مسقط - عمان اليوم
تفردت اللغة العربية بمسميات تسامت بها، ومن هذه المسميات: لغة «الضاد» لتفردها بحرف الضاد عن بقية اللغات وسهولة نطقه وقراءته فيها، وهي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه، فحُفظت به وخُلّدت، وهي اللغة الأم لكثرة انتشارها واستخدامها في أنحاء العالم، فلا عجب من تمجيدها واعتراف وإعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بها كلغة رسمية سادسة للتواصل والتفاهم العالمي، وذلك في 18/12/1973، وتخصيص يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوما عالميا للغة العربية.
وتزامنا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين على تخصيص يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، يأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار: «اللغة العربية.. لغة الشعر والفنون»؛ لما تقدمه فنونها الشعرية والنثرية، ومختلف خطوطها وأشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة الفصيحة منها والعامية من صور جمالية رائعة تبهر العقول والقلوب على حد سواء. وتشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم دول العالم الاحتفال بهذا اليوم، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والحكومية التي تعنى باللغة العربية، بإقامة الندوات والكثير من المناشط والفعاليات للنهوض والاعتزاز بها، كما أن علاقة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومراكزها ومعاهدها الاقليمية والعربية والإسلامية تتيح لها تبادل الخبرات وبناء القدرات في مجال علوم اللغة العربية وتعلمها.
وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودًا جبارة في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها انطلاقًا من تنمية كفايات معلمي اللغة العربية، وترسيخها في نفوس الطلبة كإرث ديني وهوية لغوية وثقافية، كمشاركة سلطنة عمان في الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS26) تأكيدًا لاهتمام الوزارة في رفع مستوى أداء طلبة سلطنة عمان في مهارات القراءة، وفهم المقروء، ومهارات التفكير العليا، وذلك من خلال تنفيذ المشاغل والدورات التدريبية والزيارات الميدانية للحقل التربوي. كما أولت الوزارة ممثلة بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين اهتمامًا خاصًا بمعلمي اللغة العربية، من خلال تنفيذ (5) برامج تدريبية لهم، منها :»برنامج اللغة العربية الموجه» لمعلمات المجال الأول وهو برنامج استراتيجي مدته عامان، وتم اعتماده بناء على نتائج الطلبة في الدراسة الدولية (PIRIS2011)، بهدف تنمية الكفايات المهنية لمعلمات اللغة العربية مركزًا على طرق تدريس حديثة مواكبة للعصر المعلوماتي للمهارات اللغوية الأربع ( الاستماع ، التحدث ، القراءة، والكتابة)، وبناء متعلم متسلح بمهارات القرن الحادي والعشرين، وفي عام 2020 تم تنفيذ البرنامج التدريبي في الفهم القرائي، والذي صُمم لتمكين المعلمات من توظيف طرق واستراتيجيات مبتكرة وحديثة لتدريس فهم المقروء.
أما في عام 2022م فقد دشن المعهد البرنامج الاستراتيجي «خبراء اللغة العربية»، الذي استهدف معلمي اللغة العربية للصفوف (5-12)، ومدته عام ونصف؛ لسد الاحتياجات التدريبية الفعلية لهم، وتقديم أحدث الممارسات التعليمية في مجال تدريس اللغة العربية في كافة فنونها وفروعها، إضافة إلى تقديم برامج قصيرة لهؤلاء المعلمين وفق ما يحتاجه الحقل التربوي، وبعد جائحة كورونا قدم المعهد برنامجًا لعلاج الفاقد التعليمي في تدريس اللغة العربية، وتوظيف مهارات التفكير العليا، بينما يعمل حاليًا على دراسة بحثية استراتيجية لمعالجة الفاقد التعليمي في اللغة العربية.
ولتحقيق التنمية المهنية لمعلمي ومعلمات اللغة العربية واطلاعهم على المستجدات في الساحة التربوية.
قد يهمك أيضا:
وزارة التربية والتعليم العُمانية تنفذ برنامج "بناء وبرمجة روبوتات"
اللجنة الوطنية العُمانية للتربية تناقش دور المعلمين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة