أبوظبي ـ العرب اليوم
شهدت الثانويات التكنولوجية التابعة لمعهد التكنولوجيا التطبيقية بكل فروعها على مستوى الدولة، حضوراً طلابياً كبيراً، فاق الـ90 % مع بداية الفصل الدراسي الثاني 2013 / 2014، إذ يلتحق بالثانويات نحو 5016 طالباً وطالبة هذا العام، وأرجع الدكتور عبد اللطيف الشامسي المدير العام لمعهد التكنولوجيا التطبيقية في تصريحات لـ«البيان» هذا الالتزام الطلابي إلى سياسة الحضور والغياب التي ينفذها المعهد، إضافة إلى طبيعة البيئة التعليمية المحفزة والمعززة لدافعية الطلبة للتعلم، لا سيما مع تطبيق منظومة التعليم الإلكترونية القائمة على استخدام الآيباد، كما كشف عن تطبيقهم أول مرة هذا العام برامج تقوية خلال عطلة الفصل الدراسي الأول، بهدف تعزيز إمكانات الطلبة الذين لوحظ من البداية انخفاض في معدلاتهم، وأن الحضور في البرنامج كان إجبارياً. وتفصيلاً، أوضح الدكتور عبد اللطيف الشامسي أن نسبة الحضور الطلابي على مستوى الثانويات التطبيقية فاقت الـ90%، وأنه بالرغم من ارتفاع النسبة، فإنها تبقى غير مرضية، ويرغبون في أن تصبح 100 %، في ظل حرص المعهد الدائم على تعزيز ثقافة الالتزام لدى الطالب وولي الأمر، مشيراً إلى أن ارتفاع نسبة الالتزام لدى طلبة الثانويات، لا سيما عقب الإجازات، جاءت نتيجة تطبيق المعهد آلية حازمة في التعامل مع الغياب الطلابي، وكذلك طبيعة البيئة التعليمية المحفزة للطلاب من جيل اليوم مع تطبيق منظومة التعليم الإلكتروني من خلال الآيباد التي عززت الدافعية للتعلم لدى الطلبة، لكونها تقوم على نمط التعليم التفاعلي الذي يركز على الطالب. وأضاف د. الشامسي أن معهد التكنولوجيا التطبيقية يعتمد آلية حازمة في التعامل مع قضية غياب الطلبة في الثانويات التكنولوجية، فالطالب الذي يتغيب بنسبة 5 % من معدل الحصص الدراسية في كل فصل دراسي، يوجه إليه إنذار أول، ويكتب تعهداً على نفسه بعدم تكرار ذلك، كما يتعهد ولي الأمر أيضاً بإلزام ابنه بالحضور، كما يلزم الطالب بالحضور أيام السبت، بما يعادل ثلاثة أسابيع على الأقل لدعم أدائه الأكاديمي، وتعويض أي محتوى دراسي فقده، إضافة إلى خصم جزء من المكافأة المالية الشهرية التي يتقاضاها، أما إذا وصلت نسبة غياب الطالب عن الحصص الدراسية في الفصل الواحد إلى 10 % ، فإن الطالب يتعرض لإنذار ثانٍ، وتطبق عليه الإجراءات السابقة، ولكن بمعدلات أعلى. أما إذا ارتفعت نسبة عدم الالتزام، ووصلت إلى 15 %، فإن الطالب عندها يتعرض لإجراءات صارمة، قد تصل إلى حد نقله من المدارس الثانوية التطبيقية إلى مدرسة حكومية أخرى، وذلك لأن الطالب الذي يضيع هذه النسبة من الحصص الدراسية في الفصل الواحد، يكون قد فقد جزءاً كبيراً من المحتوى الأكاديمي الذي يجب أن يأخذه، والذي يصعب تعويضه لكثرة غيابه، منوهاً بأن الفصل الدراسي الواحد يتضمن نحو (14) أسبوعاً، وفي كل أسبوع يدرس الطالب بما يعادل الـ40 حصة. ونوه أيضاً بأن الطالب الذي يتغيب عقب الإجازة، ومع بداية أي فصل دراسي، يمنع من دخول الحرم المدرسي في اليوم التالي مباشرة، إلا بحضور ولي أمره شخصياً، لهذا فإن أولياء الأمور يحرصون على إحضار أبنائهم، وعدم التخلف عن الدوام. وكشف الشامسي عن تطبيقهم لهذا العام أول مرة برامج تقوية خلال العطلة الفصلية، استهدفت الطلبة الذين أظهروا تراجعاً في الأداء في موادهم الدراسية، وأن الهدف من البرنامج هو دعم الطالب من بداية العام، ليتمكن من تحسين أدائه، بدلاً من تركه يعاني تدني المستوى، بما يعرضه للرسوب نهاية العام، مشيراً إلى أن الطلبة من خلال تواصلهم الإلكتروني مع مدارسهم يمكنهم من معرفة مستويات أدائهم في المواد المختلفة في كل فصل وأولاً بأول، وأنه تم حصر الطلبة ممن لديهم تراجع أو ضعف في موادهم الدراسية، وتمت مخاطبتهم لحضور برنامج التقوية، مع العلم بأن الحضور للبرنامج إجباري وإلزامي للطلبة المستهدفين منه، ومن لا يلتزم بذلك يعرض نفسه للنقل إلى إحدى المدارس الحكومية الأخرى، لمستواه الذي لن يمكنه من مواصلة تعليمه في الثانوية التطبيقية. وأضاف أن المعهد حريص على استمرار التواصل مع الطلبة حتى خلال العطلات الفصلية، وجعل تلك الإجازة مفيدة وممتعة للطالب، وذلك من خلال الفعاليات المتنوعة التي تم تنفيذها على مستوى الثانويات التطبيقية، حيث تم إرسال نحو (200) طالب وطالبة للتدريب العملي الخارجي، إضافة إلى تنفيذ معسكر المهارات والمخيم التراثي تحت شعار «البيت متوحد» الذي شارك فيه نحو (1500) طالب وطالبة، ومشاركة الطلبة في مبادرة «نعم للعمل»، وغيرها من الأنشطة التي نمّت مهارات الطلبة، وشغلت وقت فراغهم بشكل مفيد، وجعلتهم على تواصل مستمر مع مدارسهم.