لندن ـ كاتيا حداد
كشفت امرأة بريطانية سافرت إلى سورية عن سبب مخاطرتها بحياتها لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية. وتُعد كيمبرلي تايلور، من مدينة بلاكبيرن البريطانية، مقاتلة ضمن وحدات حماية المرأة، أو ما يعرف بـ"YPJ" وهي مجموعة نسائية كردية مسلحة تُقاتل "داعش"في عاصمتها السورية، الرقة، في شمال البلاد. وفي المعركة الدائرة في معقل "داعش"، هناك حافزان للنساء لمحاربة "داعش".
الأول هو فرصتهم في تحقيق مستقبل أفضل مع مزيد من الحرية والحقوق، والثاني هو أن إرهابيوا "داعش" يعتقدون أنهم لن يصلوا إلى الجنة إذا قتلوا على يد امرأة. وبعد أن قضت ما يقرب من 18 شهرًا من القتال في البلاد التي مزقتها الحرب، تحدثت خريجة الرياضيات الآن عن قرارها بمغادرة لانكشاير والتوجه إلى واحدة من أكثر المدن عدائية في العالم.
وقالت كيمبرلي، البالغة من العمر 27 عاما: "عندما تكون النساء على خط الجبهة ضد "داعش"- فإننا نُقاتل ضدهم جسديًا ولكننا أيضًا نحاربهم عقولهم، إذ أنّ المرأة لا ينبغي أن يكون لها صوت، ولا ينبغي لها التفكير في كيف تريد أن تعيش حياتها أو كيف ينبغي للآخرين أن يعيشوا حياتهم. وأضافت: "لا يسمح لهم بالتفكير في أي شيء أو حتى التحدث عنه. لذلك نحن، النساء، في خط الجبهة، وذلك يُعد أيضًا عمل رمزي ضد عقلية "داعش".وهذا هو السبب في أنهم يهاجموننا بكل شراسة. إنهم لا يريدون شيئا سوى القمع. هذا هو السبب في أنهم لا يقبلوننا على خط الجبهة للقتال ضدهم ".
ويُعتقد أنّ الفتاة البالغة من العمر 27 عاما هي أول امرأة بريطانية سافرت إلى سورية لمحاربة "داعش"، وكانت قد تصدرت عناوين الصحف في وقت سابق من هذا العام لجهودها في محاربة التنظيم. وكانت كيمبرلي تُخطط أصلًا لزيارة المنطقة لبضعة أسابيع فقط، واتخذت قرار تمديد إقامتها إلى أجل غير مسمى.
وقالت: "لقد دعيت من قبل منظمة نسائية للكتابة عن ثورة المرأة. جئت مع اثنين من الأصدقاء وكان من المفترض أن نكون هنا لعشرة أيام وبعد ذلك بقينا لمدة خمسة عشر يومًا ثم عادوا إلى الوطن وأنا وقررت البقاء. أدركت أن هذا شيء يمكن أن أكون جزءا منه. لماذا أعود إلى الوطن لمواصلة دراسة الكتب عن السياسة والثورة عندما أستطيع أن أعيش هذه الأشياء؟ كل ما تفعله هنا يُهم ويُحدث فرقًا".
وتعرف كيمبرلي، أيضا باسمها الكردي "زيلان ديلبر"، وكانت في البداية قد انضمت كجزء من الفريق الإعلامي، ولكنها انضمت منذ ذلك الحين إلى القتال على الجبهة. ويقاتل معها نساء عربيات وكرديات على حد سواء. ووصفت إحدى المقاتلات الحرية التي عثرنّ عليها على الخط الأمامي بالقول: "حياتي هنا مختلفة جدا. هنا الصداقة، والتضحية، والكفاح من أجل الناس. إنّ ايديولوجية "داعش" هي استعباد الناس، وتدمير عقول الأطفال وإجبار النساء على ارتداء الأسود تحت ذريعة الإسلام. ولكن الإسلام الحقيقي ليس من هذا القبيل. أنهم يفعلون أشياء كثيرة باسم الإسلام وأي شخص لا يوافق ويتفق معهم، يقوم "داعش" باعتقاله وقطع رأسه.