واشنطن ـ وكالات
تركّز الهيئات والمنظّمات الصحيّة على التوعية الموجّهة نحو "السلوك الجنسي" في محاربة الإيدز، وغالباً ما تستخدم في حملاتها اصطلاحات من طبيعة "استخدم الواقي الذكري" أو "ابتعد عن العلاقات العابرة"، إلا أنّ ارتباط الإيدز بالطبقات الفقيرة جعل الباحثين يفكّرون في طريقة مختلفة، فـ" المساعدات الإجتماعيّة والماديّة التي لا تتوجّه مباشرة إلى تغيير السلوك الجنسي يمكن أن تكون استراتيجيّات ناجحة في محاربة الإيدز"، حسب ما جاء في دراسة حديثة. وانطلق الباحثون في هذه الدراسة من فكرة أنّ هناك سمة ثقافيّة مميّزة في الطبقات الفقيرة، إنّها مجتمعات أبويّة بامتياز يتفوّق فيها الرجل بسلطته وتكون المرأة تابعة له مادياً، فماذا لو حاولنا دعم النساء مادياً وعزّزنا استقلاليّتهن؟ لهذا الغرض قاموا بتجميع عيّنات عشوائيّة من نساء لم يتزوّجن قط وتتراوح أعمارهن بين الـ 13 و الـ 22 عاماً، يعشن في "مالاوي" بأفريقيا وهي من أفقر بلدان العالم، قسّمن بشكل عشوائي إلى مجموعتين، تلقّت المجموعة الأولى دفعات شهريّة تتراوح بين الـ 1 – 5 دولارات لهنّ و 4 – 10 دولارات لآبائهن، بينما لم تتلقّ المجموعة الثانية أيّ دفعات شهريّة. وبعد 18 شهراً تمّ تحرّي معدلات الإيدز عند المشاركات فلوحظت إصابة 1.2 بالمئة من نساء المجموعة الأولى بينما أصيب أكثر من ضعفهنّ – حوالي 3 بالمئة – من نساء المجموعة الثانية. وتخلص هذه النتيجة إلى أنّ هذا الدعم المادّي المحدود للنساء خفّف من خطر الإصابة بالإيدز لأكثر من النصف، وهو ما يؤكّد أنّ الانعكاسات الثقافيّة لتردّي الحالة الماديّة – وما تتحمله المرأة من تبعاتها – تلعب دوراً هاماً في انتشار الأمراض الجنسيّة، وأنّ تحسين الحالة الاقتصاديّة قد يكون من أنجع الطرق في محاربة هذه الأمراض التي تهدد البشريّة.