منحت جامعة الزعيم الأزهري في العاصمة السودانية الخرطوم درجة الدكتوراه بامتياز في علم النفس للباحث الفلسطيني سمير زقوت من برنامج غزة للصحة النفسية. وعبر زقوت عن سعادته بهذا التقدير الذي جاء بعد جهد كبير لإنجاز الرسالة التي كانت بعنوان "التعذيب وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية والجسمية لدى الأسيرات الفلسطينيات المحررات بقطاع غزة". وتشكلت لجنة المناقشة من نائب عميد كلية التربية في جامعة الزعيم الأزهري الأستاذة الدكتورة أمينة أحمد الشريف كمشرفة ورئيسة للجنة المناقشة، ورئيس قسم علم النفس بالجامعة الأستاذة الدكتورة هويدا الشيخ يوسف كمناقشة داخلية، ورئيس جامعة الأحفاد في السودان البروفيسور قاسم يوسف بدري كمناقش خارجي. واعتبر البروفيسور بدري دراسة زقوت نوعية، بالإضافة إلى أنها الدراسة الأكاديمية الأولى في هذا المجال في فلسطين والوطن العربي، مؤكدًا أن الباحث بذل جهدًا كبيرًا، وكان متمكنًا من دراسته، ولديه خبرة واسعة في هذا المجال. بدوره، أهدى زقوت هذا النجاح والتفوق لكل الأسيرات الفلسطينيات اللاتي كان لهن الدور الأبرز في هذه الرسالة، وإلى كل الأسرى في سجون الاحتلال الذين ما زالوا يسطرون أعظم ملاحم الصمود، ولروح الدكتور إياد السراج الذي كان أبرز طبيب نفسي فلسطيني ومؤسس أول برنامج للصحة النفسية. واعتبر هذه الرسالة هي دعوة لكل المسئولين الفلسطينيين للاهتمام بالأسيرات في سجون الاحتلال، وأيضًا الأسيرات المحررات، مؤكدًا أنها الدراسة الأكاديمية الأولى التي تتحدث عن الأسيرات المحررات، وتبرز معاناتهن جراء التعذيب الذي تعرضن له في السجون. وعبر عن أمله أن تسهم دراسته في وضع خطط علاجية تساعد الأسيرات المحررات من ناحية نفسية على تجاوز خبرة الأسر والتعذيب، بالإضافة إلى وضع برامج إرشادية تقلل من الآثار النفسية والاجتماعية والجسدية للتعذيب. وأوصى زقوت بإنشاء مركز متخصص لبحوث التعذيب، بالإضافة لتحريم استخدام التعذيب في المجتمع الفلسطيني، لأنه أكثر شعب في العالم عانى، ولا يزال يعاني من تعذيب الاحتلال. وطالب بتطوير جمعيات للعمل مع الأسيرات المحررات، وتطوير برامج ارشادية وتأهيلية تساهم في تطوير مهارات التوافق لدى الأسيرات المحررات. وشكر جمعية الدراسات التنموية النسائية، والأسيرة المحرر مريم أبو دقة، والتي كانت تساند بقوة وجميع الأسيرات المحررات هذا البحث، ويسعون لتوثيق معاناتهن.