الرياض ـ أ.ش.أ
حذرت صحيفة "الرياض" السعودية من أن هناك خططا موضوعة بجعل المنطقة غربها وشرقها ساحة حرب مفتوحة، مشيرة إلى أنها خطط موضوعة منذ سبعينيات القرن الماضي، وبتقارير مكشوفة من قوى كبرى.
وقالت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء بعنوان "لماذا تجري محاولة جر الأردن ومصر لمستنقع الإرهاب؟!" - إن "داعش قتلت الطيار الأردني معاذ الكساسبة فدخل الأردن المعركة مع إرهابيي داعش مجبرا تحت ضغط شعبي كبير يطالب بالثأر، والمسألة أصبحت كرامة شعب وأمنه، وقطعا لا ندري كيف ستكون النتائج في المستقبل القريب قبل البعيد".
وأضافت أن "حادثا آخر حيث تم قتل 21 قبطيا مصريا من قبل داعش ليبيا، وجاء الرد المباشر المصري بضربات جوية على قواعد الإرهابيين بمرافقة طائرات ليبية، ومصر جرت محاولات عديدة لجرها لمعارك في سيناء من قبل توظيف من جهات عربية وإقليمية تدعم منظمة أنصار بيت المقدس الإرهابية، وقد ظلت ليبيا مستودع الأسلحة الكبير الذي مول الإرهاب لكل الدول المحيطة بها، ومنها المستهدف الأول مصر".
وتابعت الصحيفة أن "الطرف الثاني المستتر هو حركة حماس، وهي تقود مشكلة أكبر من وزنها السياسي والعسكري، لأن مصر وحدها بوابة التواصل مع الأزمات المتلاحقة مع إسرائيل وثقلها أكبر من عبث كهذا بالدخول في معارك تخدم أطرافا إقليمية ودولية، وتضر بشكل عام بالقضية الفلسطينية حتى إن غلق وفتح المعابر على الحدود المصرية ظل المتنفس الوحيد لسكان غزة في سد احتياجاتهم ومثل هذه المغامرات تذكرنا بالأطراف الفلسطينية اليسارية التي فجرت إيلول الأسود في الأردن والنتائج كانت كارثية عليهم، ونفس الأسباب في إطلاق صواريخ بدائية على إسرائيل ليأتي رد الفعل مدمرا أمام صمت دولي، وإدانة للفلسطينيين بعموميتهم".
وقالت "في محاولة توريط مصر والأردن بأحداث خارجية، يجب البحث أولا عن المخطط قبل المنفذ، خاصة وأن البلدين حاولا بشتى الطرق الابتعاد عن مزالق ما يجري في الدول العربية الأخرى، والسعي لمحاولات حسم الأمور بالحوار، كما جرى مع المتحاربين السوريين أو الليبيين والعراقيين، وهذه المرة لابد من التحقق من الدوافع في توريط البلدين".
وأضافت أن "مصر ليست على وفاق تام مع السودان لأن نظامه يعتمد مبادئ وتطلعات الإخوان المسلمين، والجزائر وتونس تحاولان النأي بنفسيهما عن أي دخول في الحروب المستعرة في المنطقة ومنها بالتحديد الجار الليبي، لكن من يعتقد أن جبهات البلدين ساكنة يخطئ التقدير، فهناك خطط موضوعة بجعل المنطقة غربها وشرقها ساحة حرب مفتوحة، وهي خطط موضوعة منذ سبعينيات القرن الماضي، وبتقارير مكشوفة من قوى كبرى".
وتابعت "الحاجة الآن لخلق تآلف عربي يجمع مصر والسودان والجزائر وتونس، بتشكيل قوات تدخل سريع تخدم كل الأطراف ولا نعتقد أن هذه تحتاج إلى مجاملات بل مبادرات سريعة وفاعلة، ولعل الصورة الواضحة تتجه إلى عدم استثناء أية دولة من الفوضى القادمة، لأن المشروع خطط ليكون عاما وممنهجا.
وقالت فى ختام تعليقها "إذا كان المثل العربي الشهير بأن "الحرائق تبدأ من مستصغر الشرر" فالأهداف المعدة سلفا لابد من قراءتها بصورتها المنطقية، وأن الضرورات تستدعي اجتماعا عاجلا بين كل الدول العربية المجاورة لليبيا واتخاذ قرارات مصيرية تقضي على نشوء داعش كبرى، وحتى لو استدعت الحاجة التعاون مع قوى أوروبية بدأت تستشعر الخطر مثل إيطاليا وفرنسا، وهي فرصة قبل أن تكون الكارثة أقوى من الرؤى الضيقة وغير السريعة في اتخاذ القرارات المصيرية".