أبوظبي - أ.ش.أ
اهتمت الصحف الإماراتية والعمانية الصادرة اليوم بالانقسامات داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة المبنية على المصالحة الوطنية ، وبقرار المحكمة العليا الليبية بعدم دستورية انتخاب معيتيق رئيسًا للوزراء الذى يعتبر حلقة فى مسلسل عدم الاستقرار .
وفى الإمارات ، قالت صحيفة "الخليج" يبدو أن لا أحد في العالم يرى إمكانية أي تحقيق للأهداف الصهيونية سوى قادة الاحتلال أنفسهم والدليل الواضح على ذلك أن محاولة الاحتلال استغلال قيام الحكومة الفلسطينية الجديدة المبنية على المصالحة الوطنية من أجل عزل الفلسطينيين أخفقت بشكل واضح حيث أن معظم الدول بشكل عام رحبت بقيامها والولايات المتحدة أعلنت أنها ستتعامل معها .
وأشارت إلى أن الأهداف الإسرائيلية واضحة لأنها معلنة بشكل مباشر أو غير مباشر على لسان القيادات "الإسرائيلية" الحالية فهؤلاء لا يريدون دولة فلسطينية ويريدون ضم كل الضفة الغربية أو على الأقل كل أراضيها باستثناء المأهول سكانيا منها .
وأوضحت أن المعضلة التي يراها حلفاء الاحتلال الإسرائيلي ولا يريد قادته رؤيتها هي أنه حتى لو أقام كل المستوطنات التي يريد بل وضم معظم الضفة الغربية فماذا سيفعل بأكثر من مليوني فلسطيني فيها وكيف سيتصرف إزاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين؟ .
ولفتت "الخليج" إلى أن ما يرمي إليه جون كيري وزير الخارجية الأمريكية وغيره من السياسيين الأوروبيين أن تكون معالم الدولة العنصرية من الوضوح بحيث لا أحد يستطيع إنكارها أو حتى الدفاع عنها وفي ذلك كلفة كبيرة للبلدان الغربية التي تقدم نفسها زعيمة للديمقراطية وحقوق الإنسان إلى الشعوب الأخرى.
وفى سلطنة عمان، تحدثت صحيفة "الرؤية" اليوم الثلاثاء عن قرار المحكمة العليا في ليبيا بعدم دستورية انتخاب المؤتمر الوطني العام لأحمد معيتيق رئيسًا للوزراء والذي يُعد حلقة جديدة في مسلسل حالة عدم الاستقرار التي يمر بها هذا البلد في أعقاب نجاح الثورة الشعبية التي أنهتْ حكم مُعمر القذافي قبل نحو ثلاث سنوات.
وأوضحت الصحيفة أن قرار المحكمة العليا الليبية الصادر أمس يُعيد البلاد إلى المربع الذي كانت فيه قبل انتخاب معيتيق حيث سيبقى سلفه عبد الله الثني في المنصب في الوقت الراهن دون أن تكون هناك خطة جاهزة للتعامل مع الوضع السياسي والتبعات الأمنية الناجمة عن حكم المحكمة خاصة في ظل الواقع الذي تعيشه ليبيا والذي لا يبعث على التفاؤل حيث المواجهات مُحتدمة شرق البلاد بين اللواء المنشق خليفة "حفتر" والإسلاميين المتشددين في بنغازي وتطغى على العاصمة طرابلس مظاهرَ استعراض القوة للميليشيات المتناحرة.
ومضت الصحيفة تقول أنه إضافة إلى سيطرة مجموعة من المتمردين على عدد من الموانئ النفطية شرق ليبيا والذين تسبَّبوا بإلحاق خسائر بالخزينة الليبية لا تقل عن 30 مليار دولار جرَّاء عشرة أشهر من الاحتجاجات في الحقول النفطية ومرافئ التصدير.
ورأت "الرؤية" أن جميع الحريصين على مصلحة ليبيا يتطلعون إلى أن يتوافق أبناء هذا الشعب على خارطة طريق واضحة المعالم مُحددة الأهداف لإخراج بلادهم من النفق المظلم الذي تتخبط حالياً بين جنباته .
ومن جانبها، قالت صحيفة "الوطن" اليوم الثلاثاء إن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا تكتسب أهمية كبرى خاصة وأنها تأتي في ظل متغيرات سياسية واقتصادية لا تشهدها المنطقة فحسب وإنما العالم بأسره.
وأضافت الصحيفة أن إيران وتركيا هما جارتان جغرافيًّا وترتبطان بعلاقات تاريخيّة عمادها الدين الإسلامي مع العرب وهذه العلاقات تترتب عليها استحقاقات من أطرافها تجاه بعضهم البعض تقوم على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومد يد الأخوة والصداقة والمحبة.
وأشارت إلى أن تأكيد كل من روحاني وعبد الله جول في ختام مباحثاتهما على إنهاء المعاناة في المنطقة والعزم على التوصل إلى ذلك وتأكيدهما على توحيد الجهود المشتركة لإيران وتركيا في هذا الصدد وعلى عزمهما على محاربة التطرف والإرهاب يؤسس لبداية جيدة في هذه الاتجاه فالشعوب العربية قد ملت وسئمت التدخل في شؤونها الداخلية تحت شعارات كاذبة وواهية وتبحث عن الاستقرار والأمن والعيش الكريم بدلًا من دعم الإرهاب ضدها والمتاجرة بحقوقها.
وبينت "الوطن" أن الدول العربية وإيران وتركيا لديها تطلعات متشابهة لمعالجة الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وبخاصة على الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية لذا فإن الدور الإيراني يمكن أن يفتح قنوات دبلوماسية وسياسية من شأنها أن تعيد الاستقرار والأمن في ربوع المنطقة والعالم.