دبي ـ العرب اليوم
دعت دراسة دكتوراه قدمها الدكتور سليمان حسن سليمان في الجامعة البريطانية في دبي بعنوان " تحقيق في العوامل المؤثرة والمصاحبة للقلق والتوتر الكتابي عند متعلمي اللغة الانجليزية في جامعات إماراتية" العاملين في الميدان التربوي بضرورة زيادة الوعي بالدور الذي تلعبه العوامل الوجدانية كالدافعية والقلق في تعلم اللغة الانجليزية في الجامعات الإماراتية وطالبت الدراسة المدرسين بضرورة عمل خطط مناسبة واتباع أساليب تعليمية معينة للحد من ظاهرة القلق الكتابي. وقال حسن: إن الدراسة ساهمت في وضع مقترحات تبين كيفية الحد من القلق الناتج عن صعوبة فهم نصوص الأسئلة الكتابية خاصة في بعض امتحانات الكفاءة اللغوية مثل "الآيلتس"، لافتا إلى أن الدراسة دعت الطلبة إلى تنمية مفرداتهم اللغوية عن طريق القراءة وحفظ بعض قوائم المفردات الأساسية للغة الإنجليزية وإلى أهمية اعتبار الأخطاء اللغوية والإملائية جزءا أساسياً من تعلم اللغات. وأضاف: على الرغم من الاهتمام المتزايد بدراسة الآثار المترتبة على القلق المصاحب للكتابة باللغة الثانية "الأجنبية" على مستوى الأداء الكتابي لدى متعلمين اللغة الثانية وموقفهم تجاه مهارة الكتابة خلال العقود الثلاثة الماضية إلا أن المصادر المحتملة التي تتخلل ظاهرة القلق لم يتم التعرف عليها وبحثها بحثا وافيا وبخاصة في سياق تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في العالم العربي، مشيراً إلى أنه لتحقيق أهداف هذه الدراسة تم استخدام منهج مختلط يجمع بين المنهج الكمي والنوعي يمكن الباحث في المقام الأول من الكشف والتحقيق في العوامل المحتملة المصاحبة للقلق من الكتابة والاستراتيجيات التي من شأنها التخفيف من هذا القلق بين صفوف متعلمي اللغة الإنجليزية في بعض جامعات دولة الإمارات. وتابع: شملت عينة الدراسة مئة وعشرة طلبة بالإضافة إلى ستة مدرسين مختصين بتدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، وتوافقا مع المنهج الكمي تضمنت الدراسة استخدام مسحين استبيانيين ودرجات الطلبة في اختبارات الكتابة بهدف دراسة مستويات القلق من الكتابة باللغة الأجنبية والآثار المترتبة على هذا القلق ومصادره، وتم إجراء مقابلات فردية مع عشرة طلبة لديهم مستوى عال من القلق وعشرة آخرين سجلوا مستوى منخفضاً من القلق سعيا لتعميق فهمهم بالمصادر المحتملة للقلق من الكتابة وتسليط الضوء على الاستراتيجيات المتبعة للتخفيف من الآثار الضارة للقلق، بالإضافة إلى ذلك، تم عقد مجموعة بؤرية تبادل فيها المدرسون آراءهم ووجهات نظرهم حول الاستراتيجيات التي يقترحونها ويستخدمونها للتكيف والتقليل من مستويات القلق عند الطلبة في حصص الكتابة. وأوضحت نتائج الدراسة ظهور مستويات عالية من القلق لدى المشاركين عند كتابة المواضيع باللغة الإنجليزية، كما ثبت وجود علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين درجات الطلاب في اختبارات الكتابة وبين مستويات القلق، وقد بينت النتائج أيضا أن اختبارات الكتابة والعوامل المعرفية واللغوية تعد من أهم العوامل المؤثرة التي تساهم في تفاقم ظاهرة القلق من الكتابة عند الطلبة. تعتبر السلوكيات التربوية والعاطفية والتغذية الراجعة وعوامل التقييم من العوامل التي تساهم في ارتفاع مستويات القلق ولكن بصورة معتدلة وطفيفة، وكشفت النتائج أيضا توظيف الطلبة الذين أبدوا مستويات منخفضة من القلق بالإضافة إلى معلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية لمجموعة من الاستراتيجيات والتكتيكات الوجدانية والمعرفية واللغوية والتربوية المختلفة التي تساعد على انخفاض مستويات القلق. كما أظهرت النتائج أن استخدام الحاسوب في حصص واختبارات الكتابة يعتبر عاملا محفزا للقلق الذي يصاحب الطلبة عند الكتابة. وخرجت الدراسة بعدد من المقترحات التربوية والتوصيات لإجراء المزيد من الدراسات التي تخدم أهداف التربويين وواضعي السياسات التربوية والباحثين على حد سواء.