باكو - العرب اليوم
على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها من قِبل حكومات الاتحاد السوفيتي، ظلّت السيدة الأذرية نيغار أكبروفا تحافظ على مقابر الشهداء العثمانيين، الذين استشهدوا أثناء دفاعهم عن أذربيجان ضدّ هجمات العصابات الأرمنية والبلاشيفية.
وتعيش أكبروفا في قرية غوباليبال أوغلو التي تبعد عن العاصمة باكو نحو 110 كيلومتر، وتسعى للحفاظ على مقابر الشهداء العثمانيين في حديقة منزلها، عملاً بوصية والدها الذي قال لها: "حافظي على هذه المقابر ولا تسليمها إلّا للأتراك، لأنهم سيعودون يوماً ما إلى هذه الديار".
وإلى جانب قرية غوباليبال أوغلو، هناك العديد من مقابر الشهداء العثمانيين في أنحاء أذربيجان، ويتم المحافظة عليها إلى الأن. وبحسب ما يتناقله سكان قرية غوباليبال أوغلو، فإنّ 6 أشخاص من سكان المنطقة تكاتفوا مع 6 جنود عثمانيين، للدفاع عن القرية في وجه هجمات العصابات الأرمنية والبلاشيفية عام 1918، وسقطوا شهداء في منطقة قريبة من القرية المذكورة.
وقرر حنفي موفلاييف والد نيغار حينها، دفن الشهداء العثمانيين في حديقة منزله، وادّعى بأنّ تلك المقابر لأقربائه، كي لا يقوم السوفييت بتخريبها والمساس بها. وقالت نيغار أكبروفا البالغة من العمر 75 عاماً في تصريح للأناضول، إنها تعتني بالمقابر كما تعتني بعينها، وتستمد العون من بناتها وأحفادها في هذا الشأن.
وأكّدت أكبروفا أنها رفضت العروض المقدمة إليها بشأن نقل المقابر إلى مكان آخر، وذلك وفاءً لتضحياتهم، وعملاً بوصية أبيها. وعقب استقلال أذربيجان عام 1991، قامت السفارة التركية في باكو، بإنشاء نصب تذكاري في قرية غوباليبال أوغلو، تخليداً لذكرى شهداء القرية ومناصريهم من العثمانيين.