القاهرة - العرب اليوم
مع دخول الفيلم شهره الثالث، منذ أن تم طرحه منتصف شهر مارس الماضى، ما زال أسطورة ديزني فيلم الخيال والأساطير المشوق «Beauty and the beast» يتصدر إيرادات البوكس أوفيس العالمى للعام 2017، حيث بلغ إجمالى إيرادات الفيلم عالميا حتى الآن 1.252.765.014 مليار دولار، وهو الرقم الذى من الممكن أن يشكل ميزانية دول صغيرة.
وقد نجح الفيلم فى تصدر شبابيك التذاكر بالبوكس أوفيس الأمريكى بواقع إيرادات بلغت حتى الآن ٥٠٣.٣٦٥.٠١٤ مليون دولار، فيما حقق الفيلم بباقى دول العالم إيرادات بلغت ٧٤٩.٤٠٠.٠٠٠ مليون دولار، الأمر الذى جعل ديزنى عملاق الرسوم المتحركة الأشهر عالميا فى تحقيق رقم قياسى جديد لأفلام السينما الأمريكية الأكثر رواجا على مستوى العالم، والذى سيتوقف عنده الكثير من الأعمال لفترة طويلة لمحاولة تجاوزه خلال هذا العام؛ حيث ما زال يتصدر المركز الأول عالميا حتى الآن رائعة المخرج القدير جايمس كاميرون، «avatar» والذى حقق إجمالى إيرادات عالميا بلغت ٢.٧٨٧.٩٦٥.٠٨٧ مليار دولار.
ولعل الطريف فى الأمر أن إجمالى إيرادات الفيلم فاقت إجمالى تكلفة دراما رمضان هذه السنة، والتى قدرت بنحو ٢ مليار جنيه مصرى، حيث عادلت إيرادات أسطورة ديزنى تكلفة دراما رمضان هذا العام بنحو عشرة أضعاف تكلفتها بالكامل، والتى تصدرها إنتاجيا مسلسل «عفاريت عدلى علام» من بطولة الزعيم «عادل إمام»، والذى وصلت ميزانيته إلى نحو ١٢٠ مليون جنيه مصرى، وجاء فى المركز الثانى من حيث التكلفة الإنتاجية مسلسل «الحصان الأسود» للنجم أحمد السقا، والذى تكلف نحو ٨٠ مليون جنيه مصرى، فيما جاء فى المركز الثالث مسلسل «الزيبق» للنجم كريم عبدالعزيز بواقع ٧٠ مليون جنيه مصرى من ناحية التكلفة الإنتاجية للعمل، وعلى جانب آخر؛ فقد بلغت تكلفة فيلم «Beauty and the Beast» ١٦٠ مليون دولار، أى أن إيرادات الفيلم مثلت قرابة ٨ أضعاف ميزانية الفيلم بالكامل بما فيها أجور الممثلين.
وبالحديث عن أجور الممثلين، فمن الملاحظ من الأرقام الواردة سابقا بالتقرير نجد أن أجور نجوم دراما رمضان شكلت قرابة ٥٠٪ من تكلفة العمل الإنتاجية بالكامل، فقد أشارت تقارير سابقة إلى أن الزعيم تقاضى هذا العام أجرا بلغ نحو ٤٥ مليون جنيه، فيما تقاضى السقا قرابة ٤٠ مليون جنيه، والأمر نفسه تكرر مع كريم عبدالعزيز، والذي يتقاضى ٣٨ مليون جنيه، والذى من الطبيعى والبدهى يشكل عبئا ماديا ثقيلا على شركات الإنتاج الفنية، فى ظل تساقط أسهم كثير من النجوم هذا العام، وبزوغ نجوم ممثلين شباب تراهم للمرة الأولى على الشاشة فيما تمثل أجورهم قرابة ٥٪ من أجور نجوم الصف الأول، وهذا ما يدفعنا للسؤال عن مدى أحقية هؤلاء النجوم بالأجور التى يتقاضونها، وما مدى المتعة التمثيلية أو البصرية التى تم تقديمها للمشاهد فى المقابل، كل هذه الأسئلة تنقلنا إلى الجانب الآخر من الرواية وهى تكلفة فيلم «Beauty and the Beast»، والتى وصل أجر بطلة العمل النجمة «إيما واطسون» لنحو ٣ ملايين دولار فقط، والذى يمثل ١.٨٪ من تكلفة الفيلم إنتاجيا، فى حين أن معظم تكلفة الفيلم لا تعتمد فى الأساس على بطل العمل وحسب، ولكن هناك أمور أخرى أهم فيما يتعلق بتكلفة المؤثرات البصرية والجرافيك للحصول على صورة مدهشة، تجعل الفيلم يحافظ على نجاحه لسنوات عدة، وتجعله يجنى أضعاف أضعاف تكلفة إنتاجه، وهذا الأمر يذكرنا بفيلمى «Avatar» و«Titanic» للمخرج جايمس كاميرون، اللذان وصلتا إيراداتهما لأكثر من ٥ مليارات ونصف المليار دولار عالميا، فى حين أن تكلفة الفيلمين لم تتجاوز ٥٠٠ مليون دولار فقط.
ولعل أبرز الأمثلة لهذه النقطة فى دراما رمضان هذا العام مسلسل «كفر دلهاب»، والذى وصل إجمالى تكلفته الإنتاجية ٤٠ مليون جنيه، تكلف منها ديكور العمل فقط قرابة ١٠ ملايين جنيه، وهو مبلغ ضخم على ميزانية ديكور مسلسل، وذلك لاعتماده على تقنية ٣D فى تصميم الديكور، وهو ما حقق عنصر الإبهار لدى المشاهد على مستوى الديكور والملابس والإضاءة، والتى تعتبر كلها عناصر بصرية، وهو ما يجب الاعتماد عليه فى السنوات المقبلة لضمان تقديم دراما وصورة جيدة للمشاهد تتناسب والتطور الضخم فى تقنيات المؤثرات البصرية، وليست دراما النجم الأوحد التى أصبحت تكلف الكثير ولا تقدم إلا القليل.