لندن ـ العرب اليوم
رأت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن هناك تحولا في الموقف الإسرائيلي بشأن الاتفاق النووي مع إيران، والذى قد يبدو وكأنه محاولة لشن حملة دبلوماسية للتأثيرعلى الصفقة النووية النهائية. ولفتت الصحيفة البريطانية في مقال تحليلي أوردته على موقعها، اليوم الإثنين، إلى أنه رغم أن الاتفاق النووي المؤقت مع إيران، والذي ينظر إليه من قبل أنصارها باعتباره “صفقة تاريخية”، وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأنه “خطأ تاريخيا”، إلا أن الكيفية التى سيتم التحرك بها لتشكيل الصفقة النهائية وحدها ستبين كيف سيكون رد فعل إسرائيل فى الأشهر المقبلة . وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لإسرائيل ، يجب أن تتضمن الصفقة النهائية حرمان إيران من القدرة على امتلاك قنبلة نووية، فسعى إيران نحو امتلاك قنبلة نووية لا يمكن إيقافه من خلال التدخل الخارجي، كما ينبغى أن يتم تجريد إيران من بعض القدرات النووية الأساسية التى تمتلكها بالفعل أو تسعى لإمتلاكها ، بما فى ذلك مفاعل اراك أو غيره الذى يعمل بالماء الثقيل، فضلا عن ذلك، ينبغى إغلاق كافة ملفات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى مجال البحوث النووية المفتوحة ورصد مدى تطبيقها. وأكدت الصحيفة أنه فى حال توصلت السداسية، مجموعة “5+1″ إلى إبرام مثل هذه الصفقة، فإن إسرائيل ستكون من بين اوائل المرحبين بها، لافتة إلى أن الانتقادات الإسرائيلية اللاذعة التى برزت عقب إبرام الاتفاق الحالى المؤقت تفتح بابا أمام شن حملة دبلوماسية باردة للتأثير على الصفقة النهائية، فإسرائيل ترغب من حلفاءها الأمريكيين والأوربيين فى تحديد الأهداف والالتزام بها ؛ فرض العقوبات المتبقية ؛ وتحذير إيران من عواقب عدم الامتثال للاتفاق المؤقت أو تجنب إبرام صفقة شاملة معقولة. وأوضحت الصحيفة أن هذه العواقب ستتمثل فى فرض المزيد من العقوبات المحتملة و أو توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية ، وهو ما قد ترغب إيران فى تجنبه ومن ثم تقدم تنازلات تجنبها ذلك الأمر، مشيرة إلى أن إسرائيل لديها ما يمكنها من لعب دور نشط فى هذه القضية، فمن ناحية يمكن أن تدفع الكونجرس الأمريكى لفرض عقوبات إضافية بشأن سلوك إيران ، بينما يظل الخيار العسكرى مطروح على الطاولة . واختتمت صحيفة “الجارديان” البريطانية -تحليلها- قائلة “إن هدف إسرائيل خلال الأشهر الستة المقبلة سيكون السعى إلى إبرام اتفاق مقبول، بدلا من عرقلة هذه العملية، إلا أن الاتفاق الذى لا يلبى توقعاتها الأساسية ، لن يكون له اعتبار، وسيضع صناع القرار فى الحكومة الإسرائيلية فى معضلة من جديد بشأن ما إذا كان يتم توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران لتفادى ما تعتبره أخطر تهديد لأمنها القومى، وفق ما ذكرته «الشرق الأوسط».