المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي

أطلقت بلدية دبي مبادرة بيئية لاستخدام الديزل الحيوي بأسطول المركبات الثقيلة بالدائرة عوضا عن الديزل التقليدي .

وقال سعادة المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي أن المبادرة - التي تم الاعلان عنها خلال الاحتفال بمناسبة يوم البيئة الوطني - تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط مما يعمل على تعزيز مكانة دبي كنموذج عالمي يحتذى به في مجال الاستدامة والحفاظ على المنظومة البيئية.

ونوه بأنه سيكون للمبادرة تأثيرات بيئية ملموسة خصوصا على ظاهرة الاحتباس الحراري مما يؤكد مدى التزام الإمارة باتفاقية الأمم المتحدة حول التغير المناخي "بروتوكول كيوتو" التي تسعى للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على المستوى العالمي كما أنها ستحقق انخفاضا ملموسا في كمية انبعاثات ملوثات الهواء وستدعم جهود المحافظة على الموارد الطبيعية والمكتسبات البيئية بالإمارة .

وأفاد أن الديزل الحيوي المزمع استخدامه يتم إنتاجه بالإمارة من خلال عمليات إعادة تدوير زيوت الطعام المستخدمة باستخدام تقنيات تكنولوجية تصنيعية متطورة مما يعمل على تعزيز فرص الاستثمار في تدوير مختلف أنواع النفايات عوضا عن التخلص منها بالطرق التقليدية .

وأشار إلى أن بلدية دبي قامت بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة " نيوترال فيولز " إحدى منشآت التدوير الوطنية المرخصة من قبل البلدية حيث تقوم بإنتاج هذا النوع من الديزل الحيوي من خلال إعادة تدوير زيوت الطعام المستخدمة الناتجة من المطاعم والفنادق وغيرها من المنشآت العاملة في هذا المجال .

وأوضح أن الديزل الحيوي المنتج ذو مواصفات صديقة للبيئة تتطابق مع المواصفة الأوربية للديزل الحيوي /إي إن 14214/ والمعايير المعتمدة من قبل الوكالة الأمريكية لحماية البيئة إذ يمتاز بأنه ذو محتوى كبريتي لا يتجاوز /6/ جزء بالمليون/ لتر مما يساهم تقليل كمية انبعاثات ملوثات الهواء بنسب متفاوتة خصوصا ثاني أكسيد الكبريت التي تصل نسبة الخفض به إلى نحو / 98/ بالمائة وكذلك الانبعاثات الهيدروكربونية التي تصل نسبة الخفض بها إلى /77/ بالمائة وأول أكسيد الكربون إلى /61/ بالمائة.

وبين أن الديزل الحيوي سيساهم أيضا بخفض انبعاثات الجزيئات العالقة /10/ بي إم المتولدة إلى ما يزيد عن /50/ بالمائه مقارنة بالوقود التقليدي كما يلعب دورا مهما في تقليل الملوثات الثانوية في الهواء المحيط منها على سبيل المثال ملوث الأوزون وكذلك كميات انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة بنسبة تصل إلى /70/ بالمائة.

ولفت لوتاه إلى أن المبادرة ستعمل على خفض ما يقدر /22/ ألفا و /600/ طن سنويا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون مما سينعكس ايجابيا على خفض البصمة الكربونية وظاهرة الاحتباس الحراري التي تعد من أخطر الظواهر البيئية التي تواجهها الحكومات على المستويين العالمي والإقليمي إذ أصبحت عمليات الحد من تأثيراتها مطلبا عالميا تحرص منظمة الأمم المتحدة على متابعته والتعامل معه بجدية تامة وذلك كونها تتسبب بارتفاع درجة حرارة الأرض عن معدلاتها الطبيعية مما ينتج عنه العديد من التأثيرات والانعكاسات السلبية على قطاعات البيئة المختلفة.

وذكر لوتاه أن المبادرة ستعمل كذلك على خفض معدلات استخدام الوقود بما يقارب /10 / آلاف و /600/ طن سنويا والذي يعد أحد أهم مواردنا الطبيعية التي حبا بها الله سبحانه وتعالى دولة الإمارات .. مشيرا إلى أن الإمارة أصبحت من أكثر مدن العالم ديناميكية وسرعة وذلك بفضل التطور الملحوظ التي شهدته خلال السنوات الماضية كما أنها أصبحت بيئة مستقطبة للاستثمار في كل المجالات بفضل التسهيلات الكبيرة والحلول المبتكرة التي توفرها الإمارة لقطاع المستثمرين .

وقال ان هذا التطور السريع لابد أن يقابله من البلدية مبادرات فعالة ومبتكرة وذلك لتجنب التعامل الجائر مع البيئة وهدر واستنزاف الموارد الطبيعية والحفاظ عليها باعتبارها ثروة وطنية مهمة لأجيالنا القادمة حق أصيل فيها .

وأضاف لوتاه أن المبادرة ستعمل أيضا على تقليص حجم وكمية النفايات المستقبلية التي يتم طمرها والتخلص منها بالطرق التقليدية بمكبات النفايات التابعة للدائرة مما يعد تماشيا مع رؤية الإمارات 2021 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" التي تهدف إلى رفع جودة الحياة في الدولة من خلال بناء اقتصاد متنوع يحافظ على البيئة ويحقق التنمية المستدامة ويعزز من فرص الاستثمار في تدوير مختلف أنواع النفايات في الدولة كما أنها ستساهم في تحقيق مؤشر الأجندة الوطنية برفع نسبة النفايات المعالجة من إجمالي النفايات المنتجة إلى / 75/ بالمائة مما سيساهم وبفعالية في تحقيقنا للاستدامة البيئية التي أصبحت مطلبا رئيسيا تهدف له كل القطاعات بالإمارة.

وأشار المهندس عبد الله الجلاف مدير عام " نيوترال فيولز " إلى أن الزيوت المستخدمة تمر بسلسة من العمليات التصنيعية تبدأ من خلال استلامها بواسطة حاويات مصنعة من مواد معاد تدويرها وصديقة للبيئة ومصممة خصيصا لجمع الزيوت وتبدأ المرحلة الأولى بتصفيتها من الشوائب والملوثات العالقة من خلال شبكة من المصافي ذات كفاءة عالية.

وأضاف الجلاف أنه يتم تجميع الشوائب لاحقا في أحواض خاصة مزودة بمحركات متوسطة الحركة ومضخات مصممة خصيصا لضخ كميات من المضافات اللازمة لإنتاج الوقود الحيوي وزيادة كفاءته التشغيلية منها على سبيل المثال الميثانول والصودا الكاوية ويتم الخلط بدرجات حرارة متفاوتة تصل إلى /60/ درجة مئوية اعتمادا على درجة لزوجة الزيوت وخصائص وقود الديزل المطلوبة ولتسريع عمليات التفاعل وزيادة كفاءتها.

وأوضح أن المرحلة قبل النهائية تتضمن نقل المنتج إلى أحواض مخروطية وذلك لترسيب الشحوم حيث يتم استخلاصها وتنقيتها لغرض إعادة استخدامها كمادة أولية تدخل في بعض الصناعات التحويلية الأخرى منها المنظفات السائلة والصابون وغيرها وتبدأ المرحلة النهائية التي تتضمن عمليات غسل المنتج النهائي بتقنيات خاصة وذلك لتنقيته من الشوائب والشحوم وذلك ضمانا لعدم تأثيرها على محركات المركبات كما أنه يتم أخذ عينات لفحصها مخبريا بصورة دورية وذلك للتأكد من مطابقت الديزل الحيوي المنتج مع المواصفات والمعايير العالمية.