المتهمان

لم تقبل ياسمين التي لم يتعد عمرها الـ23 عامًا باعتذار شابين "شفهيًا" بعد تحرشهما بها، وأصرت على تقبيل رأسها وسط السوق بمدينة السلام، دون أن تدري أن غضب الشقيقين المتحرشين سيكون سببًا في مقتل زوجها وإشعال النيران في جثته.

استدرج "ميكانيكي" وشقيقه زوج ياسمين "سائق"، بزعم التصالح وإنهاء الخلاف، وبمجرد وصولهما لمنطقة صحراوية في الشروق إنهالا عليه بالأسلحة ما أدى لوفاته، وأوثقا قدميه ووضعاه داخل جوال وأغلقا عليه السيارة، وسكبا البنزين داخلها ثم أضرما فيه النيران لإخفاء جريمتهما.

وأمام منزل متواضع بمنطقة مساكن إسبيكو في السلام، جلس أقارب الضحية يتلقون العزاء، وفي الداخل جلست زوجته محتضنة طفلهما تواسيها نسوة متشحات بالسواد.

المجني عليه "محمد"، 30 عاما، يعمل سائق سيارة أجرة "ميكروباص"، تزوج قبل نحو عامين من "ياسمين" تصغره بسبع سنوات، رُزقا بطفل لم يكمل عامه الأول.

ظهر الثلاثاء (وقفة عيد الفطر)، توجهت الزوجة إلى "سوق السلام"، الذي يبعد 500 متر عن مسكنهما، لشراء بعض مستلزمات العيد، وبينما تتجول في المنطقة تحرش بها شابان، لفظيًا بإشارات وألفاظ خادشة للحياء، حيث قالت الزوجة "حاولت التهرب لكنهما تتبعاني، ولمس أحدهما أجزاء من جسدي، فصرخت أستغيث بالأهالي الذين اتصلوا بزوجي".

دقائق معدودة، وحضر الزوج بصحبة مجموعة من أقاربه، وما إن وصلوا للمنطقة وشاهدوا الشابين، اعتدوا عليهما، وأصابوهما إصابات بالغة؛ تدخل بعدها المارة وتمكنوا من إبعادهم عن الشابين، توضح الزوجة: حضر والد الشابين وطالبهما بالاعتذار لها، إلا أنها رفضت الاعتذار شفهيًا، وطلبت بتقبيل رأسها في الشارع لتعفو عنهما "باسوا رأسي ومشينا والمشكلة انتهت".

استشعر الشابان المتهمان الحرج بعدما شاهدهم الأهالي، وبحثا عن وسيلة لرد كرامتهما في المنطقة، واتفقا على التخلص من الزوج.

تقابل المتهمان مع المجني عليه بزعم التصالح وإنهاء الخلاف بينهما، واتجهوا بسيارته بالطريق الصحراوي المؤدي لمدينة الشروق، وباغته أحدهما بطعنة "سكين" في الصدر أودت بحياته، ثم أوثق المتهمان قدميه وأغلقا عليه السيارة وسكبا البنزين وأضرما النيران لإخفاء معالم جريمتهما ولاذا بالفرار.

حاولت ياسمين التواصل مع زوجها، بعدما شاهدت الشابين يستقلان معه السيارة، لكن هاتفه كان مغلقا "قلقت عليه.. حسيت إنهم هيقتلوه"، فأسرعت إلى قسم شرطة أول السلام، لتحرير محضر بتغيب زوجها، وأثناء تحرير البلاغ، وردت إشارة باشتعال النيران في سيارة ميكروباص بطريق (مصر/الإسماعيلية)، حال توقفها بجانب الطريق، على الفور تم انتقال قوات الحماية المدنية إلى محل البلاغ وتمكنت من إخماد الحريق، وعثُر بداخل السيارة على جثة متفحمة لأحد الأشخاص مجهول الهوية.

وتوصلت تحريات فريق البحث إلى أن الجثة المحترقة تعود لزوج المبلغة، وأن وراء الحادث (ميكانيكي - سبق اتهامه في 3 قضايا، وشقيقه).

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دراسة حديثة تُحذر من خطورة نوم الزوجين على سرير واحد

التعامل مع الزوج برومانسية من خلال هذه الطرق