبير في جامعة إكسيتر، والباحث الرئيسي في الدراسة بتقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: إنّ «مرض سيجاتوكا الأسود يحدث بسبب فطر (Pseudocercospora fijiensis) الذي تتأثر دورة حياته بشدة بسبب الطقس». ويضيف: «يُظهر هذا البحث أنّ التغير المناخي جعل درجات الحرارة أفضل من أجل إنبات البوغ (خلية تكاثر لا جنسي، تنقل النبات من حالة الرّكود إلى حالة النشاط)، وجعل مظلات المحاصيل أكثر رطوبة، وهي بيئة ملائمة لنمر الفطر، مما زاد من خطر الإصابة بمرض (سيجاتوكا الأسود) في العديد من مناطق زراعة الموز في أميركا اللاتينية».
ورغم الارتفاع الإجمالي في خطر الإصابة بالمرض في المناطق التي فحصتها الدراسة، فإنّ الظّروف الأكثر جفافاً في بعض أجزاء المكسيك وأميركا الوسطى قد قلّلت من خطر الإصابة بالعدوى، كما أكد د.بيبير، حيث ينتشر فطر Pseudocercospora fijiensis المسبب للمرض عبر الجراثيم الهوائية، ويصيب أوراق الموز ويسبب موت الخلايا عندما تتعرّض السّموم الفطرية للضوء، وهو ما ينعكس على شكل ورقة الموز فتميل إلى اللون الدّاكن.
وجرى الإبلاغ عن أول إصابة بهذا المرض في هندوراس عام 1972. وانتشر في جميع أنحاء المنطقة ليصل إلى البرازيل في عام 1998، وجزر مارتينيك الكاريبية وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين في أواخر العقد الأول من القرن العشرين، ويعدّ الموز الغذاء الأساسي الرابع في العالم بعد الأرز والقمح والذرة، ويقدّر الإنتاج السنوي منه، بنحو 107 ملايين طن.
وقد يهمك ايضًا:
سرّ اختفاء الديناصورات عن وجه الكرة الأرضية
الآلاف يحتشدون أمام إحدى مزارع البقر المخصص لإنتاج الألبان في السويد