واشنطن ـ وكالات
تتسابق شركات صناعة السيارات الأميركية على الحضور القوي في معرض ديترويت الدولي للسيارات الذي افتتح أبوابه للإعلاميين يومي 14و 15 يناير/كانون الثاني، بعد سنوات من المعاناة التي شهدتها هذه الصناعة الأمريكية. ويقول جو فيتالي المحلل المتخصص في شؤون السيارات لدى شركة "ديلويت" أن السنة الماضية "كانت مثيرة للاهتمام في هذا القطاع، إذ حصلت أمور مختلفة تمامًا من منطقة إلى أخرى، فكان تباطؤ في الصين والبرازيل، وانكفاء كبير في أوروبا، ومن ثم لدينا هذه الواحة الصغيرة المزدهرة، أي السوق الأمريكية". وفي الولايات المتحدة سجل قطاع السيارات أفضل عام له منذ الأزمة. فارتفعت مبيعات القطاع بنسبة 13 بالمئة في 2011، وهي أكبر زيادة سنوية منذ العام 1984، مع بيع 14.5 مليون سيارة. وتوقع موقع "ترو كار" المتخصص أن ترتفع المبيعات إلى 15.5 مليون وحدة خلال العام الحالي. وأضاف الموقع أن "المردودية مرتفعة، والمنتجات هي أفضل ما حصل عليه المستهلكون منذ فترة طويلة. لذا فإن ثمة أجواء تفاؤل". وأضاف ايد هيلفيغ المحلل لدى موقع "ادموندز" أن المصنعين الأميركيين "سيشكلون نجوم المعرض". وتحرص شركات السيارات الأميركية الثلاث الكبرى جنرال موتورز وفورد موتور وكرايسلر على المبالغة في حضورها في معرض ديترويت الدولي للسيارات بهدف استعراض قوتها أمام الإعلام والعاملين في هذه الصناعة. ومن المقرر أن يفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور يوم السبت المقبل وحتى 22 يناير الحالي. وقد عرضت كرايسلر أصغر الشركات الأميركية الثلاث سياراتها في جناح بتصميم إيطالي يعكس ارتباطها الحالي بشركة فيات الإيطالية لصناعة السيارات. كما عرضت شركة فيات سيارات شركة ميزاراتي التابعة لها إلى جوار سيارات كرايسلر. وجاءت المنافسة من جانب فورد التي عرضت سيارتها الفارهة لينكولن، وكذلك من جانب جنرال موتورز التي عرضت سيارات شيفروليه وبويك وكاديلك وجي.إم.سي. وقد كشفت جنرال موتورز النقاب عن أحدث منتجاتها وهي السيارة أيه.تي.إس التي يقول المسؤولون في الشركة الأميركية إنها ستنافس السيارات الفارهة المدمجة مثل الفئة الثالثة من بي. إم. دبليو الألمانية. ويعتبر جيسي توبراك أن التحدي بالنسبة إلى شركة جنرال موتورز ومنافستها فورد في 2013 هو "لجم خسارتهما لحصص في السوق" في قطاع يشهد منافسة كبيرة جدًا مع أطراف آسيوية وأوروبية متزايدة. وتسجل كرايسلر اصغر المصنعين الثلاثة في ديترويت مهد صناعة السيارات الأمريكية دينامية كبيرة، مع انها كانت الشركة الأميركية التي عانت أكثر من غيرها خلال الأزمة مع إعلان إفلاسها العام 2009. وقد ارتفعت مبيعاتها بنسبة 21 بالمئة في العام الماضي، و"من المتوقع أن تسجل نموا جديدا العام 2013". وباتت كرايسلر هي التي تدعم ماديا الشركة الأم "فيات"، التي أتت لنجدتها في العام 2009. وسيكون المصنّعون اليابانيون نجوم المعرض الآخرين؛ فقد سجلوا في العام الماضي انتعاشة ملفتة مقارنة بالعام 2011 عندما تراجعت مبيعاتهم بسبب مشاكل لوجيستية كبيرة ناجمة عن الزلزال والتسونامي اللذين ضربا اليابان وبسبب الفيضانات في تايلاند. الشركة اليابانية الأولى "تويوتا" تراجعت بشكل خاص بسبب هذه المشاكل اللوجيستية، التي أتت بعد سحب عدد كبير من سياراتها في 2009 و2010 لمشاكل قد تكون وراء عشرات الحوادث القاتلة التي لطخت سمعة الشركة، وأثرت كثيرا على مبيعاتها العالمية. يقول جيسي توبراك "الشركة تمكنت من استعادة الحصة التي خسرتها في السوق بالكامل، وقامت بذلك في فترة اقصر مما كان متوقعا. ويفترض أن يسطع نجمها هذه السنة". ويشير ايد هيلفيغ إلى أن القطاع في أوروبا يشهد أزمة خطرة كتلك التي شهدها الاميركيون قبل أربع سنوات، إلا أن المصنعين الأوروبيين "المتواجدين في الولايات المتحدة يسجلون أداء جيدا"، مثل فولكسفاغن وديملر. وقبل افتتاح المعرض، قدمت جنرال موتورز سيارة مرتقبة جدًا هذه السنة، وهي نسخة جديدة "سي 7" عن سيارة كورفيت الشهيرة، فضلاً عن شاحنات "بيك آب". وستعرض كرايسلر سيارة جيب جديدة من طراز "غراند شيروكي" سيارتها رباعية الدفع الناجحة، فيما تعرض مرسيدس طرازا جديدا من "سي إل إيه كلاس"، تؤكد أنها أقل استهلاكا للوقود.