إحدى الحرفيات السعوديات

استحضرت حرفيات وتشكيليات سعوديات الماضي من خلال الأعمال التي يقدمنها في جادة سوق عكاظ سواء الحرفية كإعداد الخبز على الطرق البدائية والتطريز على الأقمشة والنقش على الفخار والأعمال التشكيلية من خلال الرسم على الخشب والزجاج و إعداد المجسمات والدروع والنحت وتفريغ لحا الأشجار، الأمر الذي جذب أعدادا كبيرة من العوائل السعودية والخليجية والعربية.

وشهدت الجادة حراكاً متنوعاً ينقل الزائر للسوق إلى أجواء التراث والثقافة والفكر والأدب والاقتصاد، وهو ما كان عليه السوق قبل آلاف السنين ما جعل الجادة هدفاً رئيسياً لزوار سوق عكاظ حيث الحضور المكثف بشكل يومي منذ افتتاح السوق في دورته الثامنة، والذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار وتمثل العنصر الرئيسي في برامج وأنشطة السوق.

وقالت غزل سمير أبو العلا الفنانة التشكيلية إحدى المشاركات من الأسر المنتجة في جادة عكاظ إن مشاركتها تشمل الفن التشكيلي واللوحات والمجسمات مشيدة بوعي زوار السوق بهذا النوع من الفنون من خلال مثل هذه الفعاليات.

وقالت: "اعتمدت في تقديم أعمالي وإخراجها على استغلال الأشياء المستهلكة كالأقمشة والبقايا الخشبية التي يستفاد منها في تشكيل المجسمات والرسم على الزجاج والنقش على الأقمشة، حيث تمكنت هذه المشاركات من استقراء التراث وجلب العروض والصناعات اليدوية التي تتنافس من خلالها الأسر المنتجة لتقديمها لزوار السوق".

وأبرزت نادية ناصر باماقوس المتخصصة في الإكسسوارات والمجوهرات من جانبها، مشاركتها التي لامست التراث وطبيعة البيئة السعودية القديمة والمتمثلة في توظيف الإكسسوارات والمجوهرات والأحجار الكريمة لمحاكاة أدوات الزينة التي يستخدمنها النساء والفتيات في مختلف المناسبات وهو ما يلامس هوية السوق التي كانت في الماضي والحياة الاجتماعية التي كانت في تلك الأزمنة.

ولفتت إلى المتابعة الكبيرة من قبل الجمهور لمثل هذه الأعمال والمقتنيات الأثرية والتراثية من داخل المملكة وخارجها، مشيرة إلى أنه توجد العديد من المشاركات التي قدمت خلالها أعمالها الحرفية التي أعد معظمها بطريقة يدوية بدائية دون الاعتماد على الوسائل الحديثة حتى لا يفقد المنتج قوته وقيمته وذلك في داخل المملكة وخارجها من خلال المهرجانات الخليجية والعربية.

وقالــــــت: "أعمــــــل في مجــــال الإكسسوارات والمجوهرات منذ 20 عاماً وقد حرصت على تعليم بناتي هذا النوع من الحرف لأنه يعبر عن تراثنا وقيمنا الأصيلة، وتلقى إقبالا كبيرا من فئات المجتمع لأنها تشدهم لتاريخهم وماضيهم وهويتهم العربية وخاصة في هذا المحفل من محافل الثقافة والإبداع، سوق عكاظ الذي

حملت المملكة مهمة صونه ورعايته وحفظه من الاندثار".

وأفادت فاطمة الداخل الفنانة التشكيلية والمتخصصة في تشكيل المجسمات وأعمال الدروع أنها تعمل في هذا المجال منذ صغرها حين كان عمرها 12 عاماً حيث ابتدأت في خوض تجربتها من خلال التشكيلات الطينية؛ منوهة بمشاركتها في جادة سوق عكاظ والمتمثلة في تطريز الملابس وتقديمها كمنتجات تحاكي تاريخ محافظات ومناطق المملكة قديما.

وأبانت أن منتجاتها من النقش على الأحجار والأعمال الخشبية وإعداد الدروع لاقت إقبالاً من زوار السوق لأنهم يحرصون على اقتنائها كهدايا تذكرهم بالماضي وتجسد لهم هذه الزيارة في ثنايا التراث والتاريخ والماضي الأصيل.

فيما قدمت الحرفية مقبولة عائض الثبيتي من خلال أعمالها الحرفية تراث بيئة "بني سعد" الواقعة جنوب الطائف من خلال الملابس والرسومات وبعض الأعمال التشكيلية التي لها علاقة كبيرة بهذه المنطقة قديما.

وأخيرا اختتم سوق عكاظ برنامج فعالياته الثقافية أمس بندوة "تجارب الكتاب" وذلك في خيمة الفعاليات في السوق، حيث استعرض الدكتور حافظ الجديدي من تونس في ورقته التي قدمها بعنوان "الكتابة الإبداعية بين التعدد والوحدة .. مسارات تجربة شخصية" الإبداع الفني، مؤكدًا أن الكاتب المبدع هو من يترك أثراً للدراسة والاهتمام ويجعل المتلقي يستمتع بالعمل وما فيه من حس وشاعرية ما يكفي لإمتاعه.

وتحدث الدكتور إبراهيم الحجري من المغرب عن تجربته الروائية، مبيناً أن نشأته في قرية خصبة شده خلالها جمال الطبيعة أثناء ذهابه وإيابه من المدرسة، مشيرًا إلى أن حكايات الجدة وفن الحلقة المغربي والراديو هم من غرسوا فيه حب الكتابة والرواية وكل هذا ترجمه في روايته الأولى "البوح العالي"، التي حصلت على جائزتين.

فيما استعرض الدكتور شريف الشهراني تجربته في ترجمة الشعر إلى اللغة العربية، مستعرضا الصعوبات التي تواجه المترجم وهي إما أن يكون الشعر المترجم أفضل من أصله بقليل أو أسوأ منه بقليل، ولكنه يصعب أن يكون في مستواه، مشبها ترجمة الشعر بالصعود العالي صوب قمة جبل الجليد.