بغداد - نهال قباني
كشفت تلميذة أيزيدية عن قصتها الرهيبة، للحظات اختطافها واستعبادها جنسيًا من قبل مقاتلي “داعش” عندما كانت تبلغ 14 عامًا فقط، حيث تم القبض على "إخلاص" مع آلاف النساء الأيزيديات عندما اجتاح متطرّفو “داعش” شمال العراق في عام 2014، ولقد حاولت الهرب إلى جبل سنجار، حيث فر 50 ألف شخص من الطائفة المضطهدة منذ فترة طويلة.
وروت إخلاص، 16 عامًا، كيف تعرضت للاغتصاب كل يوم لمدة 6 أشهر من قبل المتطرّفين، مضيفة أنّ "حياتي كانت جميلة ولكن في ساعتين فقط تغيرت حياتي، جاءوا مع علمهم الأسود، فقتلوا رجالنا واغتصبوا بناتنا، قتلوا والدي أمام عيني، رأيت الدم على أيديهم، لم أكن أسمع سوى الصراخ والبكاء، كان الجميع يتضورون جوعا، ولم يكونوا يطعموا أي شخص، رأيت رجلا يتعدى سن الأربعين يأخذ فتاة تبلغ من العمر 10 أعوام، كانت الفتاة تصرخ، لن أنسى أبدا هذا الصراخ ".
واختيرت إخلاص كرقيق للاستعباد الجنسي والجسدي هي و 150 فتاة من قبل جهادي عندما كان يلقي القرعة وأبقى عليها لمدة 6 أشهر، وقالت إنّه "كان قبيح جدًا، مثل الوحش، وشعره طويل، وله رائحة سيئة للغاية، كنت خائفة جدًا لم أتمكن من النظر إليه، كان يغتصبني كل يوم على مدى 6 أشهر، حاولت أن أقتل نفسي"، لكن إخلاص تمكنت من أن تبقى قوية فقالت "كانت ابتسامتي هي سلاحي".
وتمكنت إخلاص من الهروب بأعجوبة من المعتدي عليها عندما كان بالخارج للقتال، ووجدت طريقها إلى مخيم للاجئين، وهناك التقت بجاكلين إسحاق، وهي محامية أميركية، وتمكنت من إرسالها إلي ألمانيا بعد 3 أشهر، وقالت جاكلين إنّها "عندما التقيت بها لأول مرة، كانت رأسها منخفضة لأسفل، وكلهم كانوا مطأطئين رؤوسهم لأسفل، لم يكن هناك اتصال بالعين في البداية"، وتتلقى إخلاص الآن العلاج في مستشفى للأمراض النفسية للصدمة التي تعرّضت لها، لكنها تقول إنها تريد أن تكون محامية في المستقبل، وأضافت "ربما تعتقدون أنني قوية مثل الصخرة ولكن أريدكم أن تعرفوا أنا جرحى بالداخل".
وقُتل ما يقرب من 10.000 أيزيدي أو أسروا عندما استولى تنظيم “داعش” على جبل سنجار في صيف عام 2014، وقد أعدم ما يقدر ب 30 في المائة من هذا العدد بطلق ناري أو قطع رأس أو حرقه حيًا، والأيزيديون هم مجموعة كردية ذات أغلبية عرقية، تمكنوا من الحفاظ على دينهم حيًا لعدة قرون، والتي يشاع أنها اشُتقت من الزرادشتية، وقد منحهم ذلك سمعة في الشرق الأوسط لكونهم "عبدة الشيطان"، وكانوا عرضة لعدد 72 مجزرة إبادة جماعية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقد فر حوالي 15 في المائة من سكان العراق من البلد لطلب اللجوء في أوروبا أثناء اكتساح تنظيم “داعش” للبلاد، ولقد جلبت محنة الأيزيديين، جنبا إلى جنب مع سيطرة “داعش” في العراق، الاهتمام الدولي إلى المنطقة، وبعد ثلاث سنوات، انُتزعت الجماعة من آخر معقل عراقي كبير لها في الموصل من قبل مجموعة من القوات البرية العراقية وضربات التحالف الجوية.