لندن - كاتيا حداد
توفت سيدة بريطانية تبلغ من العمر (24 عامًا)، في عيادة تجميل في تايلاند، وكان ذلك جراء خضوعها لعملية جراحية تصحيحية بالقرب من مؤخرة الظهر بعد أيام من إجراء عملية شفط دهون لها.
وأوضحت وزارة الصحة التايلاندية أن امرأة تدعى جوي ويليامز قد توقف جهازها التنفسي بعد حقنها بمخدر أثناء خضوعها لعملية جراحية ليلة الخميس.
وأضاف المدير التنفيذي في وزارة الصحة، بونرونج تريرونجوراوات، أنه تم توقيف الجراح سومبوب ساينسيري البالغ من العمر (51 عامًا)، في عيادته وتم توجيه تهمه عدم أهليته لإجراء مثل هذه العملية الجراحية.
يري المحققون عدم حصول الطبيب سومبوب على رخصة تسمح له بإجراء العملية في عيادته في بانكوك.
فيما ادعى سومبوب ساينسيري أنه يمارس الجراحة منذ عام 1998 حيث أنه قد تلقى تدريبه في الولايات المتحدة، وبالرغم من ذلك فهو يواجه حكمًا بالسجن 10 سنوات.
وذكرت الشرطة أنه تم احتجاز الطبيب رسميًا في المحكمة الجنائية المركزية، مواجهًا تهمة التهور المؤدي للموت.
وإذا ما تم إثبات التهمه على سومبوب ساينسيري قد يواجه عقوبة بالسجن لمدة أقصاها 10 سنوات وقد يدفع غرامه قدرها 20,000 بما يعادل (380 استرليني).
وأنكر دكتور سومبوب، التهم الموجهة إليه؛ مؤكدًا دقته في التعامل مع المريضة خلال العملية الجراحية المتفق عليها.
فيما تم حظر نشر اسم هذه السيدة لحين تلقى إخطارًا من أقاربها، أكد المحققين أن هذه السيدة زارت العيادة للمرة الثانية، ففي أول زيارة قام طبيب العيادة بحقنها بإحدى علاجات شفط الدهون، فقبل إجراء عملية شفط الدهون يتم استخدام بودي تايت وهو عبارة عن أنبوب يتم إدخاله تحت الجلد لإذابة الدهون باستخدام موجات الراديو، ويتم أيضًا وضع لوح أعلى البشرة لتمليس سطح الجلد.
تتراوح رسوم إجراء عملية شفط دهون الأرداف في العيادة ما بين 850 إلى 1.100 إسترليني، ويشمل هذا المبلغ إجراء كل الفحوصات والاستشارات الطبية، وبالرغم من ذلك لم يتم التأكد من نوع العملية التي خضعت لها الضحية على وجه التحديد، حيث داهم رجال الشرطة وضباط الأدلة الجنائية عيادة سومبوب ساينسيري في مقاطعة هواي كوانج في بانكوك وكان ذلك بناءً على ما وردهم من تقارير تفيد بأن سيدة توفت إثر توقف جهازها التنفسي، ففي الطابق الأول لعيادة مكونة من أربع طوابق، عثر الضباط على جثمان الضحية على طاولة العمليات وقد فشلت محاولات إنقاذها.
وكشفت التقارير الشرطية عن وجود جرح تمت خياطته يبلغ طوله 3 بوصة في مؤخرة ظهر الضحية، حيث لف 6 رجال من قوات الشرطة جثمان الضحية في أغطية بيضاء وحملوه منتظرين وصول سيارة الإسعاف والتي نقلت الجثة إلى مستشفى الشرطة العام، من أجل إجراء فحوصات تشريح ما بعد الوفاة.
وصرح لواء الشرطة ليتبول بيريابينيو أن السيدة طلبت إجراء عملية جراحية تصحيحية في منطقة مؤخرة الظهر بعد أن زارت العيادة للمرة الثانية.
وأفادت التقارير أن الأطباء أنهوا العملية الجراحية حينما اكتشفوا عدم استجابة المريضة للإفاقة.
يوضح الملف التعريفي للطبيب أنه مارس مهنة الطب في عام 1998 وهو عضو في الأكاديمية الأمريكية لجراحات التجميل وعضو في الجمعية الأمريكية لجراحة زرع الشعر.
يدعي الدكتور سومبوب عضويته في 3 جمعيات جراحة تجميلية في كلًا من أمريكا وكوريا بالإضافة إلى حصوله على لوحتين عليهما شهادة اعتماده كطبيب معتمد.
استجوب الضباط العاملين والأطباء داخل العيادة للوقوف على حقيقة احتواء العيادة على معدات صالحة لإنقاذ حياة المرضى.
وصرح ضابط الشرطة لاردبرو أنهم أخطروا السفارة البريطانية بالحادثة وأرسلوا جثمان الضحية لتشريحها في معهد شرطة الطب الشرعي.
تعتبر تايلاند بلادًا رائدًا في مجال سياحة الجراحة التجميلية وذلك بما تقدمه من إعلانات على مواقعها الإلكترونية عن مجموعة صفقات لعمليات طبية واعدة بالإضافة إلى عمل خصومات تصل إلى 60%.
وبالرغم من أن السائحين في تايلاند على وجه الخصوص معظمهم من استراليا والولايات المتحدة إلا أنه من المعروف أن المرضى البريطانيين هم أكثر المترددين على زيارتها.
ففي عام 2013 فقط حققت هذه الصناعة للبلد مكاسب مالية وصلت إلى 2.68 مليار جنيه إسترليني، حيث أن عام 2013 شهد زيارة 26.5 مليون سائح منهم 2.5 شخص ذهبوا فقط لأسباب طبية؛ وخلال العقد السابق نجد أن هذه النسبة تزيد بمعدل 15% سنويًا.
بالرغم من أن المواقع الإلكترونية مليئة بإعلانات زراعة الثدي وشد الوجه وحتى استبدال مفصل الفخذ إلا أن جراحة الأسنان تحتل المركز الأول في تايلاند بما في ذلك تقشير الأسنان.
حذر الدكتور ماسيميليانو مارسيلينوهو جراح هارلي ستريت في كوزم دوكس وهو الذي أجرى أكثر من 5000 عملية جراحية، من مخاطر السفر إلى الخارج لإجراء عملية جراحية.
وأضاف أن "خمس العمليات الجراحية التصحيحية التي أقوم بها يخضع لها مرضى يحتاجون للمساعدة بعد زيارتهم العيادات في الخارج ومعظم هذه العمليات تنحصر في عمليات شفط دهون أو شد وجه وهي تجرى في أوروبا الشرقية".
وأوضح أنه "يمكن العثور على جراحين رائعين حول العالم ولكن المشكلة تكمن في أن صناعة جراحة التجميل أقل تنظيمًا في بعض البلدان حيث أن المعايير الطبية يمكن أن تختلف بشكل كبير بحسب المكان الذي ستتوجه إليه"، مضيفًا أن أداء الجراحين في المملكة المتحدة يخضع لمراقبة دقيقة وذلك من خلال تدريب روتيني وتقييمات سنوية مستقلة، حيث أن أي جراحة ينتج عنها مخاطر لا ينبغي الاستخفاف بها.