لندن - ماريا طبراني
تعود السائحة البريطانية إلينور هوكينز، إلى وطنها، اليوم السبت، بعد قضاء عقوبة السجن وتغريمها 900 جنيه إسترليني، بسبب ظهورها عارية أعلى قمة جبل مقدس في ماليزيا، وواجهت إلينور هوكينز البالغة من العمر (23) عامًا، حكمًا بالسجن ثلاثة أيام بسبب اتهامها بجريمة إزعاج عامة في محكمة الصلح في كينابالو.
وأشار دفاع هوكينز إلى أنَّها ستعود إلى عائلتها في أول رحلة متاحة. وكانت هوكينز مع مجموعة من 10 سائحين أعلى قمة جبل كينابالو أثناء ظهورها عارية لالتقاط صورة في 30 أيار/ مايو الماضي، الأمر الذي دانه السياسيون في المنطقة واعتبروه سببًا في إحداث زلزالًا مدمرًا في البلاد.
واعترفت هوكينز وثلاثة من أعضاء المجموعة بينهم شقيقين من كندا هما ليندسى ودانيل بيترسن وآخر ألماني هو ديلان سنيل بارتكاب "فعل فاحش". ومكث المتهمون الأربعة في السجن ثلاثة أيام منذ توقيفهم الثلاثاء الماضي، وأمرهم القاضي بمغادرة البلاد بعد تنفيذ العقوبة المقررة عليهم.
وبلغت الغرامة المقررة على المتهمين 5 آلاف رينجت ماليزي (ما يقترب من 860 جنيه إسترليني)، ووفقا للقانون الماليزي فقد تصل عقوبة المتهمة إلى السجن لمدة ثلاثة أشهر، وقد أدين المتهمون أيضا بسبب "التبول على الجبل" وسب المرشد السياحي الذي نصحهم باحترام الجبل المقدس"، في حين أنكر المتهمون تعرضهم بالسب للمرشد السياحي، وجرى تسجيل ذلك في محضر رسمي.
من ناحية أخرى؛ ذكرت جريدة "ملايو ميل" أنَّ متسلقي الجبل كانوا يتسابقون لمعرفة من يمكنه الاستمرار عاريًا لمدة أطول أعلى الجبل في هذا الطقس البارد. وأشار دفاع المتهمين روني شام إلى أنَّهم عانوا ما يكفى من الصدمات، وأن التغطية الإخبارية المكثفة للحادث تمثل درعا رادعا للآخرين بما يمنع من تكرار الحادث مرة أخرى، مضيفًا: لقد جلب عملهم العار لهم ولبلادهم.
وأوضح المدعى العام أريبين جميل أنَّه لا توجد علاقة بين التعري والتسبب في الزلزال، لكن الواقعة أغضبت المجتمع المحلى. ووصلت هوكينز إلى المحكمة في الثامنة صباحًا بتوقيت غرينتش مرتدية قناع، وعندما دخلت للمحكمة تسابقت وسائل الإعلام لالتقاط صورة لها.
وذكر الصحافيون المتواجدون في قاعة المحكمة أن دبلوماسيين من بريطانيا وكندا وهولندا حضروا جلسة النطق بالحكم. وأضاف المتحدث باسم وزارة "الخارجية" ومكتب "الكومنولث": أننا على اتصال بعائلة السيدة هوكينز بعد مثولها أمام المحكمة وسنستمر في تقديم المساعدة القنصلية لها.
ومن الملاحظ أنَّ زلزالًا ضرب الجبل المقدس بعد ستة أيام من التقاط الصور العارية عليه، وبلغت قوته 5.9، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا وإصابة مئات آخرين عالقين بالجبل. وكان نائب رئيس ولاية "صباح" جوزيف باريين كيتينجان، من السياسيين الذين ربطوا بين الزلزال وما فعله السائحين بالجبل واصفا الواقعة بأنَّها "عدم احترام الجبل المقدس"، إذ تعتقد قبيلة "دوسون الكادزانى" أنَّ أرواح أجدادهم الموتى تستقر في جبل "كينابالو" المقدس، لذلك فهم يقومون ببعض الطقوس لإرضائهم ويحثون الزوار على التعامل مع الجبل باحترام.
من جانبه؛ أعرب والد السيدة هوكينز عن شعور ابنته بالأسف لتصرفها المهين الذي فعلته، وأنَّه يشعر بالأسف حيال ما تسبب فيه هذه الجريمة للشعب الماليزي، مضيفا: نأمل أن تتعامل السلطات الماليزية مع الأمر باعتباره مجرد جريمة وعدم ربطه بالزلزال المدمر الذي وقع في الأسبوع التالي.
وتخرجت السيدة هوكينز التي تسكن في "ديربي" وحصلت على درجة الماجستير في هندسة الطيران من جامعة "ساوثهامبتون"، ومن المفترض أنَّها تؤدى حاليًا عطلة منتصف العام في رحلة في جنوب شرق آسيا، التي بدأت في شهر كانون الثاني/ يناير.
وتبحث الشرطة عن ستة سائحين آخرين مشتبه بهم، إلا أنَّ بعض التقارير تعتقد أنهم غادروا المدينة بالفعل.