برلين ـ وكالات
رصدت العديد من شركات السيارات الألمانية الشهيرة، ميزانيات ضخمة لتوسيع عملياتها في الأسواق العالمية خارج حدود القارة الأوروبية التي تعاني من أزمة مالية طاحنة. ويؤكد إعلان شركة “فولكس فاغن” الأخير، على استثمار نحو 50 مليار يورو (65 مليار دولار) في عمليات دولية على مدى الثلاث سنوات المقبلة، التوجه الذي تبنته شركات السيارات الألمانية الكبيرة، والذي يقضي بتقليص نشاطاتها في السوق الأوروبية المتعثرة، ما يعزز ريادتها على بقية شركات القارة. وتشير الخطة الاستثمارية التي يُخصص معظمها لزيادة نشاط “فولكس فاجن” خارج أوروبا، إلى الجهود التي تبذلها الشركة لاحتلال المرتبة الأولى كأكبر شركة في العالم، على حساب “تويوتا” اليابانية. وتعكس كذلك، البرامج الاستثمارية الكبيرة الأخرى التي تطلقها شركات مثل “بي أم دبليو” و”ديملر” المتخصصة في صناعة “مرسيدس”، خارج حدود القارة في غضون السنوات القليلة المقبلة. وساعدت المبيعات الخارجية في مناطق مثل أميركا الشمالية والصين وبعض الأسواق الناشئة الأخرى، الشركات الألمانية بالفعل في التصدي لأزمة الديون السيادية التي اجتاحت أوروبا في الآونة الأخيرة. وبعيداً عن العودة إلى برامج خفض الإنفاق، قررت “فولكس فاغن” وفقاً للخطة الأخيرة، زيادة الاستثمارات إلى 16,7 مليار يورو سنوياً، أي بزيادة قدرها 4,2 مليار يورو عما كانت عليه في الخطة القديمة عند 12,5 مليار يورو. وتجيء هذه الخطوة على النقيض من عمليات التقشف التي تنتهجها شركات أوروبية أخرى تفتقر للسيولة مثل “بيجو سيتروين” الفرنسية و”فيات” الإيطالية، التي لجأت إلى بيع الأصول أو تقليص الموديلات وتغيير التقنيات خلال السنة الحالية، ليدفع بها التراجع الكبير في المبيعات الأوروبية إلى حافة الهاوية. ويقول مارتن وينتركورن، المدير التنفيذي لشركة “فولكس” :”بصرف النظر عن البيئة الاقتصادية التي تبرز الكثير من التحديات، نسعى لزيادة معدل الاستثمارات أكثر من أي وقت مضى بغية تحقيق أهدافنا بعيدة المدى”.