البحيرة ـ العرب اليوم
"جهزي نفسك، ابن عمك جايلنا النهاردة يقعد معانا علشان يطلب إيدك"، وقعت عبارة الأب على أذن ابنته طالبة الثانوية العامة كالصاعقة، تسمرت في مكانها ولم تدر بنفسها إلا ودموعها تنهمر على وجنتيها وقد أصابها الذهول والصدمة.
شردت بذهنها محدثة نفسها: "لو كان هذا الخبر قبل عام واحد لطرت من الفرحة"، فطالما نظرت دائما لابن العم بوصفه فتى أحلامها، وكم تمنت كثيرًا أن يكون من نصيبها، لكن الآن لم يعد ذلك ممكنا على الإطلاق، الأمور تغيرت كثيرًا، ولم تعد تصلح لتكون زوجة له أو لغيره، كيف ذلك وقد فقدت أعز ما تملكه أي فتاة "شرفها وعذريتها"
تمت الخطوبة وسط ترحيب شديد من الأسرتين، وبعد صراع نفسي استمر لأيام قررت الفتاة ارتداء ثوب الشجاعة ومصارحة خطيبها بحقيقة أمرها، أخبرته بالقصة كاملة، وكيف أوقعت بها "رائدة ريفية" وأجبرتها على السير في طريق "موحل" لم تكن أبدًا تتمناه لنفسها، ليتم الاعتداء عليها من قبل 9 رجال على مدار أكثر من عام.
بينما كانت الفتاة في انتظار انفجار بركان غضب خطيبها، فاجأها الأخير بقراره غير المتوقع بتمسكه بها وإصراره على الوقوف بجوارها في محنتها، وطلب منها الإبلاغ عن هذه السيدة، خاصة بعدما عادت وحاولت إجبارها على العودة لنفس الطريق من خلال تهديدها بمقاطع فيديو تخصها.
أمام نيابة الدلنجات بمحافظة البحيرة أدلت فتاة الصف الثالث الثانوي بأقوالها في البلاغ رقم 10253 إداري مركز الدلنجات، لسنة 2017، الذي تتهم فيه 9 أشخاص بالاعتداء عليها جنسيًا، بمساعدة رائدة ريفية بإحدى الوحدات الصحية.
وروت الطالبة تفاصيل ما حدث قائلة: "تعرفت على الرائدة الريفية (رشا) في إحدى الحدائق العامة بالدلنجات، واستدرجتني في الحديث حتى علمت أن والدي مريض بالقلب ويحتاج إلى دواء خاص، فأخبرتني بقدرتها على توفيره، وطلبت مني رقم هاتفي لكي تتصل بي". وأضافت: "بعد أسبوع من اللقاء جاءتني مكالمة هاتفية منها وأنا بالمدرسة وطلبت مني التوجه إليها في المركز الطبي فأخبرتها بعدم استطاعتي ذلك، لأن باب المدرسة مغلق ولا تخرج الطالبات قبل انتهاء اليوم الدراسي، فأخبرتني بأنها ستأتي لي بالمدرسة وتحصل على إذن لي بالخروج معها بإدعاء أنها خالتي، وبالفعل خرجت معها وتوجهنا إلى المركز الطبي، وهناك قالت لي إن العلاج في شقة بالأعلى فصعدت معها لشقة في الطابق الرابع، وأدخلتني غرفة النوم وطلبت مني الانتظار حتى تحضر الدواء".
وأكملت: " بعد دقائق فوجئت بباب الحجرة يفتح ويدخل شخص يدعى "ر.ن" كنت أراه للمرة الأولى وطلب مني نزع ملابسي، رفضت وصرخت ففتح مطواة كانت معه وهددني بها واعتدى علي جنسيا رغما عني وحدث ما حدث، بعدها دخلت (رشا) وعندما وجدتني أبكي قالت لي: ما تخافيش أنا ممرضة ولما تتجوزي هنعملك عملية ونرجعك بنت تاني". واستطردت: "خشيت إخبار أهلي بما حدث، وبعد ذلك اتصلت بي الرائدة مرة أخرى وقالت لي: هابعتلك واحدة تاخدك من المدرسة ولما رفضت قالت لي: طيب شوفي الفيديو اللي معاها وبراحتك زي ما إنتي عاوزة، وجاءت واحدة فعلا من طرفها اسمها (صفاء) وفتحتلي فيديو على تليفونها، لقيتهم صوروني بدون ملابس أثناء الاعتداء عليا تحت تهديد السلاح وهددتني إني لو ما خرجتش معاها هينشروا الفيديو بين زميلاتي وعلي الإنترنت". "خفت من الفضيحة وخفت علي والدي يجراله حاجة بسببي وهو مريض بقلب رحت معاها ووصلتني لمنزل شخص يدعى (م .ع) حكيت له القصة واترجيته وقلتله أبوس رجلك سيبني، لكنه رفض و اعتدى عليا جنسيا".
وقالت الفتاة : "تكرر الأمر وجاءت (رشا) للمدرسة مرة أخرى، وأخرجتني منها وأوصلتني لـ 3 أشخاص تحصلت منهم على نقود وتركتني وأخبرتهم بأن أمامهم ساعة معي، بعدها وصلوني لها فأخدتني وأرجعتني لمنزلي".
وأضافت: "جاءت (رشا) مرة تالتة فرفضت وقلت لها مش هاعمل كده تاني، فهددتني تاني بالفضيحة وقالت لي المرة دي وخلاص ووعدتني إنها تكون آخر مرة، ذهبت معها ووصلتني لبيت واحد اسمه (م .أ)، وهناك وجدت ثلاثة اعتدوا عليا وكانت رشا موجودة في غرفة أخرى مع صاحب المنزل وبعد ذلك خرجت من المنزل وروحنا وكسرت تليفوني علشان ماتكلمنيش تاني".
بعد كده اتقدملي ابن عمي، وجاتلي بعدها رشا تاني للبيت وهددتني إنها هتوري خطيبي مقطع الفيديو، فقررت أحكيله اللي حصل من أولها وقالي هقف جنبك لما عرف إني مظلومة، وبعدها بلغت بكل حاجة.