الرياض ــ محمد الدوسري
اتشحت الصحف السعودية بالسواد، السبت، لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، واصفة ذلك بالمصاب الجلل، والفاجع الأليم، لما للراحل من مواقف عظيمة.
وكتبت صحيفة "الرياض"، "رحم الله الملك الاستثنائي الذي كان تاريخًا وإضاءة كونية، بما قدّم لوطنه والعالم، والذي عُرف قائدًا كبيرًا في زمن صعب، صلب في اتخاذ القرارات المهمة التي تخص أمته العربية وعالمه الإسلامي، ليجعل من وطنه محورًا عالميًا في السياسة والاقتصاد والاعتدال".
وانتحبت صحيفة "المدينة" تحت عنوان "رحل عنا ملك الحكمة"، قائلة "استيقظت الأمة صباح الجمعة على صباح حزين ومصاب جلل بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أحبه شعبه كما لم يُحب قائد أو زعيم من شعبه في العالم، ورفعته أمته إلى مصاف القادة العظام عندما وضع أوجاعها والدفاع عن قضاياها شغله الشاغل.
وشددت على أن المسيرة والدور والمكانة السعودية ستتواصل، وستتواصل معها مسيرة الرفاهية والبناء والنهوض مع تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز دفة السلطة، وستظل راية التوحيد عالية خفاقة ولن تسقط أبدًا بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ونثرت صحيفة "الوطن"، أحزانها على رحيله، في كلمتها، مشيرة إلى أنه رحل تاركًا خلفه تاريخًا مسطرًا بمواقفه الشجاعة ومبادئه التي انحنى أمامها قادة العالم.
ورأت أن ثقل خادم الحرمين الشريفين في العالمين العربي والإسلامي كان بمثابة رمانة الميزان، فقد عمل من أجل أمتيه العربية والإسلامية طوال فترة حكمه ومنذ أن كان وليًّا للعهد، ومشهود عنه مواقفه العربية الأصيلة بل والقوية.
وخلصت إلى القول إن "وهذا هو الملك سلمان بن عبد العزيز يؤكد في كلمته على السير في ذات المنهج، سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله، وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله".
وأبرزت صحيفة "اليوم"، أنه في كل منعطف كبير، تثبت هذه البلاد صلابتها وتماسكها وقدرتها على المضي قدمًا في طريقها الناصع الذي تأسس على يد الملك المؤسس وزرع في نفوس مواطنيها الثقة في استمرار النهج في البناء والتطوير وتحقيق الأمن والأمان.
وأردفت أنه بالأمس فقدنا قائدًا تاريخيًا عظيمًا، ورمزًا إنسانيًا عالميًا حظي بتقدير العالم بأسره، منذ أن استثمر في سنوات حكمه التسع كل تفاصيل الوقت لينجز لبلاده ولأمته ما لا يُمكن إنجازه في أعوام عديدة، فقدنا الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز الذي قاد بلاده في فترة من أحلك الفترات التي شهدها العالم العربي والمنطقة، واستطاع بحكمته وبصيرته النافذة أن يحمي هذا الوطن من شرور تلك الفتن المحدقة، وأن ينصرف للإصلاح والتجديد في أضخم ملحمة نقلت الوطن إلى مصاف الدول الكبرى.
ونعته صحيفة "عكاظ" معبرة عن خسارة الوطن والأمتين العربية والإسلامية لرجل المسيرة والبناء والإنجازات الكبرى.
وأبرزت أنه ملك سكن الأرواح، لصفائه ومودته وعطفه، فعشقته القلوب ولهجت بحبه الألسنة، وسيبقى رمزًا للوفاء ومعينًا حيًا في قلوب أبناء هذا الوطن، كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم. مؤكدة أن التاريخ سيذكر له الإنجازات الكبرى في التنمية والاقتصاد والتعليم ونشر المحبة وثقافة الحوار بين مواطنيه ومع أهل الديانات والثقافات المختلفة.
وثمَّنت صحيفة "الشرق"، غاليًا، ما أثبته السعوديون، بأنهم على قدر تحمّل المسؤوليات الجسام، مهما كان الحدث جللًا وعظيمًا، فهم يؤكدون عمليًا أنهم قادرون على ترتيب بيتهم الوطني على النحو الذي يضمن استمرار سلامة البلاد والعباد. وتابعت قائلة "صحيح أن وفاة رأس الهرم السياسي حدثٌ كبيرٌ ومؤثر وله تداعياته وتبعاته العاطفية في كلّ مواطن ومسؤول، وصحيح أن وفاة ملكٍ من ملوك هذه البلاد يُعدّ صدمةً لكل قلبٍ ينبض على هذه الأرض. لكن استتباب الأمور هي الضامن للأمن والأمان الذي أحاط بهذا الوطن الكبير بفضل من الله وأمنه.
ووصفت صحيفة "الجزيرة"، ما شهده قصر الحكم مساء أمس من الكثافة البشرية للتعزية في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز ومبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز ملكًا للبلاد والأمير مقرن بن عبد العزيز وليًا للعهد والأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، بأنه كان مشهدًا مؤثرًا.