القاهرة ـ العرب اليوم
كشفت أحدث دراسة عن "التوقعات الوالدية للأبناء المتفوقين عقليا والضغوط التى يمارسها الآباء على أولادهم فى المرحلة الثانوية ".. أن هذه الضغوط قد تكون فى كثير من الأحيان دافعًا إيجابيًا تحثهم على التفوق والتميز والإبداع .. أو تأتى بنتيجة عكسية تماما من الفشل أو الإحباط والاكتئاب.
وقد أثبتت هذه الدراسة التى ناقشتها الباحثة فاطمة الزهراء محمد المصرى المعيدة بكلية التربية جامعة حلوان وحصلت على تقدير ممتاز من لجنة المناقشة والتوصية بالطبع على نفقة الجامعة وتبادلها مع الجامعات الأخرى و المراكز العلمية والبحثية - لأول مرة - أن الطلاب الذكور المتفوقين عقلياً أكثر مثابرة وثقة بالنفس من الطالبات المتفوقات .
كما أكدت الدراسة أن توقعات الوالدين سلاح ذو حدين فكلما كانت توقعات الآباء من وجهة نظر الأبناء توقعات داعمة ومشجعة وواقعية فى حدود قدراتهم وتتفق مع طموحاتهم وميولهم ولا تتعارض مع استعداداتهم ، فإنها تتحول إلى حافز داخلى ذاتى يدفعهم إلى تحقيق المزيد من النجاح والتفوق ، ومن ثم يرتفع مستوى الثقة بالنفس لديهم ، والعكس صحيح .
فإذا أدرك الابن المتفوق أن توقعات والديه غير واقعية تزداد على الحد المعقول لدرجة قد تصل إلى الإفراط فيها أو فى بعض الأحيان تصبح محاولة من الآباء لتحقيق طموحاتهما الشخصية وليس طموحات أولادهما، تتحول هذه التوقعات الوالدﱢية بالنسبة للابن المتفوق إلى مصدر ضغط وإحباط تهدد أمنه النفسى وتشعره دائماً بالفشل والتقصير المستمر لأنه غير قادر على تحقيق هذه التوقعات التى لا تتفق مع ميوله واستعداداته ولا يصاحبها أى نوع من الدعم والتشجيع، ومن ثم تكون النتيجة الحتمية لهذا الإدراك انخفاض مستوى الثقة بالنفس لدى هؤلاء المتفوقين .
وأوصت الدراسة بضرورة إلقاء الضوء على هؤلاء الطلاب المتفوقين عقلياً ، وضرورة اعتراف المجتمع بأنهم فئة من فئات التربية الخاصة تحتاج إلى الاكتشاف المبكر والرعاية المتكاملة بهدف تنمية استعداداتهم واستثمار طاقاتهم المتوقدة والاستفاده من إمكاناتهم وقدراتهم الخلاقة، والتوسع فى إنشاء المدارس والمؤسسات التربوية للطلاب المتفوقين لمساعدتهم فى الحفاظ على تفوقهم وأن تضع وزارة التربية والتعليم مقررات وأنشطة دراسية خاصة بهؤلاء الطلاب لتنمية التفكير الإبداعى لهم، وتبصير الوالدين بخصائص الطلاب المتفوقين وسماتهم الشخصية والمشكلات التى يعانون منها وحاجاتهم ومتطلبات نموهم وأساليب رعايتهم والتعامل معهم وذلك لمحاولة التخفيف من حدة الضغوط التى تواجههم وتؤثر عليهم بالسلب وتوعيتهم بضرورة اتباع تنشئة سوية بعيدة عن التسلط والإجبار والقسوة وعدم تحميلهم فوق طاقاتهم والابتعاد عن أساليب التعليم التى تعتمد على الحفظ والتلقين.
وقد ناشدت لجنة المناقشة ، المكونة من أ.د نجبية الخضرى أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان ، أ.د سهير أمين أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان ، أ.د أحمد بديوى أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان ، أ.د إيمان فوزى شاهين أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس ، المسئولين عن تطوير التعليم بضرورة الاهتمام بالمتفوقين عقلياً والموهوبين ورعاياتهم.