أبوظبي - أ.ش.أ
اهتمت الصحف الإماراتية والعمانية، الصادرة اليوم الاثنين، بتنصيب رئيس جديد لمصر، حيث باركت صحف الإمارات في مقالاتها الافتتاحية لمصر وشعبها عهد الإرادة الجديد بعد تنصيب عبدالفتاح السيسى رئيسا.. مشيرة إلى أن العالم العربي احتفل بلحظة الميلاد فى القاهرة لتكون إشعاعا وإيذانا بعودة الاستقرار والأمن والسلام إلى ربوع وطننا العربي الكبير.
وأكدت الموقف الإماراتي الداعم لمصر حكومة وشعبا الذي ينطلق من إيمان عميق بأهمية التضامن العربي وحق الشعوب العربية في التنمية والأمن والاستقرار والتقدم ولهذا ترسخت صورة الإمارات لدى مصر والعرب جميعا باعتبارها رمز الأخوة والتضامن مع الأشقاء فى أوقات الأزمات والشدائد.
وتحت عنوان "مصر عهد جديد"، أعربت صحيفة (الخليج) عن ثقتها بأن السيسى لا يملك عصا سحرية تخرج مصر من أزماتها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية فى غضون أيام أو أشهر لكن بالعمل والإرادة والثقة والإصرار يمكن تحقيق الإنجازات ومراكمتها بحيث تشكل نواة لعمل متواصل وتؤسس لتغيير يحدث فرقا بين الأمس واليوم والغد ويشعر معه المواطن المصري بأن ثورته من أجل العيش والحرية والديمقراطية تحقق أهدافها ويلمسها على أرض الواقع.
وقالت إن "اليوم تبدأ مصر عهدا جديدا وأمامها استحقاقات لم تستكملها وفقا لخارطة المستقبل التى رسمتها ثورة 30 يونيو.. استحقاقات تمثل العمود الفقري للديمقراطية، وقد تم إنجاز استحقاقين هما دستور جديد وانتخاب رئيس جديد، لكن تبقى الانتخابات البرلمانية مهمة مطلوبة وعاجلة لاستكمال البناء التشريعي للدولة بحيث يأخذ العمل أبعاده كاملة وتستقر الثورة بكل مؤسساتها التى يجب أن تمثل الإرادة الشعبية".
وأضافت أن "المصريين اختاروا السيسي وفاء وعرفان لدوره في حماية الثورة من أعدائها والمتربصين بها على أمل أن يقود مصر إلى بر الأمان ويخلصها من فلول الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تصر على العبث بأمن مصر ويحقق لها الاستقرار والطمأنينة بما يفسح المجال لمباشرة العمل على مواجهة الأزمات الحياتية الكبرى التي يعانيها المصريون وذلك لن يتأتى إلا بتكاتف الجميع والوقوف خلف القيادة الجديدة ودعمها ومواجهة كل من يحاول عرقلة مسيرة الثورة وأهدافها".
ومن جانبها، قالت صحيفة (البيان) تحت عنوان (مصر مصرة على الإبهار) - إنه "بأدائه اليمين الدستورية رئيسا لمصر يطل عبدالفتاح السيسى على التاريخ من شرفة يعرفها التاريخ جيدا ولطالما اعتاد معانقة مصر البهية طيلة سبعة آلاف عام حاكت فيها سواعد المصريين لوحة حملت العنوان المتدلي من سماء الإنسانية "مصر أم الدنيا".
وأضافت أن "العالم حضر إلى مصر فى يوم تنصيب مشيرها رئيسا لكل المصريين وقائدا لمعركة مظفرة بإذن الله مآلها الأمن والأمان والتنمية والحرية والعدالة الاجتماعية".
وأشارت إلى أن العالم حضر ليرى خريطة للمستقبل نسجها بواسل مصر الشرفاء بخطوط من نور.
وأكدت "البيان" فى ختام مقالها أن هذه مصر التى تجبرك على تعليق قناديل الأمل العربي، وانتظرها العرب طويلا ولم تخيب الأمل وأكدت ما قالوا شاعرها الراحل أحمد فؤاد نجم ذات يوم حين ناشد العرب " احفظوا لمصر المكان..وانتو عارفين شعب مصر".
وفى مقال آخر للصحيفة، تحت عنوان (مصر لا تقبل القسمة على اثنين).. قالت إنها "ليست لحظة شخصية للرئيس المصري الجديد تلك اللحظة التي شهدت تنصيبه رئيسا لمصر ودلالات اللحظة تقول ما هو فوق الاحتفال بالجمهورية السادسة فى مصر".
وأضافت "هي مصر التي لا تقبل القسمة على اثنين.. مصر التي تتطابق تاريخا وشعبا وتكوينا مع دلالات الرقم واحد وهو رقم غير قابل للقسمة والذين يحاولون تقسيمه يريدون تحويل مصر إلى كسور وأعشار والسعي لهدم مصر تحت عناوين جاذبة وبراقة"..مشيرة إلى أن تكوين مصر التاريخي ضد الانقسام والصراع على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي.
وأكدت أن مساندة الإمارات لمصر في جمهوريتها السادسة لا يحق لأحد حصرها وتصغيرها في إطار مساندة اتجاه سياسي ضد آخر فهذه إذابة غير أخلاقية لدوافع الإمارات التي تريد رد الروح إلى مصر شعبا ودولة.
وتابعت "نقف إلى جانب مصر ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تهديدات قد تواجه هذا البلد ونعرف أن ملفات شائكة في طرق العهد الجديد من الوضع الاقتصادي مرورا بالتطرف والإرهاب ثم الصراع على السلطة فوق السر الغامض الذي يقول إن هناك من يريد للفوضى الخلاقة أن تقسم مصر مثنى وثلاث ورباع فتصير مجرد كسور وأعشار يتم تقاذفها بين عواصم تتطاول أعناقها سياسيا بدور ليس لها".
وأكدت (البيان) - في ختام مقالها - أنها لحظة تقول إن مصر عصية على التقسيم وقدرها يقول إنها ولدت موحدة وستبقى كذلك.
وتحت عنوان (إرادة شعب مصر)، أكد الكاتب محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة (الاتحاد) أن المشهد المصري كان عظيما محليا وإقليميا وستكون له تأثيراته الدولية، فبالأمس وبتنصيب عبدالفتاح السيسى رئيسا منتخبا لمصر طوت المنطقة جزءا من مرحلة صعبة من الأزمات والإرباكات والارتباكات والفتن والانقسامات السياسية المتلاحقة.
وقال إن "هذا ما يجعل المشهد المصري أكبر وأعمق من وصول رئيس وغياب فصيل، كما أن كل شيء كان مختلفا بالأمس مراسم راقية وسلسة لم تشهدها مصر من قبل، فلأول مرة في تاريخ مصر يتعانق رئيس سابق مع رئيس جديد منتخب وهو يسلمه السلطة وسط حضور أشقاء مصر الذين يدعمونها ويساندونها في مواجهة تحديات كبيرة ودعم قيادة الإمارات والسعودية لهذا الأمر تجعل مساحة التفاؤل بمستقبل مصر أوسع وأكبر من مساحة الصعوبات والتحديات".
وأضاف أن "الدعم الإماراتي - السعودي لمصر لا يعرف الحدود وليس له سقف وهذا الدعم ليس ماليا فحسب لكن الأهم منه هو الدعم المعنوي والسياسي في المحافل الدولية الذي تسعى من خلاله الإمارات إلى أن تعود مصر إلى دورها الريادي والقيادي الذي لا غنى عنه في ظل تداعيات تجتاح المنطقة".
وأكد أن الحشد الكبير من قادة وزعماء ورؤساء ووفود العالم في حفل التنصيب يبعث برسائل قوية للمترددين أهمها أن عليهم أن يحسموا مواقفهم ويتخلوا عن ترددهم ويراجعوا آراءهم ووجهات نظرهم بشأن ما يحدث في مصر منذ الثلاثين من يونيو الماضي.
وشدد الحمادى في ختام مقاله الافتتاحي على أنه المسار الذي يؤكد أن من يريدون الخير لمصر لا يملون على شعبها رؤية تخالف إرادته، وهو المسار الذي يجعل المسئولية العربية تجاه مصر مضاعفة خلال المرحلة المقبلة.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة (الرؤية) العمانية الصادرة اليوم - فى عمودها اليومي بعنوان "مصر..حقبة جديدة" - عن تنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي - إن "كلمة السيسى في حفل تنصيبه أكدت أن مصر ستشهد حقبة تاريخية جديدة حيث تعهد السيسي بأن يؤسس لمصر المستقبل كي تكون دولة قوية وعادلة وآمنة ومزدهرة تنعم بالرخاء على أن يواكب ذلك إعادة إحياء دورها الإقليمي والدولي والإسهام فى تحقيق أمن واستقرار المنطقة استجابة للآمال والتطلعات باستعادة مصر لدورها الطبيعي في أمتها العربية مدافعة عن قضاياها وراعية لمصالحها ورائدة لنهضتها.
ورأت الصحيفة أن على مصر لكي تنهض بهذا الدور قدرا كبيرا من العمل الجاد وعلى أكثر من صعيد وفي مقدمتها إصلاح البيت من الداخل من خلال تقوية اللحمة الوطنية بين مختلف شرائح الشعب المصري والعمل على تدعيم أركان الاقتصاد ليتجاوز التحديات الآنية والمستقبلية.