برلين - العرب اليوم
بدأت في ميونخ، الثلاثاء، محاكمة امرأة ألمانية، انضمت إلى تنظيم "داعش" في سورية، بارتكاب جرائم حرب، وذلك عندما أجبرت طفلة من الطائفة الإيزيدية على الموت عطشًا تحت أشعة الشمس الحارقة.
وربما تكون هذه القضية، ضد جنيفر. و، 27 عامًا ، هي الأولى على المستوى الدولي، فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبها عناصر تنظيم "داعش" المسلح ضد الأقلية الإيزيدية.
وستواجه الداعشية الألمانية، السجن مدى الحياة، إذا ثبتت إدانتها بارتكاب جريمة قتل بحق طفلة لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، فضلًا عن إدانتها بالانتساب إلى منظمة متطرفة، بحسب موقع "Ntv".
وقالت ناديا مراد، الحائزة على جائزة "نوبل" للسلام، وهي إحدى الناجيات الإيزيديات من استعباد "داعش"، إن محاكمة ميونيخ "هي لحظة كبيرة بالنسبة لي وللمجتمع الإيزيدي بأكمله".
اقرأ أيضا:
داعشيات يتوعدّن بـ"فتوحات" جديدة ويحملن أحذيتهنّ أمام كاميرات الصحافيين
ويؤكد الإدعاء العام، أن جنيفر وزوجها من قد "اشتروا" الطفلة الإيزيدية ووالدتها، بوصفهم "عبيدًا"، بعد أن أسرهما "داعش" في الموصل عام 2015، وقد أقدم الزوجان على معاقبة الطفلة "بسبب ذنب اقترفته" بأن قيداها في الخارج في جو شديد الحرارة إلى أن فاضت روحها، وأشار الإدعاء إلى أن جنيفر وافقت على ما فعلة زوجها ولم تحاول منعه".
وتُعقد المحاكمة في ظل إجراءات أمنية مشددة في محكمة في ميونيخ تتعامل مع قضايا أمن الدولة والإرهاب، ومن المقرر عقد جلسات استماع مبدئية حتى 30 سبتمبر/ أيلول.
يُشار إلى أن جنيفر، كانت قد اعتنقت الإسلام في عام 2013، قبل أن تسافر في منتصف 2014، عبر تركيا وسورية إلى العراق، حيث انضمت إلى "داعش"، وفي منتصف عام 2015 انضمت إلى ما يعرف باسم "شرطة الحسبة" في التنظيم الإرهاب المتطرف، حيث كانت تقوم بدوريات في حدائق المدينة في الفلوجة والموصل لمراقبة "عدم انتهاك الأخلاق والآداب العامة".
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، بعد شهور عدة من وفاة الطفل الإيزيدية، زارت جنيفر السفارة الألمانية في أنقرة للتقدم بطلب الحصول على أوراق هوية جديدة، وهناك جرى اعتقالها وتسليمها إلى بلادها، وبسبب عدم وجود أدلة تدينها في ذلك الوقت، سُمح لها بالعودة إلى منزلها في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، لكنها سعت بسرعة للعودة إلى تنظيم "داعش".
وذكرت مجلة "دير شبيغل" أن مخبرًا خدعها وعرض عليها إيصالها إلى سورية مجددًا، وفي طريقهما إلى تركيا، اعترفت جينفر للمخبر بجريمتها بحق الطفلة الإيزيدية، وقالت له: " إن وفاة تلك الطفلة كان أمرًا صعبًا وغير عادل، لأن الله وحده يحق له أن يعاقب الناس"، كما أوضحت أن زوجها تعرض للضرب من قبل عناصر "داعش" لاحقًا.
وعبرت المحامية اللبنانية أمل كلوني، في أن تكون هذه المحاكمة هي البداية لمحاكمات لاحقة ضد المتطرفين، الذين ارتكبوا "جرائم إبادة" بحق الطائفة الإيزيدية في العراق وسورية.
وتُشارك كلوني مع الناشطة ناديا مراد، في حملة دولية لملاحقة جرائم "داعش"، ضد الأقلية الإيزيدية، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "إبادة جماعية".
قد يهمك أيضا:
"داعشيات" من روسيا والمغرب يجمعن "نريد تركيا"
"الداعشية" هاجر تفتخر بما قامت به البريطانيات خلال تعذيبهن الوحشي للنساء السوريات