القدس المحتله ـ وكالات
سلّمت جمعية البيّارة الثقافية لوزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية عشرة أجهزة حاسوب حديثة ومتطورة وذلك تنفيذاً للمرحلة الثانية والأخيرة من مشروع "تحديث أجهزة الكمبيوتر الناطقة في مدرسة العلائية للمكفوفين في بيت جالا". يأتي ذلك من اجل إتمام احتياجات مختبر الحاسوب في مدرسة العلائية الذي قامت بتنفيذه البيّارة وشمل في المرحلة الأولى على تزويد المدرسة بخمسة وعشرين جهاز حاسوب مزوداً ببرنامج (هال) العالمي الناطق والمعرب، في خطوة تهدف إلى تسهيل العملية التعليمية على الطالب الكفيف، وتكافؤ الفرص بالتحصيل العلمي لهم، وتساهم أيضا في تعزيز الاستقلالية والاعتماد على الذات، وتحسين جودة الخدمات الأكاديمية للطلبة المكفوفين، وبدمج الطلاب مع المجتمع وفي سوق العمل. وقال عمّار الكردي رئيس جمعية البيّارة الثقافية، أن اهتمام البيّارة بمدرسة العلائية نابع من القيمة الرمزية السامية لتاريخ هذه المدرسة، وما تشكله من قصة كفاح في تحدي الإعاقة. حيث أنّ قصة المدرسة بحد ذاتها مفخرة فلسطينية، وقصة تروى وتتناقلها الأجيال، فيما استجابة فلسطينيي الشتات ومحبو فلسطين مع المدرسة وحاجاتها دليل وحدة الشعب الفلسطيني، وحيوية قضيته. من جهته، أعرب داوود الديك/الوكيل المساعد للتخطيط والتنمية الإدارية بوزارة الشؤون الاجتماعية عن الشكر والتقدير لجمعية البيّارة على هذا الدعم النوعي الذي يسهم في تطوير قدرات الطلاب المكفوفين في المدرسة العلائية ويزيد من فرصهم في التعلم وتنمية الذات. ولعل ما يميز هذا الدعم هو إسهام فلسطينيي الشتات في بناء مؤسسات وطنهم ودعمها للارتقاء بالخدمات الاجتماعية للفئات المُهمّشة والضعيفة ودمجها في المجتمع. وجدير بالذكر أن مؤسس هذه المدرسة هو الراحل صبحي طاهر الدجاني المولود عام 1910 في القدس، هذا الكفيف الذي رفض الاستسلام لقدره وقرر العمل على تجاوز هذه المحنة، ولم يتجاوزها فقط ليعيش حياة طبيعية، بل تجاوزها ليترك لنا نحن المبصرين قبل المكفوفين رسالة صارمة واضحة بان لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، وبأن الفلسطيني قادر على العطاء في أحلك الظروف، ولن يستكين حتى يضيء الطريق لأهله وشعبه، فهنيئا لنا بمثل هذه النموذج، وألف رحمة وسلام لروحه الطاهرة.