لم تعد المخرجات التعليمية الحديثة، مجرد دراسات نظرية ومسائل رياضية وفيزيائية مجردة، وتطبيقات هندسية فراغية، يحصل بنهايتها الطالب على شهادة تخرج، تؤهله للعمل الوظيفي في دائرة ما، بل باتت المخرجات التعليمية الحديثة تربط ربطاً مباشراً بين النظرية والتطبيق، وباتت مساقات التخرج أحد المقومات الأساسية لإتمام متطلبات التخرج، كما أصبحت تلك المشاريع تعطي نتائج مميزة لما لها من خصوصية تواكب متطلبات العصر التقنية، وتلتزم بالتفوق، والعمل على أن تكون مخرجاتنا التعليمية تضاهي أرقى المخرجات العالمية، وتسعى إلى تجذير مفهوم البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار ومواكبة تقنيات العصر، ليس كمستهلكين فقط، بل منتجين لها أيضاً، وهذا ما باتت تسعى إليه جامعاتنا حالياً. كليات التقنية العليا استطاعت أن تخطو خطوات عالمية واسعة بعد أن قدمت لسوق العمل أكثر من 65 ألف خريج وخريجة، لتلبية متطلباته من الوظائف والتخصصات المهنية النوعية، تحولت الآن لتصبح كليات تقنية علمية عالمية تعمل على تطويع وتطبيق المهارات والتقنيات لخدمة المجتمع. مريم المنصوري وميثة الظاهري من طالبات قسم الهندسة الإلكترونية بكليات التقنية العليا في العين أنجزتا مشاريع تخرج مميزة، أظهرت مهارتيهما التقنية العالية. وتخديم تلك التقنيات في وظائف منزلية مهمة، تساعد ربة المنزل على القيام ببعض الأعمال المنزلية باستخدام تلك التقنيات، مما يضفي على المنزل لمسات تقنية مميزة، نستطيع القول عنا إنها ميزات البيوت العصرية الذكية. تحدثت الطالبة مريم المنصوري عن المشروع وأهدافه وخطواته، للافتة إلى أن مشروع البيت الذكي يهدف لإتاحة نظام كامل للتحكم بالأجهزة المنزلية عن بعد وبصورة تلقائية، ويتكون النظام من قسمين، الأول يوظف النظام العالمي للاتصالات GSM ، بينما يطبق القسم الثاني من النظام تقنيات الاستشعار الإلكتروني المتقدمة. وأضافت: أنه باستطاعة النظام تشغيل أو غلق أحد الأجهزة المنزلية عن بعد باستخدام الهاتف المتحرك الذكي، حيث يرسل الهاتف الذكي أوامر التشغيل من خلال النظام العالمي للاتصالات GSM كما زود النظام بعدد من أجهزة الاستشعار الإلكتروني، فمثلاً يشغل النظام تلقائياً أو يغلق الإضاءة أو نظام التكييف في المنزل طبقاً للأوامر المدخلة مسبقاً في النظام، ويرسل النظام رسالة نصية قصيرة للمستهلك لإبلاغه بحالة الأجهزة المنزلية. المشروع الثاني ذو أهمية خاصة، يمكن استخدامه لقياس ومراقبة السرعات على الطرقات، وهو أشبه بجهاز الرادار وميزته الجديدة التي تختلف عن الرادار أنه لا يقيس السرعة فقط، بل يحدد السرعة منذ لحظة دخول السيارة في منطقة عمل الجهاز وخروج السيارة منها. وتقول الطالبة ميثة الظاهري من طالبات كلية التقنية قسم الهندسة الإلكترونية: إن المشروع يقدم مفهوماً جديداً لجهاز كشف السرعة، حيث إن الأجهزة الحالية تعتمد على مفهومي الأشعة والليزر. فمثلاً لقياس سرعة إحدى السيارات في منطقة معينة، يتم وضع نقطتين مزودتين بأجهزة استشعار لقياس السرعة. عند مرور السيارة في منطقة قياس السرعة، يسجل جهاز الاستشعار الأول وقت دخول السيارة للمنطقة بينما يسجل جهاز الاستشعار الثاني وقت خروج السيارة من منطقة قياس السرعة، وحيث إن السرعة تقاس بتقسيم المسافة المقطوعة على الوقت المستغرق، يجري النظام العمليات الحسابية لقياس السرعة وإظهارها على لوحة التحكم. وفي حال تجاوز السيارة للسرعة المقررة مسبقاً، يرسل النظام تلقائياً الأوامر للكاميرا الملحقة لتصوير المركبة وإرسال التقرير للشخص المسؤول عن النظام. وعن دور وأهمية تلك المشاريع عبّر الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا عن بالغ سروره بمشاركة طلبة كليات التقنية العليا في المجالات الهندسية المختلفة كافة في المشاريع الطلابية، التي تتيح للطلاب والطالبات في مجالات التخصص كافة فرصة التنافس وتبادل الخبرات في سياق مهني. وأضاف أن المشاريع الطلابية تهدف إلى تشجيع المبدعين الطموحين على ابتكار الأفكار والمشاريع الإبداعية والتي تركز على عنصر الاستدامة والممكن تطبيقها على الصعيد العالمي. وتوجه بالشكر إلى جميع الطلبة أصحاب المشاريع، مشيداً بإنجازاتهم المتميزة، منوهاً بأهمية هذه المبادرات والمشاريع الطلابية، التي ستعمل على إحراز المزيد من التقدم، وإبراز قدرة طلبة الكليات على تطبيق معارفهم ومهاراتهم المكتسبة أثناء الدراسة على مشاريع هندسيه عملية. وأوضح أن خريجي الكلّيات يحظون بالإقبال الشديد من جهات العمل المختلفة في الدولة، نظراً لالتزام الكلّيات الثابت بالتفوق الأكاديمي وتركيزها على أداء الطالب وتقدمه الدراسي. وأكد الدكتور كمالي على التزام كليات التقنية العليا بتوفير أفضل الفرص التعليمية والعملية التقنية لطلبتها، بهدف إكسابهم المهارات الجديدة المتقدمة، حيث إنه من الممتع رؤية التصاميم الإبداعية للطلبة، وتوعية الطلبة بالدور الحيوي للعلوم الهندسية في الحياة اليومية. كما أن الطلبة المشاركين سيكتسبون الخبرة الهندسية من خلال تطبيق مبادئ حل المشاكل، إضافةً إلى تعلم المهارات القيادية ومهارات التقديم والعمل ضمن فريق. وأشار إلى تطوير المناهج والبرامج والمساقات وبما يلبي الطموحات، وأوضح أن الكليات تحدد وتوضح المحصلات التعليمية للمساقات والبرامج الدراسية كافةً وتقويمها بصورة مستمرة بهدف الاستمرار في تلبية احتياجات المجتمع المحلي من خلال البرامج الدراسية المقدمة. وتعمل كليات التقنية العليا على تقديم خبرات ومنجزات عالية إلى سوق العمل ممثلة في الخريجين في مجالات علمية وعملية في مختلف الميادين، وقد قدمت الكليات منذ تأسيسها أكثر من 65 ألف خريج. وتقيم الكليات العلاقات الإيجابية والشراكات المهنية مع كبريات الشركات والمؤسسات بالدولة والجامعات والمؤسسات العالمية المرموقة. تحرص الكليات على توفير أحدث المرافق والمصادر التعليمية لجميع طلبة الكليات دون استثناء، وإتاحة سهولة استخدامها وتحقيق الإفادة القصوى منها وخلق بيئة تعليمية مزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية، تساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم، وتشجعهم على التعلم.  كما وتسعى الكليات دائماً لتحفيز طلبتها لمتابعة دراستهم والحصول على أعلى الدرجات العلمية، التي تطرحها لتطوير مهاراتهم وقدراتهم التي تدعم أداءهم بسوق العمل في التغيرات المتسارعة التي يشهدها هذا السوق والتنافسية العالية اليوم.