تستعد الصين لإنتاج ما يتجاوز أوروبا من السيارات لأول مرة خلال العام الحالي، لتحقق رقماً قياسياً في ظل ما يشهده قطاع السيارات من انتعاش كبير في البلاد، ما يؤكد الصعوبات التي تواجهها صناعة السيارات في أوروبا وهي تستقبل 12 شهراً من التحديات الجديدة. وتخطط الصين خلال هذا العام لإنتاج 19,6 مليون سيارة ومركبات أخرى خفيفة مثل نصف النقل، مقارنة بأوروبا التي من المتوقع أن يبلغ حجم إنتاجها نحو 18,3 مليون. ويثير هذا الانتعاش الذي تعيشه الصين، المزيد من الإعجاب بالوضع في الاعتبار أن إنتاج أوروبا لا يتضمن دول الاتحاد الأوروبي فحسب، بل دول أخرى أيضاً مثل تركيا وروسيا. وبلغ إنتاج أوروبا في 2012 نحو 18,9 مليون من المركبات المختلفة، متجاوزة الصين التي لم يتعد إنتاجها عند ذلك الوقت 17,8 مليون سيارة. وتعتمد هذه التوقعات على البيانات التي وردت من عدة وكالات تتضمن “آي أتش أس” و”أل أم سي” و”بي دبليو سي”، بالإضافة إلى بنكي “يو بي أس” و”كريديت سويس”. ورسمت هذه الوكالات صورة لتعافي خجول لقطاع السيارات العالمي خلال 2013، الذي من المتوقع أن يرتفع عائده الإنتاجي بنسبة قدرها 2,2%، مقابل 4,9% خلال 2012. وبتقييم إجمالي مبيعات القطاع العالمي عند 1,3 تريليون دولار سنوياً، يُعد قطاع السيارات واحداً من أفضل المؤشرات التي تقيس أداء الاقتصاد العالمي. ووفقاً لهذه البيانات، من المتوقع أن تقوم أوروبا بصناعة ما يتجاوز خُمس الإنتاج العالمي بقليل من السيارات خلال 2013، النسبة التي تراجعت كثيراً عن 35% التي سجلها القطاع في 2001. وفي العام 1970، كانت تتم صناعة سيارة من بين كل اثنين، في مصانع أوروبية والتي عرفت بأنها الموطن الذي انطلقت منه صناعة السيارات في العالم، عندما تم الكشف عن أول سيارة بدائية تسير بثلاث عجلات قام بصناعتها الألماني كارل بنز في 1885. ومن المرجح أن ينمو قطاع صناعة السيارات الصيني خلال هذا لعام بنحو 10 أضعاف عن ما كان عليه في العام 2000، عندما كانت حصة الصين العالمية لا تتجاوز سوى 3,5%، مقارنة بالنسبة المتوقعة حالياً والبالغة 23,8%.