الرياض ـ محمد الدوسري
ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم على عملية الانتقال السلس للسلطة في المملكة العربية السعودية، وما عبر عنه المسؤولون والمواطنون من مشاعر تجاه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتطلعاتهم لمستقبل مشرق للمملكة في ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .
وأبرزت الصحف المحلية التقدير والاحترام الدولي الذي تحتله السعودية وقيادتها،وما شهدته العاصمة الرياض خلال اليومين الماضيين من توافد للرؤساء والزعماء العرب والغرب لتقديم واجب العزاء بالملك عبد الله في شهادة جديدة للمكانة التي حظي بها من الأسرة الدولية،وتأكيدًا للدور الفاعل للسعودية على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
وقالت صحيفة عكاظ" في افتتاحيتها بعنوان (انتقال السلطة السلس .. رسالة للعالم)، كانت المملكة، خلال اليومين الماضيين، في عيون العالم من خلال وسائل الإعلام وشبكات التواصل.. كانت اسما مترددا في حوارات المعلقين والمحللين المعنيين بالقضايا الأمنية والإستراتيجية والشؤون الدولية. وكانت بؤرة التركيز على الخطوات السلسة التي انتقلت بها السلطة من ملك غادر هذه الدنيا -محفوفا بمشاعر مواطنيه واحترام عارفيه من زعماء العالم- إلى ملك يقود البلاد على طريق الاستقرار والاستمرار، محاطا بحب مواطنيه وتقدير أهل الفكر والرأي والسياسة، وهو صاحب التجربة الغنية الطويلة في دائرة صناعة القرار ببلاده.
كما كتبت صحيفة "الرياض" تحت عنوان (ثقل المملكة في الرؤية الدولية) أن وزن المملكة إقليمياً ودولياً يتأكد ثقله كل يوم، فهي محور أمتها العربية وعالمها الإسلامي وقد اتضح ذلك حين تقاطر زعماء من كل أنحاء العالم أو من ينوب عنهم معزين في فقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومهنئين بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
واشارت الصحيفة الى تغطية وسائل الاعلام العربية والعالمية الحدث وتفاعلها معه بمعنى أن المملكة بثقلها الروحي والاقتصادي ودورها السياسي تثبت أنها في القوائم الأولى العالمية، ولعل مسارها السلمي وضربها للإرهاب والتأكيد دائماً على أن الحوار هو طريق الحلول لأزمات العالم المعاصر وضعها كدولة وشعب في مركزها المؤثر والطبيعي في مختلف شؤون وقضايا العالم.
وقالت الصحيفة إسلامياً السعودية من أول من أعطى وقدم ورعى شؤون هذا العالم الكبير، وعندما أصيب في عاهة الإرهاب كانت أول أهدافه، غير أن التفاعل السريع الأمني في مواجهته، كان حاسماً وحازماً، ووضعت مختلف إمكاناتها مع قوى العالم في مكافحته في كل مكان من المعمورة لأن منطلقاتها وأهدافها لا تضيقان أو تتقلصان أمام حالة حرب خطيرة يقودها إرهابيون لا يفرقون بين مسلم وغيره.
وأوضحت أن ثقل المملكة لم يأت منحة من أحد، بل جاء من ثراء طبيعتها وأصالة شعبها ونظرة دولتها إلى الرؤى البعيدة التي تحقق مصلحتها بمفهوم الأخوة والصداقات البعيدة عن الأسباب التي توترها أو تنحرف عن مسارها..
بدورها أشادت صحيفة "الوطن" تحت عنوان (رسالة الملك سلمان: النهج ثابت والوطن بخير) : في كلمته التي نعى فيها أول من أمس خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكَ الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ
أوضح أن سياسة المملكة لن تتغير وانه سيكون على مستوى طموحات العالمين العربي والإسلامي اللذين يضعان آمالهما في المملكة من أجل مستقبل خالٍ من الأزمات.
وتحت عنوان (ترتيب البيت السعودي)، كتبت صحيفة "الشرق"ان السعوديين اثبتو يوماً بعد آخر أنهم على قدر تحمّل المسؤوليات الجسام مهما كان الحدث جللاً وعظيماً و يؤكدون عملياً أنهم قادرون على ترتيب بيتهم الوطني على النحو الذي يضمن استمرار سلامة البلاد والمواطنين ومنذ زمن الملك المؤسس سارت وتيرة العمل السياسي عبر إيقاعٍ تتناغم فيه مؤسسات الدولة وأفراد الشعب.
وبعنوان (انتقال السلطة في المملكة والدروس المجانية)، كتبت صحيفة "اليوم" ان الساحة التي يروق لأعداء الوطن العبث واللهو فيها، وتلفيق الأكاذيب وصناعة الأفلام الهزلية من خلالها كانت هي ساحة انتقال السلطة في المملكة من جيل الأبناء إلى جيل الأحفاد، وإثارة الزوابع حول هذه القضية في محاولة بائسة ويائسة للنيل من استقرار هذا الوطن، والتشكيك في استمرار رخائه.
وقالت: عندما حان الوقت الطبيعي صدر الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي اقتضى مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وتسميته وليا لولي العهد، كأول أحفاد الملك المؤسس وصولا إلى هذا الموقع، ليُخرس بذلك كل تلك الأفواه التي تنبعث منها أبخرة العفن والحقد، وليقطع تلك الألسن البلهاء التي ظلت تعزف على وتر مقطوع من الأساس بحكمة قيادات هذه الأمة، وانحيازها دوما إلى بناء مستقبل وطنها في أجواء هادئة، هي بالتأكيد الوسم الثابت والمعروف لكل عملية تداول للسلطة في هذا الوطن.
وفي نفس الشأن.. كتبت صحيفة "المدينة" بعنوان (وتمضي القافلة.. وتتواصل المسيرة) : تظل التجربة السعودية في الاستمرارية والثبات مصدر فخر واعتزاز للمواطن السعودي مشيرة الى ان انتقال السلطة بالسهولة والسلاسة التي تمت عليها، أكدت على حالة الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي الذي تعيشه المملكة.
كما بينت ان الانتقال السلس للحكم يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة في المسيرة السعودية تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل الدولة والإدارة، رجل الدراية والخبرة، والحنكة والحكمة، المؤرخ الذي يعي تاريخ بلاده بكل تفاصيله ودقائقه، صديق الإعلاميين والمفكرين والمثقفين في بلاده وفي العالم، صاحب الرؤى الإستراتيجية القادرة على تحليل الحدث واستشراف المستقبل بمنظار الواقع، يعاونه في أداء هذه المهمة الصعبة ولي العهد وولي ولي العهد بما يبعث على الاطمئنان بأن القافلة لم تضل الطريق بإذن الله طالما ظلت العقيدة بوصلتها.