الرباط - وسيم الجندي
كشفت صحيفة "ميل أونلاين" أن الصورة التي نشرت لامرأة باعتبارها الانتحارية حسناء أيت بولحسن، لم تكن الصورة الحقيقة لها، لكنها كانت لمغربية بريئة تدعى نبيلة باكاشا، وقعت ضحية لسرقة الهوية.
وأكّدت نبيلة باكاشا، البالغة من العمر 32 عامًا، "أريد أن يعرف العالم أنني لست متطرفة".
ووصفت السيدة نبيلة وهي أم لثلاثة من الأبناء، بكونها متطرفة في بلدتها علي الرغم من فزعها الشديد من جرائم "داعش" ما دفعها إلي الإدلاء ببيان لدى الشرطة، وذكرت "إن صورتي لا علاقة لها بحسناء أيت بولحسن، إنها صورتي الشخصية واسمي نبيلة.. شخصية عادية أعيش مع أطفالي ولدي وظيفة صغيرة".
وتعتقد السيدة نبيلة أنها تعرضت للخيانة من قبل امرأة كانت صديقتها لكنها انفصلت عنها، وحصلت "ميل أونلاين" علي صورة للسيدة في الحمام وأخرى لها مع اثنين من صديقاتها ونشرت بعدها في العديد من الصحف المغربية، وفي ذلك الوقت كان يعتقد أن حسناء انتحرت بواسطة حزام ناسف أثناء هجوم الشرطة على ابن عمها العقل المدبر لهجمات باريس، عبد الحميد أباعود.
ونشرت الصور على العقارات في فرنسا بالقرب من الحدود الألمانية وتحديدًا في المنطقة التي عاشت فيها السيدة نبيلة مع والدها في الأعوام الأخيرة، وعندما شاهدها خمسة من الرجال اعتقدوا أنها لامرأة ميتة، وأوضح أحدهم أنه ابن عمها وبكى عندما شاهد صورتها في الحمام، وشاهدت السيدة نبيلة الصور في وقت مبكر الجمعة، مضيفة "شاهد أصدقايى الموضوع في الصحف في حوالي الرابعة صباحًا، وأخبرونى علي الفور بوجود الصور أيضا في الصحف المغربية إلى جانب مقال عن المتطرفة حسناء، وعندما فتحت صفحات الويب من هاتفي شعرت بالصدمة عندما شاهدت الصور ومن هنا بدأت المشاكل في المغرب".
وتعرضت نبيلة للنقد والسخرية من قبل الجيران والمارة وأجبروها على الإدلاء ببيان حول المنشور عنها للشرطة، وبيّنت نبيلة "كان علي قضاء أربع ساعات في مركز الشرطة للإدلاء بالبيان، ولم أنم منذ صباح الجمعة بسبب ما حدث، أردت فقط أن أضع الأمور في نصابها، لقد تغيرت حياتي تماما منذ الجمعة وأصبحت أشعر بالغضب والخوف والصدمة النفسية، وفقدت وظيفتي حيث اتصل بي رئيسي في العمل وأخبرني ألا أعود مرة أخرى".
وتعتقد السيدة نبيلة أن صورتها في الحمام تسربت من خلال إحدى صديقاتها التي أخذت الصورة علي هاتفها إلا أن صديقتها نفت أن تكون هي مصدر الصورة، وأضافت نبيلة "عندما عرفت ما فعلته شعرت بالسوء، إنه أمر غير مقبول، ولا أعرف ما الدافع وراء ذلك، إنها حتما مجنونة لأنها فعلت ذلك، ولم يسبق لي حتى الحصول علي نسخة أخرى من هذه الصورة، لقد أصبحت حياتى بالكامل في خطر لأن العالم يعتقد أنني متطرفة".
وتواصل المحقق الصحفي المغربي سعيد السالمي، في صحيفة "أوكلاهوما نيوز أونلاين" مع صحيفة "ميل أونلاين" للإبلاغ عن تصريحات السيدة نبيلة، وحينها سحبت صحيفة "ميل أونلاين" الصور. وذكرت نبيلة "عندما ذهبت للمرة الأولى إلى فرنسا لم أكن أتحدث الفرنسية جيدا وساعدتني صديقتي، وكانت عائلتها مغربية لكنها كانت فرنسية، ولكننا كنا نتحدث معا بالعربية، وفي وقت لاحق انقطعت علاقتنا وحدث بيننا الكبير من النزاعات".
وأنكرت صديقة السيدة نبيلة هذه المزاعم عندما تواصلت معها الصحيفة، ونفت معرفتها بكيفية ظهور الصورة ونشرها، إلا أنها أوضحت أنها شاهدت هذه الصورة في وقت سابق وأنها كانت صديقة للسيدة نبيلة، وأشارت إلى أن صورة السيدة نبيلة انتشرت بشكل واسع وأنها تعرف المرأة الميتة، في حين بيّنت السيدة نبيلة أنها لا تعرف المرأة الميتة حسناء أو ابن عمها المتطرف، وتابعت ذهبت إلي باريس مرة واحدة فقط في رحلة مدرسية عام 1999".
وأعلنت النيابة العامة الفرنسية الجمعة، أن حسناء أيت بولحسن لم تكن انتحارية لكنها كانت ضحية لابن عمها القاتل، وأوضحت السيدة نبيلة أنها تريد محو أي ارتباط بين اسمها وهجمات باريس، وتابعت "أنا لا أعرف هؤلاء وأنا ضد هذا العنف، وعندما يشاهد عائلات الضحايا صورتي سيعتقدون أنني من قتلت ذويهم، أنا بريئة ولست متطرفة".