أبوظبي ـ العرب اليوم
أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية، أنه لا يمكن أن تتحقق الأفضلية في التعليم والتعلم بمجرد الزج بأدوات التكنولوجيا في العملية التعليمية، وأن بناء بيئة التعليم الذكي لا يقتصر على وجود شبكة اتصالات لاسلكية (واي فاي)، توفر سهولة التواصل للمتعلمين. حيث يمكنهم أن يتعلموا من أي مكان آخر، فالأمر يتعلق بإنشاء منظومة تعليم متكاملة، تركز على أربعة عناصر أساسية، تشمل البنية التحتية للتكنولوجيا والموارد الإلكترونية، وبوابة التعليم الإلكترونية، وكذلك تدريب وتطوير المعلمين، مشيراً إلى نجاح معهد التكنولوجيا التطبيقية في إنشاء بيئة التعليم الذكي، التي يمكن الأخذ بها في مختلف المؤسسات التعليمية. جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمها الدكتور عبد اللطيف الشامسي، خلال مؤتمر"التعليم الذكي"، الذي يقام برعاية سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبو ظبي، ونائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة، وينظمه مركز "اتصالات"-"بريتيش تيليكوم" للابتكار(إبتيك)، بالتعاون مع جامعة خليفة. وشبكة الإمارات المتقدمة للتعليم والبحوث (عنكبوت)، وفرع معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين في الإمارات، وبالشراكة مع مجلس أبو ظبي للتعليم، ومركز للتعليم والتدريب التقني والمهني، وبرنامج الشيخ محمد بن راشد للتعلم الذكي، وصندوق قطاع الاتصالات، الذي اختتمت فعالياته بعد أن ناقش عدة محاور، تتعلق بالتعليم الذكي، وتجاربه العالمية وتحديات تطبيقه. وركز الدكتور الشامسي في حديثه حول أهمية خلق ثقافة حقيقية للتعليم والتعلم الذكي، وأن هذا أضحى حاجة أساسية للاستفادة من التكنولوجيات الجديدة، لضمان الاستخدام الفعال لها، والحصول على أكبر قدر من الفائدة للمتعلمين، فضلاً عن إثراء تجربتهم التعليمية، منوهاً بأن الأمر يفوق عملية شراء الأجهزة، وتمديد الأسلاك، إذ إن هناك العديد من العناصر التي يجب توفرها لتشكل بيئة تَعَلُم ذكيهة شاملة، بما فيها من بنى تحتية وموارد إلكترونية، وبرامج إعداد وتأهيل للموارد البشرية. وقال الدكتور الشامسي، إن محتوى المناهج شكل الجانب الآخر الهام بمنظومة التعليم الذكي، حيث يصعب خلق بيئة تعَلُم ذكيه فعالة، عندما يكون المحتوى التعليمي الذي يتم تقديمه ليس في شكل رقمي، سواء على مستوى الكتب الإلكترونية والفيديو، وبرامج المحاكاة، والألعاب التعليمية وغيرها. مشيراً إلى قيامهم في المعهد بتطوير المحتوى الرقمي للتعلم الإلكتروني بأنفسهم، ومن بين نماذج هذا المحتوى تنفيذهم مشروعين لإنشاء الدروس التفاعلية، وكذلك العديد من الأفلام التعليمية، التي تم إعدادها من قبل المعلمين ومتخصصي المناهج. ونوه الشامسي باهتمام المعهد بتقييم الاحتياجات التدريبية للمعلمين من خلال المسوحات والزيارات الصفية، من قبل المديرين، ومعدي المناهج، مشيراً إلى أن المدرس الجديد يتلقى 30 ساعة تدريبية على تكنولوجيا التعليم، خلال السنة الأولى من العمل، للحصول على جميع المهارات اللازمة، للعمل في مثل هذه البيئة المتطورة تكنولوجياً، هذا إضافة إلى 15 ساعة من التدريب، الذي يقدم من قبل المدارس، وكذلك دورات التدريب الذاتية المتاحة على البوابة الإلكترونية "بلاتو". تضمنت فعاليات اليوم الختامي للمؤتمر العديد من جلسات النقاش، التي شارك فيها مختصون محليون ودوليون، حيث تناولت المناقشات عدة قضايا منها، البنية التحتية للتعليم الذكي، ودور التعليم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتقييم مستوى إطار تطوير المهارات البحثية في التعليم العالي، واستخدام المنافسة كدافع لتعلمي المهارات الهندسية الأساسية، والتدريس والتعلم باستخدام الأدوات الرقمية.