برلين - العرب اليوم
ألقت السلطات الألمانية القبض على شابة ألمانية تعاونت مع "داعش" في الفلوجة والموصل لمراقبة التزام النساء بقواعد السلوك والملبس التي حددها التنظيم المتطرف، الذي يهيئ مقاتليه الأجانب للهروب من سورية، حسب "دير شبيغل".
نجح محققون في ألمانيا للمرة الأولى في استصدار أمر اعتقال ضد ألمانية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميًا باسم "داعش" بعد عودتها إلى ألمانيا. وأوضح الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا الاثنين في مدينة كارلسروه اليم الاثنين (الثاني من تموز/ يوليو 2018) أنه تم إلقاء القبض على جينيفر ف. (27 عاماً) في مقاطعة شفابن بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا.
وأضاف الادعاء أنه تم أيضاً تفتيش شقتها الواقعة في مدينة فيشته بولاية سكسونيا السفلى. وبحسب بيانات الادعاء العام الاتحادي، انضمت الشابة الألمانية لتنظيم "داعش" في العراق خلال الفترة بين شهر أيلول/ سبتمبر 2014 ومطلع 2016.
وأوضح الادعاء أنها عملت هناك مقابل أجر بصفتها "فردا لدى شرطة الأخلاق" (الحسبة) وقامت تجوب الطرقات في مدينتي الفلوجة والموصل العراقيتين لمراقبة التزام النساء الأخريات بقواعد السلوك والملبس التي حددها تنظيم "داعش". وبحسب تحقيقات السلطات الألمانية فقد كانت الشابة الألمانية تحصل مقابل عملها على 70 إلى 100 دولار أميركي شهرياً.
وكانت أجهزة الأمن التركية قد تمكنت من توقيف الشابة الألمانية قبل عامين ونصف خلال زيارتها السفارة الألمانية في العاصمة التركية أنقرة، وتم ترحيلها إلى ألمانيا.
وبحسب متحدثة باسم الادعاء العام الألماني، استطاع المحققون الآن فقط التوصل لإثباتات من أجل إمكانية إصدار أمر اعتقال من المحكمة الاتحادية العليا ضد جينيفر ف.، التي تقبع في الحبس الاحتياطي منذ أول أمس السبت.
يُذكر أن الادعاء العام كان قد فشل مؤخراً في توجيه الاتهام بقضية مشابهة، إذ رفضت المحكمة الاتحادية المختصة إصدار أمر إلقاء قبض على ألمانية من ولاية هيسن متهمة بالتعاون مع تنظيم "داعش" في سورية، بدعوى أن مجرد إقامة امرأة في منطقة خاضعة للتنظيم والمشاركة في الحياة اليومية هناك لا تمثل سبباً كافياً لإلقاء القبض عليها.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن التنظيم المتطرف يهيئ مقاتليه الأجانب للهروب من سورية، وذلك من خلال صفحة إنترنت بلغات مختلفة. ونقلت المجلة الألمانية عن محضر داخلي لأجهزة الأمن الألمانية، أن المقاتلين يُحذرون على سبيل المثال من استخدام وثائق مزورة في رحلة العودة إلى أوروبا، وأنه يجب عليهم استخدام أوراق ثبوتية أصلية لأشخاص آخرين. كما نبهت الصفحة مقاتلي "داعش" من جنسيات أجنبية من اصطحاب أي شيء يمكن أن يقود إلى هويتهم الحقيقية.