أبوظبي ـ العرب اليوم
افتتح الدكتور عارف الحمادي المدير التنفيذي للتعليم العالي في مجلس أبو ظبي للتعليم فعاليات مؤتمر "التعليم الذكي"، والذي أقيم صباح أمس بفندق فايسروي بجزيرة ياس، برعاية كريمة من سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبو ظبي ونائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة، وبحضور الدكتور مغير الخييلي مدير عام مجلس أبو ظبي للتعليم، وعدد من كبار المسؤولين والخبراء التربويين والتقنيين. حيث يعقد المؤتمر للمرة الأولى في الشرق الأوسط ، بتنظيم من مركز "اتصالات"-"بريتيش تيليكوم" للابتكار (إبتيك)، بالتعاون مع جامعة خليفة وشبكة الإمارات المتقدمة للتعليم والبحوث (عنكبوت) وفرع معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين في الإمارات ، وبالشراكة مع مجلس أبو ظبي للتعليم ومركز للتعليم والتدريب التقني والمهني، وبرنامج الشيخ محمد بن راشد للتعلم الذكي وصندوق قطاع الاتصالات ، ويناقش موضوعات عدة منها التعليم الذكي محلياً وتغير المناخ التعليمي العالمي ، والانتقال السريع للمعلومات والمعارف، وخلق ثقافة التعليم الإلكتروني في المجتمع. وأوضح الدكتور عارف سلطان الحمادي ، اهتمام مجلس أبو ظبي للتعليم بدعم هذا المؤتمر الهام، والذي يناقش موضوعات ذات أهمية وطنية، تصب في صالح النهوض بالتعليم المعني ببناء الأجيال ، حيث تعد الإمكانات البشرية وتنميتها الأساس لتحقيق رؤية أبو ظبي 2030 ورؤية الإمارات 2021 الهادفة لخلق اقتصاد قائم على المعرفة ، مؤكداً أنه من المهم تعزيز قطاع التعليم في الدولة وتزويد شبابنا بالعلم، وإعدادهم لمواجهة تحديات المنافسة في المستقبل ، ومشيراً لأهمية المؤتمر، والتي تكمن في مساهمته المباشرة في دعم المبادرات الوطنية الهامة، وتحديداً في مسألة التعلم الذكي. من جانبه، قال الدكتور محمد المعلا، عضو مجلس إدارة مركز (إبتيك) ونائب الرئيس الأول للبحوث والتطوير في جامعة خليفة: إنهم سعداء بتنظيم هذا المؤتمر لأول مرة في الدولة ، والذي يناقش قضايا ذات أهمية وطنية مع مجموعة من المتحدثين المتميزين العالميين ، والذين يجتمعون لتعزيز التعاون ونشر المعلومات والبحوث المقدمة إلى المؤتمر ، معبراً عن تطلعه لرؤية نتائج المؤتمر وما سيوصي به لتطوير قطاع التعليم في الدولة ، مثمناً جهود اللجنة المنظمة والجهات الداعمة للمؤتمر. وتحدث المهندس محمد غياث المدير العام لبرنامج محمد بن راشد للتعليم الذكي ، مستعرضاً بعرض تفصيلي طبيعة البرنامج وما تحقق منه على أرض الواقع حتى الآن ، موضحاً في أن المؤتمر هام جداً، ويصب في صميم الفكر الذي يقوم عليه برنامج محمد بن راشد للتعليم الذكي ، والمعني بالدمج بين التعليم والتقنيات الحديثة ، كما أنه يعد فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب والأفكار المشابهة والمطبقة في دول أخرى للاستفادة من الخبرات، بالإضافة لكونه فرصة ثرية للتواصل مع المختصين في مجال التعليم الإلكتروني ومناقشة التحديات التي تواجه دمج التكنولوجيا مع التعليم وكيفية مواجهتها من وجهات نظر مختصة. وأضاف المهندس غياث أن أكبر تحدٍ يراه على مستوى تحقيق الإدماج للتكنولوجيا في التعليم، تتعلق بالعامل البشري ومدى إمكانية تهيئته لضمان تفاعله مع هذا الإدماج، سواء من طلبة ومعلمين ومديري مدارس وكذلك أولياء أمور . مشيراً إلى أنه لا يمكن تقييم نجاح التحول للتعليم الإلكتروني بشكل مباشر وسريع، لأن لأمر يتطلب سنوات لقياس مخرجات هذا التعليم الذكي وتقييمها ، خاصة أن أدوات التقييم لم تتحدد بعد بشكل دقيق ، ولكن يمكن قياس نتائج أولية لهذا التعليم ، كرؤية مدى تفاعل الطلبة مع المعلم، وكذلك مع المواد التعليمية، وقياس ارتفاع معدلات النجاح بين طلبة الصف الواحد، وغيرها من المؤشرات ، منوهاً بأن هناك نتائج أولية مبشرة حتى الآن. هذا، وذكر الأستاذ الدكتور محمد يوسف بني ياس ، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، أنهم ككلية يشاركون في المؤتمر بورقة عمل حول استخدام التعليم الذكي، والتركيز عليه من مراحل عمرية مبكرة لدى الأطفال وطلبة المرحلة التأسيسية ، والوسائل التعليمية الأنسب لهذه المرحلة العمرية ، مشيراً إلى أنهم في كلية الإمارات للتطوير يقومون على تعليم طلبتهم من خلال إدماج التكنولوجيا في التعليم ، حيث إن هناك قسماً لتقنية المعلومات يدعم كافة التخصصات الدراسية . بالإضافة إلى أن الكلية مختصة في إعداد معلمي المستقبل ، حيث يتم من خلالها تنمية مهارات الخريج التقنية وتأهيله لتقديم المحتوى الأكاديمي والعلمي لطلبته مستقبلاً باستخدام مختلف وسائل التعليم التفاعلي، ومنها الوسائل التكنولوجية بمعنى تطبيق مبدأ "إدماج التكنولوجيا في التعلم". هذا، وناقش المؤتمر في يومه الأول موضوعاً بعنوان "التغير العالمي في مناخ التعليم"، وتضمن عرضاً بعنوان "لقطات من التطبيق الحقيقي لبرنامج التعليم الذكي" قدمه المهندس محمد غياث .