كشف حميد القطامي وزير التربية والتعليم عن دراسة تجريها الوزارة لتطبيق مبادرة التعليم الذكي على مدارس المرحلة الثانوية مستقبلاً، مشيراً إلى تطبيق المبادرة نفسها على 123 مدرسة على مستوى الدولة هذا العام . وقال القطامي إن دعم القيادة الرشيدة وسعيها الدائم نحو الارتقاء بمسيرة التعليم في الدولة، تفرض على أبنائنا الطلاب والطالبات العمل بجد واجتهاد لتحقيق التفوق والريادة في مختلف المراحل الدراسية . أضاف وزير التربية والتعليم أن مكتب رئاسة مجلس الوزراء حسم مسألة توحيد الإجازات السنوية على مستوى المدارس في دبي والمناطق الشمالية، بقراره الذي أصدره مؤخراً لالتزام المدارس الخاصة كافة بتعميمات الوزارة في هذا الشأن، وقامت “التربية” بتعميم القرار على المؤسسات التربوية الخاصة للالتزام بتنفيذ ما جاء به من توجيهات . وأشار إلى أن الوزارة انتهت من إعداد لائحة خاصة لتعظيم دور أولياء الأمور في أعمال التطوير التي تشهدها مدارسنا، وفتح المجال أمامهم، لصياغة مبادئ ومفاهيم جديدة، لتعزيز توجهات إدارات المدارس، وأهدافها الرامية إلى بناء وإعداد أجيال واعدة، والفترة المقبلة ستشهد تشكيل مجالس للتطوير في المدارس، تضم في عضويتها أولياء الأمور، ومن ثم تكون علاقة البيت والمدرسة أكثر تفاعلاً، بما يحقق المصلحة العامة ومصلحة الطلبة . وأكد حرص الوزارة على فتح آفاق جديدة لتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة، لافتاً إلى أن الوزارة تعد ولي الأمر شريكاً استراتيجياً، وتتطلع دائماً إلى دوره البارز ومشاركته وإسهاماته في تطوير العملية التعليمية بالرأي البناء والأفكار المبتكرة والمبدعة . وأوضح أن الميدان التربوي شهد صورة مشرقة وانطلاقة قوية في أول أيام الدراسة، بدت فيها علاقة البيت والمدرسة في أرقى أشكالها، حيث شارك ذوو الطلبة في فعاليات مبادرة العودة إلى المدارس، واختفت تماماً الصورة النمطية لانطلاق العام الدراسي، وعمت المظاهر الاحتفالية الترفيهية والجادة، التي نجحت إدارات المدارس في تنفيذها، لزيادة إقبال الطلبة على الدراسة، والتي تبعها بعد ذلك انتظام الطلاب والطالبات في صفوفهم . أشاد القطامي بنموذج مدرسة عاصم بن ثابت للتعليم الثانوي بإمارة الفجيرة، معتبراً أن بيئة المدرسة تمثل مناخاً جاذباً ومحفزاً للدوام المدرسي، واعتبر أن المدارس الصديقة للبيئة هي المستقبل بما تشتمل عليه من تقنية حديثة ومبان متطورة تعد نواة لعملية تعليمية رائدة تستوعب الكثير من المتغيرات وتواكب التطوير المستمر الذي ترمي إليه استراتيجيات التعليم في الدولة . وأوضح وزير التربية والتعليم أن وزارته ستعتمد مستقبلاً على مثل هذا النوع من المدارس التي تتميز بقدرة استيعابية كبيرة للطلبة . جاء ذلك على هامش جولة له شملت عدداً من مدارس إمارة الفجيرة والمناطق التابعة لها، تزامناً مع أول يوم دراسي في العام الجديد، وزار وزير التربية برفقة صالح سليمان آل علي مدير منطقة الفجيرة التعليمية، وسعيد راشد الخطيبي الخبير التربوي، مدارس عاصم بن ثابت للتعليم الثانوي، ومدرسة ابن النفيس للتعليم الأساسي، ومدرسة البحر للتعليم الأساسي (مدارس الغد)، ومدرسة السيجي للتعليم الأساسي والثانوي . وهدفت الجولة إلى الوقوف على استعدادات المدارس لاستقبال الطلبة، والاستماع إلى ملاحظات وطلبات الإدارات المدرسية، كما تفقد الفصول الدراسية والمختبرات والصالات الرياضية، واطمأن القطامي إلى انتهاء عمليات الصيانة الجزئية والشاملة بمدارس الفجيرة، مشدداً على ضرورة ألا تعوق أي أعمال صيانة العملية التعليمية أو تؤثر فيها بأي شكل من الأشكال . وشارك القطامي الطلاب والطالبات بعض الأنشطة والفعاليات الخاصة بمبادرة “مرحبا مدرستي”، وتناول أطراف الحديث معهم، مشدداً على ضرورة التجاوب مع المعلم والمعلمة، ومنوهاً بضرورة التوازن في أعداد الطلبة داخل الصف بشكل يحقق الرسالة التعليمية بأريحية ومرونة على الطالب والمعلم في آن . وفي حديثه مع إدارات المدارس التي تفقدها، أشار حميد القطامي إلى ضرورة الحفاظ على علاقة إيجابية ومستمرة بين إدارات المدارس وأولياء الأمور باعتبارهم شريكاً أساسياً في عملية التربية والتعليم، مشيداً بالتزام طلاب وطالبات الفجيرة في دوامهم المدرسي منذ اليوم الأول للعام الجديد، متمنياً لهم السداد والتوفيق . وأشاد وزير التربية والتعليم بجهود منطقة الفجيرة التعليمية وإدارتها، معتبراً أن روح الفريق أهم ما يميز هذه المنطقة، مشيراً إلى النتائج المتميزة التي يحققها أبناء الفجيرة كل عام في المراحل الدراسية كافة . كما أشاد حميد القطامي جهود إدارة مدرسة السيجي للتعليم الأساسي والثانوي، وأبدى إعجابه الشديد بمختبر علوم الروبوت بالمدرسة الذي حمل اسم “نادي محمد بن راشد للروبوت” . وثمّن صالح سليمان آل علي مدير المنطقة التعليمية بالإنابة، زيارة وزير التربية والتعليم لمدارس المنطقة، معتبراً أنها دفعة تحفيزية للطلبة وإدارات المدارس وإدارة المنطقة لمزيد من البذل والعطاء، معتبراً إشادة القطامي بإدارة المنطقة ومدارسها، بمثابة وسام على صدور الجميع . وأكد آل علي أن بداية الدوام المدرسي لهذا العام حققت نجاحاً كبيراً، حيث لم ترصد إدارة المنطقة حالات الغياب السنوية المعتادة للطلبة في أول أيام الدوام، وحققت مدارس الفجيرة نسبة انتظام تعادل 100%، باستثناء حالات الغياب الاستثنائية وتمثل نسبة لا تذكر . وأشار مدير المنطقة التعليمية إلى انتظام نحو 23 ألف طالب وطالبة بكافة المدارس الحكومية والخاصة في مختلف المراحل الدراسية، كما أكد انتهاء أغلب عمليات الصيانة بالمدارس، موضحاً أن إدارة المنطقة عمدت مبكراً إلى الوقوف على كافة الأعمال الرئيسة والجوهرية التي توفر البيئة المدرسية المحفزة والجاذبة للطلاب والطالبات، مع التأكد من توافر الكتب المدرسية التى تم تسليمها إلى الطلبة مع انطلاق أول أيام الدوام المدرسي . وأوضح آل علي أن اكتمال الكادر التعليمي تم بانسيابية كبيرة، ساعد على ذلك اعتماد إدارة الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم لحركة التعيينات لسد الشواغر، إضافة إلى حركة التنقلات الداخلية التي أسهمت في توفير كافة التخصصات بمختلف المدارس في فترة سابقة .