لندن ـ أ.ش.أ
قالت صحيفة الـ (فاينانشيال تايمز) البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يفوت فرصة لإظهار ديناميته على الساحة الدولية مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية.
وأضافت -في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن نتنياهو لا يقصر تركيزه على الفوضى المحيطة بالحدود الإسرائيلية، وإنما يقحم نفسه في نطاق معارك سياسية تخص أقوى داعمي دولته في أمريكا وأوروبا الغربية.
ونوهت الصحيفة عن عودة طفو التوترات القديمة بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على السطح الأسبوع الماضي بعد اتهام البيت الأبيض علنية لإسرائيل بتسريب معلومات مضللة عن المحادثات النووية مع إيران – بغرض إحباط أي اتفاق ممكن على هذا الصعيد.
وأشارت إلى أن نتنياهو في ذات الوقت أثار غضبا في أوروبا بدعوته يهود القارة للانتقال لإسرائيل، في أعقاب الهجوم الإرهابي الأخير على كنيس يهودي في الدنمارك.
وذكرت الصحيفة أن معارضي نتنياهو يدعون أنه إنما يتعمد إثارة تلك المشاكل بهدف تعزيز فرصه في الداخل، حيث يخوض بيبي البالغ من العمر 65 عاما سباق الانتخابات للحصول على فترة رابعة كرئيس للوزراء.
ورأت أن تلك المشكلات التي يستثيرها نتنياهو تتعلق بقضايا محورية على صعيد المستقبل السياسي في إسرائيل وعلاقتها باليهود حول العالم.
ونوهت عما يقوله منتقدو نتنياهو من أن استثارته النزاع مع إدارة أوباما تنطوي على تعريض علاقة إسرائيل الوثيقة مع أمريكا للخطر، كما تثير دعوته ليهود أوروبا بالانتقال لإسرائيل، أسئلة غير مريحة للكثيرين منهم حول ولائهم لأوطانهم التي نشأوا فيها.
وعلى صعيد المحادثات مع إيران، أوضحت الـ (فاينانشيال تايمز) أنه فيما يحرز دبلوماسيون من أمريكا وقوى أخرى كبرى إلى جوارها، تقدما على صعيد المحادثات مع طهران حول برنامجها النووي، على نحو يعتقد المسؤولون بالبيت الأبيض أنه كفيل بالحيلولة دون تمكن إيران من تصنيع سلاح نووي، فإن نتنياهو يرى أن تلك المحادثات ما هي إلا خدعة ستستغلها إيران.
ورأت الصحيفة أن أولى إشارات التوتر ظهرت في يناير المنصرم، عندما أعلن نتنياهو قبوله دعوة للتحدث عن إيران أمام جلسة مشتركة بالكونجرس دونما سبق استشارة للبيت الأبيض.. ورجحت أن يعمد نتنياهو إلى استغلال هذه المنصة في واشنطن بنشاط للتعبئة ضد اتفاق محتمل يعتبره أوباما بمثابة هدف رئيسي على صعيد سياسته الخارجية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التصرف من نتنياهو يراه الكثيرون ومن بينهم حلفاء لـنتنياهو في اليمين الأمريكي تدخلا غير مقبول.
ثم زادت الأمور سوءا بين الجانبين الأسبوع المنصرم باتهام البيت الأبيض علنية لإسرائيل بتعمد تسريب معلومات مضللة عن المحادثات الأمريكية حول الملف النووي الإيراني بغرض إضعاف جانب إدارة أوباما.
وعلى الصعيد الأوروبي، رصدت الـ (فاينانشيال تايمز)، ردود أفعال غاضبة من جانب ساسة أوروبيين بعد دعوة نتنياهو يهود القارة للانتقال إلى إسرائيل، متهمين القائد الإسرائيلي بتهويل المخاطر التي يتعرض لها اليهود في أوروبا.
وأوردت الصحيفة البريطانية في هذا الصدد قول الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند "لن أدع ما قيل في إسرائيل يمر، إذ يحمل الناس على الاعتقاد بأن اليهود لم يعد لهم مكان في أوروبا".