كشف الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم المصري عن اعتزام جمهورية مصر العربية تطبيق التجربة الإماراتية في التعلم الذكي المطبقة حالياً في 123 مدرسة على مستوى الدولة، في 6 محافظات بجمهورية مصر العربية وهي البحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء والوادي الجديد ومرسى مطروح وأسوان، على أن تبدأ العمل في التطبيق ابتداءً من الشهر المقبل، وذلك من خلال تعاون من نوع جديد مع دولة الإمارات الشقيقة في مجال التعليم، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين الشقيقين في مجال التعليم يرتكز على أسس مدروسة. جاء ذلك على هامش لقائه مع معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم أمس في ديوان الوزارة في دبي، للاطلاع على تجربة تطوير التعليم في الإمارات، وبحث سبل الاستفادة مما حققته الدولة، ولاسيما على صعيد التعلم الذكي، واستخدام التقنيات الحديثة في العملية التعليمية. وأوضح أبو النصر أنه سيتم الاعتماد خلال عمليات التنفيذ على الخبرات الإماراتية في مجال التعلم الذكي، والتواصل من شركات التكنولوجيا ذاتها التي تورد الأجهزة التقنية لمدارس الإمارات وعلى وجه الخصوص شركة "اتصالات"، مؤكداً أنه من المحتمل أن يكون هناك مساعدات إماراتية جديدة لمصر في مجال التعليم وسيتم مناقشتها في جلسة العمل الختامية. وقال أبو النصر: إن الوزارتين تعتزمان توقيع بروتوكول خلال اليومين المقبلين ليضم مرتكزات التعامل في العديد من القضايا التعليمية ومنها إعارة المعلمين المصريين للتدريس مرة أخرى في مدارس الدولة في جميع التخصصات، وكيفية تبادل الخبرات بين العاملين بكل فئاتهم في المجال نفسه. وأشاد بما حققته دولة الإمارات من إنجازات على الصعد كافة، كما ثمن ما تحقق على مستوى التعليم على وجه التحديد، ولاسيما ما يتصل بالتعلم الذكي، والمدارس الرقمية القائمة على تكنولوجيا التعليم الحديثة، موضحاً أن خطوات تطوير التعليم في الإمارات تؤكد ضرورة الاستفادة من نجاحها. وكان اللقاء الموسع لمعالي القطامي والدكتور أبو النصر، قد بدأ باستعراض تفصيلي لاستراتيجية تطوير التعليم "2010/ 2020"، قدمه مروان الصوالح، حيث أوضح عوامل الربط بين أهداف الاستراتيجية، والأهداف العامة لرؤية الإمارات 2021، وما تم تحقيقه على أرض الواقع، وما تأمله الوزارة وتتوقع نتائجه مستقبلاً، كما قدم نبذة عن إنجازات الوزارة، على صعيد الاختبارات الدولية، التي تبوأت فيها دولة الإمارات المركز الأول عربياً ومراكز متقدمة عالمياً. وقدم محمد غياث مدير برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، تعريفاً مفصلاً بالبرنامج وفكرته وأهدافه ومراحل التوسع فيه وتعميمه، مركزاً في عرضه على الاستجابة الواسعة للعاملين في الميدان التربوي، لآليات تنفيذ البرنامج، وتفاعل الطلبة مع آخر مستجدات تكنولوجيا التعليم، والمناهج المطورة والمحتوى الإلكتروني، فيما لفت إلى مجموعة تجارب عالمية مماثلة في دول متقدمة. بعد ذلك اصطحب معالي القطامي ضيف الدولة الدكتور أبو النصر في جولة ميدانية، شملت مدرستي الأميرة هيا بنت الحسين وعمر بن الخطاب في دبي، حيث شهدا الوزيران عدداً من الحصص الدراسية في كلا المدرستين، وتابعا تفاعل الطلبة وحوارهم البناء مع معلميهم ومعلماتهم، وتعاملهم باقتدار ومهارة مع الأجهزة اللوحية، وغيرها من وسائل التعليم المتقدمة، كما تفقدا مرافق المدرستين التربوية والتعليمية والخدمية، وفي مقدمتها المختبرات العلمية، ومختبرات الحاسوب. واطلعا على المكتبة الإلكترونية المميزة في مدرسة الأميرة هيا، ونادي الروبوت العلمي ومختبر وسينما الفلك في مدرسة عمر بن الخطاب. واصطحب القطامي وزير التعليم المصري في جولة أخرى داخل معرض جيتكس، بدأت بالإطلاع على آخر ما وصل إليه العالم في مجال الاتصالات، وذلك بزيارة جناح مؤسسة اتصالات الإمارات (اتصالات)، والوقوف على ما حققته هذه المؤسسة الوطنية الرائدة من إنجازات عالمية في مجال الاتصال، وما تقدمه من دعم لمسيرة تطوير التعليم، وأوجه الشراكة الوثيقة التي تربط وزارة التربية والمؤسسة العملاقة. وشملت الجولة أيضاً التعرف إلى مجموعة الشركاء الاستراتيجيين للوزارة ومنها: شركات "مايكروسوفت، وسامسونغ، واتش بي"، وغيرها من المنصات المميزة، التي تسهم بتعاونها وخبرتها العريقة في تطور التعليم الرقمي والتعلم الذكي في مدارسنا. أشار معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم في بداية لقائه مع نظيره المصري إلى ما تتبناه الوزارة من خطط وبرامج لتطوير التعليم، موضحاً أن استراتيجية التطوير استندت في أهدافها ومنطلقات مشروعاتها وبرامجها إلى منهجية علمية، ومعايير عالمية، تتوافق وتوجهات الدولة وتطلعاتها في الوصول بنظامنا التعليمي إلى أفضل المستويات.