بيروت ـ جورج شاهين
أقامت سفارة الولايات المتحدة لدى لبنان وجمعية "هيا بنا"، الأحد، في "بيت الطبيب" حفل تخريج دفعة جديدة من طالبات برنامج الإنكليزية للنساء، المموّل من قسم الدبلوماسية العامة في السفارة الأميركية، ووزعت السفيرة الأميركية مورا كونيللي الشهادات على الخريجات اللواتي تجاوز عددهن الـ600، مما رفع عدد النساء اللواتي أفدن من هذا البرنامج في أعوامه الأربعة إلى نحو ثلاثة آلاف "من أقصى الشمال والشرق، إلى أقصى الجنوب". وأملت كونيللي، في "مشاركة أكبر للنساء في كل جوانب المجتمع، ، ملاحظة أن "ليس في الحكومة اللبنانية الحالية أي وزيرة"، وتمنت أن تكون المهارات اللغوية التي اكتسبتها الخريجات "جسرًا" بينهنّ وبين مواطنيهن اللبنانيين "لكي يبقى لبنان قويا ومستقرا ومزدهرًا". وأشادت في مستهل كلمتها بنجاح "هيا بنا"، في إقامة دورة جديدة من البرنامج، ووجهت الشكر كذلك الى الشركاء من جمعيات غير حكومية وبلديات والمعلمين "الذين واصلوا تخصيص الوقت والجهد لنشر التعليم والفهم الثقافي المشترك في مجتمعهم واثبتوا أن التعليم يمكن أن يحدث تغييرا إيجابيا". ولاحظت تنوع أعمار النساء المشاركات وخلفياتهن، مشيرة إلى أن "أسباب مشاركتهن تعددت، إذ أن بعضهن شاركن لكي يكون في وسعهن المساعدة في أعمال عائلاتهن، وبعضهن شاركن لمساعدة أولادهن في فروضهم المدرسية الإنكليزية، وبعضهن للتمكن من السفر بسهولة أكبر، لكن السبب المشترك بينهن جميعًا هو أنهن أردن تعلّم الانكليزية لتحسين حياتهن وحياة عائلاتهن وتوفير مستقبل افضل لأولادهن". ورأت أن المشاركات قدمن "تضحيات كبيرة" للمشاركة في هذا البرنامج، واصفة إياهن بأنهن "بطلات في عيون من يحبونهن، وقياديات في نظر محيطهن الاجتماعي، والأهم أنهن يشكلن مثالًا على أن العمل المشترك من أجل هدف واحد يمكن أن يحطم الأسوار في أي مجتمع"، معتبرة أنهن يشكّلن "أملاً بمشاركة أكبر للنساء في كل جوانب المجتمع، بما فيها سوق العمل والتعليم وخصوصًا الحكم، وليس في الحكومة اللبنانية الحالية أي وزيرة وأتطلع إليكنّ لتغيير ذلك". وختمت كلمتها مخاطبة الخريجات، فقالت "إن المعرفة الأكبر ترتب عليكن مسؤولية أكبر وأتمنى أن تكون مهاراتكن اللغوية وسيلة للتعرف على ثقافات وحضارات أخرى ولتفهمها، وأن تكون جسراً بينكن وبين مواطنيكن اللبنانيين لكي يبقى لبنان قويا ومستقرا ومزدهرًا". أما رئيس جمعية "هيا بنا" لقمان سليم، فأوضح أنّ "الإنكليزية للنساء"، بخلاف سواهُ من برامج تعليم الإنكليزية، "ليس نسخةً لبنانية عن برنامج عابرٍ للقارّات بل هو مشروعٌ صمّمَ في لبنان، على القياس اللبناني، يهدف، كما يدلُّ اسمه، إلى تيسير فرصة المباشرة في تحصيل اللغة الإنكليزية، بما يتيح السير قدمًا في دروب التمكّن منها ــ للنساء اللبنانيات الراشدات، لا سيّما القاطنات منهنّ خارج بيروت وخارج الحواضر الكبرى"، واعتبر أن "لبنانية البرنامج هذه ليست خطيئة أصلية وإنما شهادة جودة تؤهله أن يجد طريقه إلى بلدان ومجتمعات أخرى". وكان الحفل استهل بكلمة للإعلامية والأكاديمية والناشطة رانيا بارود، التي اعتبرت أن "كل واحدة من الخريجات قصة نجاح على طريقتها وكل واحدة منهن لها بصمتها في هذه الحياة"، مضيفًا: "لم تتعلمن الإنكليزية فحسب من خلال هذا البرنامج، بل حصلتن على فرصة لتأمين نوعية حياة أفضل لكنّ ولمحيطكن، وإن التغيير يبدأ بخطوة، والنساء المشاركات في هذا البرنامج خطون هذه الخطوة".