نيودلهي ـ العرب اليوم
بينما تبرز الهند باعتبارها إحدى الدول التي يفضل عدد كبير من الطلاب العرب الالتحاق بالمؤسسات التعليمية بها، تمكنت «الشرق الأوسط» من تسجيل بعض الكليات والجامعات الهندية التي حصلت على ترتيب متقدم في عملية القبول للعام الدراسي 2014 - 2015. ويفسر الخبراء سبب حصول تلك المعاهد على ترتيب عال؛ حيث إن الهند لديها ثاني أكبر شبكة للتعليم العالي على مستوى العالم. وبالفعل أدرج تصنيف التايمز للتعليم العالي لترتيب جامعات قارة آسيا لعام 2014، عشر جامعات أو مؤسسات تعليمية، لتكون من بين أفضل مائة جامعة في قارة آسيا.
ولم يكن هناك سوى جامعة بنجاب والمعهد الهندي للتكنولوجيا في كاراغبور، اللذين جاء ترتيبهما بين أعلى 50 مؤسسة تعليمية. ومن بين الجامعات أو المعاهد الأخرى التي كان لها نصيب من هذا الترتيب الآتي: المعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور الذي احتل الترتيب رقم 55، وحصل المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي على الترتيب رقم 59، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في روركي على الترتيب رقم 59 أيضا؛ والمعهد الهندي للتكنولوجيا في جواهاتي على الترتيب رقم 74؛ والمعهد الهندي للتكنولوجيا في مدراس على الترتيب رقم 76، وجامعة جادافبور على الترتيب رقم 76؛ وجامعة عليكرة الإسلامية على الترتيب رقم 80؛ وجامعة جواهر لال نهرو على الترتيب رقم 90.
ومؤخرا، وقعت الهند على اتفاقية واشنطن، وهي الاتفاقية الدولية المعتمدة للحصول على درجات الهندسة المهنية. وبموجب هذا الاتفاق ستكون المقررات الدراسية والدرجات لما بين 30 إلى 40 من الكليات الهندية معترفا بها، من بين 17 دولة موقعة تتضمن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة البريطانية وسنغافورة وآيرلندا وكندا وروسيا. وقد أُجريت بعض المسوح المحلية لتحديد أفضل الكليات في الهند في أحد عشر مجالا، وهي: الأدب، والعلوم، والتجارة، والهندسة، والطب، والقانون، وإدارة الأعمال، وتطبيقات الحاسوب، والإعلام والصحافة، والأزياء، والفنون الجميلة.
ويشهد قطاع التعليم العالي في الهند ثورة صامتة؛ حيث يفرض الوافدون الجدد على البلدات والمدن الصغيرة على مدى العقدين الماضيين تحديا تدريجيا أمام المدن الكبيرة المهيمنة والجامعات المعروفة. وأوضح مسح أجرته مجلة «إنديا توداي» وشركة «نيلسن» اتجاهات هامة فيما يتعلق بالتحدي التدريجي الذي تواجهه الجامعات المعروفة ومؤسسات «الصفوة» من جانب المراكز التعليمية الناشئة حديثا، في وقت أصبح فيه التعليم العالي واحدا من أكثر القطاعات نموا في الهند.
وعلى الرغم من وجود أفضل الكليات في مجالات العلوم والأدب والتجارة في العاصمة الهندية دلهي، سريعا ما انضمت الكثير من المدن الصغيرة أمثال جايبور، ولكناو، وكوتشي، وشانديغار لصفوف بعض أفضل المعاهد التعليمية. وصنف مسح مجلة إنديا توداي وشركة نيلسن لتحديد أفضل الكليات الناشئة في مجالات الفن والعلوم والهندسة والتجارة والقانون والطب، حسب الترتيب، الكليات التي تأسست على مدى العشرين عاما الماضية، وتمكنت سريعا من الازدهار. وانتقلت جامعة القانون الوطني في دلهي من الترتيب السابع إلى الترتيب الأول في تصنيف القانون. واحتلت كلية كيشاف ماهافيديالايا (Keshav Mahavidyalaya) في دلهي الترتيب الأول في مجال الأدب، بينما ارتفعت كلية مهراجا أجراسين (Maharaja Agrasen) في دلهي ثلاث مراتب لتكون بذلك رقم واحد في مجال العلوم.
وبشأن الكليات المهنية القليلة في الهند، فقد ظهرت قوة جديدة؛ حيث تحاول الكليات الخاصة الخروج من تحت عباءة المعاهد الهندية للتكنولوجية، وعلى نحو غير متوقع ما زالت قصص النجاح التي حققتها المعاهد الهندية للتكنولوجية إلى الآن تطغى على أسماء المتفوقين الذين تخرجوا في تلك الكليات. وتمكن طالب الهندسة الماهر نصير أحمد جاني، البالغ من العمر 19 عاما، من لفت اهتمام مراكز أبحاث الفضاء العالمية، من خلال العربة الفضائية الجديدة التي قام جاني وأصدقاؤه بتصميمها وتصنيعها، وهم ملحقون بجامعة لفلي بروفيشنال (Professional University)، وهي جامعة هندية خاصة تقع في فاجوارا. وعُرضت تلك العربة المتنقلة - التي يمكن استخدامها لاستكشاف سطح القمر - في معرض المركبات في دلهي في شهر فبراير (شباط)، جنبا إلى جنب مع خمس عشرة مركبة أخرى قام طلاب بالجامعة بتصنيعها.
ومثل جامعة لفلي بروفيشنال، نجد أن الكثير من الكليات الجديدة في الهند قد لا يكون لديها تاريخ لامع أو قاعدة واسعة من الخريجين، ولكنها على استعداد لتحقيق ذلك من خلال ما يحظون به من بنية تحتية أكاديمية أفضل وما يمكنهم تقديمه. وفاز بمسابقة المحكمة الصورية في مجال قانون الإعلام التي تنظمها جامعة أكسفورد فريق طلاب من مدرسة جندال للقانون في سونيبات، كما تلقى طلاب من معهد المهاتما غاندي الوطني للعلوم الطبية في جايبور منحة دراسية كاملة من مدرسة هارفارد الصحية لتقديم ورقة في المؤتمر العالمي لصحة الأمومة في تنزانيا لهذا العام. لكن في كل الأحوال، تحرص الكليات والمعاهد - التي يصل عمرها لأربع أو خمس سنوات فقط - اليوم بشدة وبشكل سريع على تحقيق إنجازات مرموقة.
وحسبما ذكر شيكار سانيال، بمؤسسة الهندسة والتكنولوجيا: «خلافا لما حدث في السابق، عندما كان بمقدور الكليات الخاصة خداع الناس من خلال الحملات الجذابة التي تطلقها، والكتيبات، ومبانيها الضخمة. حيث يُدقق الطلاب في أمور تتعلق بأعضاء هيئة التدريس وما لديهم من خبرات، والمرافق، وسجل الاكتتاب بالكلية. وهذا يدفع الكثير من الكليات التي تراجع الالتفات إليها لأن تعمل على تعزيز مكانتها».