تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة الأميركية افتتح الشيخ سلطان بن احمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام في الجامعة الأميركية في الشارقة اليوم موتمر التأهيل الإعلامي في دول مجلس التعاون / مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل /. واستضاف المؤتمر عددًا من قادة الفكر الإعلامي والأكاديميين الإعلاميين وطلبة وخريجي الجامعة الأميركية في الشارقة وغيرها من مؤسسات التعليم العالي الذين ناقشوا سبل ردم الفجوة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل. وانطلاقاً من الرؤية الاستراتيجية للجامعة في تحديد أهم قضايا المجتمع والمشاركة في التفاعل معها فإن هذا المؤتمر شكل مبادرة ريادية في بناء العلاقات التشاركية بين مؤسسات التعليم العالي وقطاع الإعلام. وأشار الدكتور توماس هوكستيتلر مدير الجامعة الأميركية في الشارقة بالوكالة في كلمته الافتتاحية إلى الاهتمام المتنامي بدورالإعلام في المجتمعات المعاصرة حيث تلعب الوسائل الإعلامية دوراً بارزاً في التنمية الثقافية والاجتماعية من خلال ما تنقله من محتويات متنوعة للجمهور مضيفا أن مؤسسات التعليم العالي تفاعلت مع هذا الواقع بدعم أقسامها التي تدرس الإعلام والاتصال وتنمية برامج التدريب الإعلامية. وعبر الدكتور هوكستيتلر في ختام كلمته عن سعادته باستضافة الجامعة لأكاديميين وإعلاميين وشخصيات مرموقة في صناعة الإعلام لمناقشة قضايا تطوير التعليم وإبداعات الشباب وفرص العمل والنهوض بالمعايير المهنية للعمل الإعلامي. وشدد فيليب سيب بروفسور الصحافة والدبلوماسية العامة والعلاقات الدولية في جامعة كالوفورنيا الجنوبية في كلمته الرئيسية على أهمية إعداد منهج تعليمي يرتبط ارتباطا وثيقا باللغة العربية مشيرا إلى ندرة الكتب الإعلامية التي تتناول قضايا المجتمعات العربية وقال " من المستحيل أن يبدأ أي شخص مشواره المهني في هذا المجال دون قراءة كتاب إدوارد سعيد الاستشراق." وأشار البروفيسور سيب إلى وجود حاجة متزايدة إلى الدراسة الأكاديمية في العالم العربي وقال: " نرى اتجاهات نحو تدريب الطلبة على حيثيات المهنة ومهاراتها اللازمة إننا نحتاج إلى طريقة في الإعلام العربي مع نظرة جريئة ومهارات تحليلية يتوجب على الطلبة اكتسابها. والطريقة الوحيدة للاستغناء عن الاعتماد على الأكاديميين غير العرب، هي تكوين كادر من الأكاديميين المنتمين للمنطقة. وأوضح أنه في بعض الأحيان تعلم المؤسسات طلبة الإعلام كيفية إعداد تقارير إخبارية دون فهم المواضيع التي تتناولها هذه التقارير. وقال إنه يجب أن يتوفر نطاق واسع من المساقات الإجبارية للطلبة كالدراسات الدولية والعلوم السياسية ويجب أن تعد مساقات مخصصة لطلبة الإعلام كالاقتصاد للصحفيين وأخلاقيات المهنة للمدراء الإعلاميين ويجب أن يتعلموا كيفية العمل على مختلف وسائل التواصل الإعلامية. وكانت أول جلسة نقاشية بعنوان / ردم الهوة بين التعليم العالي وقطاع العمل الإعلامي/ وأدارت حلقة النقاش كارولين فرج مدير سي ان ان العربية ورئيس عمليات سى ان ان دبي. وشارك في الحلقة سعادة ابراهيم العابد المدير العام للمجلس الوطني للإعلام وقال : إنه من الضروري لقطاع الإعلام والدراسات الأكاديمية التعاون معا مؤكدا على أهمية توفير فرص لتدريب الطلبة لردم الفجوة بين نظريات القطاع الإعلامي وجانبه العملي. وتحدث في هذه الحلقة أيضاً الدكتور علي جابر مدير عام مجموعة إم بي سي وكلية إعلام محمد بن راشد في الجامعة الأمريكية بدبي وقال " إن قطاع الإعلام مليئ بالحرفيين الماهرين ولا يوجد عدد كاف من المفكرين وقد يصبح هؤلاء الحرفيون بلا فائدة مع تطور التكنولوجيا فعلى الإعلاميين تطوير معرفتهم في مختلف المجالات والعلوم." وقال إن معظم المؤسسات التعليمية في المنطقة تعتمد على اللغة الإنجليزية في تدريس طلبتها وقال أن هذا الأمر جيد للإعلام الغربي إلا أننا بحاجة لتدريب طلبتنا باللغة العربية لتكون لديهم الكفاءة الاحترافية اللازمة لاستخدام اللغة العربية فعليهم أن يعرفوا كيفية تغطية الأخبار العربية وكيفية إجراء الأبحاث باللغة العربية وتغطية أخبار المنطقة بلغتها الأصلية. وتوجه إلى الطلبة من الحضور بالقول" أنتم محظوظون لأنكم في مقدمة التغيير الإعلامي وإن جيلنا هو الذي فاته هذا التطور التكنولوجي، وإن من مصلحتنا أن نقدم عقولاً جديدة للإعلام لصنع التغيير."وفي حلقة نقاشية أخرى تحت عنوان / شخصية الغد الإعلامية /، تحدث فيها المدون الشهير في الشؤون العربية وأحد أبرز شخصيات التواصل الاجتماعي سلطان سعود القاسمي عن مختلف العوامل التي تؤثر في نشر أسماء شخصيات معينة في التواصل الاجتماعي. وقال إن هذا المجال بحاجة إلى شغف ومهارات عملية والكثير من الاجتهاد بالإضافة إلى قدر لا بأس به من الحظ لتحقيق الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي وصرح أنه ما من خلطة سرية لحصول هذا الأمر وأن العمل الجاد هو أفضل ما يمكن الاستمرار فيه لاجتذاب الحظ. وشارك في هذه الحلقة محمد فهد الحارثي رئيس تحرير مجلة سيدتي الذي قال بإن الإعلام المطبوع لا زال يتمتع بمصداقية أعلى من مصداقية إعلام التواصل الاجتماعي وبسبب هذا الأمر فإنه يستمر بالتأثير على الشخصية الإعلامية. وتناولت حلقات النقاش الأخرى مختلف المواضيع بما فيها استخدام اللغة العربية في التعليم والإنتاج الإعلامي وفرص الإعلام الرقمي وتحدياته ودور برامج الحوار في الإعلام العربي. وتحدث في المؤتمر عدد من كبرى الشخصيات الإعلامية بمن فيهم: أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي ديفيد باتوراك الرئيس التنفيذي لشبكة أو إس إن وكمال دمشقي المدير الإقليمي التنفيذي لشركة ليو برونيت ورانية برغوت كبير مقدمي البرامج في مجموعة إم بي سي وأحمد مصطفى رئيس تحرير سكاي نيوز عربية وأحمد سالم عضو مجلس إدارة مؤسسة الشارقة للإعلام وحضره ممثلون حكوميون وإعلاميون والمسؤولون في أميركية الشارقة وعدد كبير من الأساتذة والطلبة والمهتمين من خارج الجامعة.