دمشق - لامار اركندي
كرمت منظمة Theirworld العالمية متطوعات منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” على دورهن في انقاذ حياة عشرات الجرحى والعالقين تحت الأنقاض في سورية خلال حفل إفطار في يوم المرأة العالمي.
واستلمت جائزة التقديرالسيدة " منال ابراهيم" ممثلة متطوعات الخوذ البيضاء السوري الذي تجاوز عددهن 100 من مختلف المناطق السورية اللواتي قدمن الرعاية الطبية، وجازفن بحياتهن في عمليات البحث عن المفقودين تحت الانقاض ومساهمتهن في إعادة بناء البنية التحتية الأساسية للبلاد.
وشاركت العديد من السيدات والفتيات من ضحايا الحرب متطوعات الخوذ البيضاء في عمليات الإنقاذ والقيام بدور نشط في الجهود الإغاثية.
عضو البرلمان البريطاني السيدة “أليسون ماكغفرن” قالت خلال التكريم وتقديم الجائزة إن “هؤلاء النساء يقاتلن كل يوم لإنقاذ حياة البالغين والأطفال المحاصرين في الصراع المحتدم في سوريا,هؤلاء النساء ينقذن الأرواح في خضم الوحشية والقسوة".
واضافت :"ما نفعله اليوم هو رمزي وتكريم وعرفان للنساء اللواتي يشكلن أيضا جزءًا حيوياً من قوة الدفاع المدني في سوريا, وجوههن لا توحي بأنهن على دراية بما يفعلنه في الواقع, أسماؤهن لا يعرفها أحد,ومع ذلك فإنهن يعملن بلا كلل كما نظرائهن من الرجال, وهن يمثلن لنا نموذجا للأمل”.
وبدورها قالت السيدة منال إبراهيم مواليد مدينة درعا خلال حفل التكريم: ” أعلم أن كثيرين منكم لا يتوقعون وجود امرأة في صفوف الدفاع المدني السوري، كما أننا لا نظهر كثيرا في وسائل الإعلام، والسبب في ذلك هو أن السيدات لديهن بعض المخاوف بشأن إلقاء القبض عليهن من قبل قوات النظام أو إلحاق الضرر بأسرهن”.
وأضافت ابراهيم: “نحن فخورون جدا لأننا استطعنا إنقاذ أكثر من 85 ألف شخص من تحت الانقاض في سوريا. لكننا سنكون أكثر سعادة لو توقفت هذه الحرب وسمح للناس بالعودة إلى ديارهم وتمت مساعدتهم لإعادة بناء بلدهم”.
وأكدت المتطوعة السورية أنهن يقمن بواجبهن الإنساني بغض النظر عن الدين أو السياسة، وقالت :"إننا نعمل بمعزل عن أي شيء لمساعدة أي شخص في حاجة، ومن الصعب حقا أن نرى طفلا عمره سنة واحدة فقط أصيب في هذه الحرب".
وأضافت “إن أسوأ شيء في هذه الحرب هو أن لدينا أطفالا فقدوا أطرافهم، وأطفالا فقدوا أبصارهم. من الصعب حقا أن نراهم ولا يمكننا أن نفسر لهم لماذا يحدث هذا ولماذا حدثت هذه الحرب, إننا نتعرض للموت كل يوم. ولا يمكن لأحد أن يساعد. وهذا أقل ما يمكننا القيام به من أجل الشعب”.
انضمت منال إبراهيم أبازيد إلى مجموعة متطوعات الدفاع المدني السوري في نيسان/أبريل عام 2015 وتتخصص في تقديم مبادئ الوعي ومبادئ السلامة العامة في حال وقوع هجمات، وتعليم طرق التعامل مع الأسلحة المتفجرة من بقايا وأجزاء القذائف والقذائف التي لم تنفجر فور سقوطها، وتقديم الاستشارات النفسية والتوليد، كما أنها رئيسة اتحاد المرأة الحر التابع لمؤسسات المجتمع المدني في المعارضة السورية.
من جهتها، قالت سارة براون، رئيسة منظمة Theirworld وزوجة رئيس الوزراء السابق جوردون براون: “في معظم الأحيان يعتقد الناس أن ذوي القبعات البيضاء هم رجال يبادرون لإنقاذ الأرواح، اليوم أردنا أن نكرم النساء اللواتي عملن بلا كلل وبشجاعة لأداء نفس الدور”.
وأضافت أيضا: “أنا سعيدة وفخورة جدا بالعمل الذي نقوم به أنا وزميلاتي، وهذا الإحساس يعطيني الدافع والمزيد من القوة للمضي قدما لمساعدة الناس”، كما نوهت إلى عودتها إلى سوريا يوم الجمعة المقبل لمواصلة عملها ومهامها مع زميلاتها.
وفضلا عن إنقاذ الأرواح فإن منظمة “الخوذ البيضاء” تقدم خدمات عامة إلى ما يقرب من 7 ملايين شخص في المناطق المحررة في سوريا، بما في ذلك إعادة توصيل كابلات الكهرباء، وتوفير معلومات ومقومات السلامة للأطفال وتأمين المباني ومعالجة مخلفات الحرب.
جدير بالذكر أن منظمة “عالمهم” Theirworld هي مؤسسة خيرية رائدة ومبتكرة تهتم بشؤون الأطفال وتساعدهم على الحياة بشكل أفضل بحسب إمكاناتهم من خلال الأبحاث والمشاريع الرائدة والحملات الترويجية في المملكة المتحدة وحول العالم.