الرياض- أ ش أ
تناولت صحيفة "الرياض" السعودية موضوع الخلافات الخليجية وسلطت الضوء على "المال" ودوره كسلطة وقوة ضغط سياسية واقتصادية قد يساء استخدامها، وقالت إن أكثر من استعمل سلطة المال كقوة في نفوذها هى القوى الكبرى.
وقالت - في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "إلى أين يتجه قطار قطر"؟! - إن ما يهم هو دور المال العربي في لعبة السياسة وخاصة زمن الأزمات التي تجري الآن في معظم الدول العربية، وخاصة المال الخليجي المتهم زمن المد القومي والاشتراكي وما بعدهما وتسميته ب «البترو - دولار» وبأن لا سلطة عليه من تلك الدول إلا بما تأذن به قوى أخرى".
وأضافت "حاليا تسود خلافات خليجية بين بعض الدول وقطر وهم الأعضاء في مجلس التعاون بسبب سياسات خاطئة تجاوزتها قطر في دعم منظمات ودول وهيئات لا تلتقي مع مبادئ وسياسات تلك الدول، وعملية سحب السفراء للمملكة والإمارات والبحرين كان مؤشرا بأن المال القطري تجاوز حدوده بما فيها تهديد أمن هذه الدول، وحتى لا نغرق في الشكليات وجدنا من يصف اتجاهات الحكومة القطرية بأنها تقوم بتنفيذِ ما يخدم المصالح لدول أخرى وتساءلت لكن ما المفيد لها في وضعها بين أشقائها ومحيطها العربي أن تكون في مواجهة معظم الدول العربية؟.
وتابعت إن "العلاقات لا تزال متوترة بجانب مساع تخدم قطر أولا وغيرها وقد تعهدت المملكة والكويت وعمان بمحاولة ردم الهوة باستعمال الوسائل القابلة للتراضي، لكن في حال عدم نجاحها قد يكون البديل مضرا وقاسيا.
واستطردت "ولأنه لامزايدة على أمن أي دولة، وقطر تدرك أن أي خطوات بقفل الحدود البرية والجوية مع المملكة والإمارات ستجعلها تدفع الكثير سواء بمنع تسيير الرحلات بين مدن هذه الدول أو غلق مجالها الجوي، وهى إنذارات خرج صوتها في أكثر من مناسبة، وبالتالي سيكون من الصعب على قطر فك مثل هذه العزلة وخاصة أن منافذ حدودها لا تتصل مع العالم الخارجي إلاّ من خلال الإمارات والسعودية".
واختتمت الصحيفة إنه وبعيدا عن المماحكات فإن المال القطري الذي بدأ يتدفق بعيدا عن الأهداف التي تعرض أمن دول أخرى، يحتاج منها شجاعة أدبية بالاعتراف بتلك الأخطاء وتجاوزها إلى ما يجعلها عضوا نافعا في مجتمعها الخليجي والعربي مستخدمة مواردها بفاعلية أكثر أهمية، وليس المطلوب التعدي على صلاحياتها واستقلال قرارها لأن ذلك لم يحدث في الماضي لكن أن تعود إلى موقعها الطبيعي، هو ما يجعل الكل على وفاق وتعاون مستمرين".