القاهرة - العرب اليوم
جلس الخفير الذئب تراود مخيلته، ويتردد على سمعه كلمات ووعيد عشيقته الخادمة بفضح أمره عن علاقتهما المشينة، إن لم يتخذ خطوة إيجابية ويتقدم للزواج منها، خاصة وأنها استسلمت له وفرطت في أعز شيء تملكه، بعدما وعدها بالزواج، ولشعورها بتهربه منها، واختلاق الأعذار الواهية، فما كان منه إلا أن لبس عباءة إبليس، وأمسك بعصاه، ورسم خطته الشيطانية بعقل هائم، ونجح في استدراجها إلى داخل إحدى الأراضي الزراعية، ونجح في استقطابها بكلمات الحب والعشق، ولم تكن تعلم بأنه سيكون اللقاء الأخير، وكل ثانية كانت تمر عليها تقترب أكثر من النهاية، حيث تملكت من جسدها القشعريرة، وارتجفت أناملها، تتمتم بكلمات غير مفهومة، بعدما انقض عليها ممسكًا بيده سكين يشد عينيها بخيط غير مرئي، وكتم أنفاسها، وشل حركتها، وذبحها كشاة دون رحمة أو شفقة، ليس ذلك فحسب بل قام بفصل رأسها عن الجسد معتقدًا إخفاء معالمها وللهرب من جريمته التي يتبرأ منها الشيطان، وألقى بجثتها بجوار إحدى الترع، وتسلل خلسة، ممسكًا بالرأس وتخلص منها وأخفاها في مكان آخر بعيدًا عن الأعين.
وما إن أشرقت شمس الصباح أصيب الأهالي بحالة من الهلع والذعر عندما عثروا على الجثة ملقاة دون رأس، ليبدأ رجال المباحث تحرياتهم لحل اللغز وكشف شخصية الجثة، وبإخطار اللواء أحمد عتمان مدير أمن المنوفية، تم تشكيل فريق بحث، قاده العميد سيد سلطان مدير إدارة البحث الجنائي، ووردت التحريات تفيد بأن الجثة لامرأة تعمل خادمة ومقيمة بإحدى القري المجاورة لمكان الواقعة، وتجمعها علاقة عاطفية بخفير، وعندما طلبت منه الزواج رسميًا، بدأ في التهرب منها، وقرر قتلها بعدما هددته بفضح علاقتهما، ألقي القبض على الخفير الذئب، وأرشد عن مكان رأس الخادمة، وأحيل إلى النيابة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي.