برازيليا - رامي الخطيب
كتب عشرة رياضيين التاريخ مساء الجمعة أثناء سيرهم في استاد "ماراكانا" في ريو دي جانيرو في البرازيل لتمثيل فريق اللاجئين في الاولمبياد، فهم خاضوا صراعًا من أجل الوصول الى هناك، وهؤلاء يكذروننا بالعداءة الصومالية الشابة سامية عمر التي سبحت لمدة ثلاث ساعات في مياه البحر المتوسط للوصول الى ايطاليا بعدما تعطل القارب الذي كان يقلها مع 70 شخصًا الا أنها لم تستطع الوصول.
سامية عمر، العداءة الأولمبية التي مثلت وطنها الصومال في يوم من الأيام لم تتمكن من أن تكون من بين الرياضيين الذين يمثلون بلدانهم هذا العام، وذلك بعد غرقها أثناء محاولتها عبور البحر الأبيض المتوسط في عام 2012، وكانت تبلغ من العمر حينها 21 عاماً.
ونافست عمر في سباق 200 متر في دورة الالعاب الاولمبية في بكين عام 2008، كواحدة من شخصين تم اختيارهما لتمثيل البلاد التي هزتها الصراعات. وكانت تعيش العداءة في العاصمة مقديشو وتركت دراستها من أجل رعاية اشقائها الخمسة بسبب عمل والدتهم.
مرتدية قميصًا ابيض وحذاء كان الفريق السوداني قد تبرع بهما لها، نجحت عمر في كسر رقمها الشخصي ولكنها جاءت في المركز الأخير في السباق. وكان نقص التمويل قد أعاق تدريبها وأداءها، بالاضافة الى تهديد "حركة الشباب" الصومالية المتطرفة التي حظرت ممارسة الرياضة في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها. ولم يتم بث دورة الألعاب الأولمبية من قبل أي محطة تلفزيونية في الصومال.
وبحلول عام 2010، كانت عمر تعيش في مخيم للنازحين خارج العاصمة وغير قادرة على التدريب. كانت لا تزال تسعى للحصول على فرصة للتدريب والمنافسة في دورة الالعاب الاولمبية، ولذلك قررت القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.
وبحلول عام 2011، كانت قد وصلت ليبيا بعد عبور إثيوبيا والسودان، وفي عام 2012 قررت ركوب قارب مع 70 شخصًا آخرين للتوجه الى ايطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط.
ولكن نفد الوقود من القارب لدى اقترابه من إيطاليا وبدأ بالانجراف قبل أن ترصده سفينة إنقاذ، واثناء عملية الإنقاذ كانت عمر واحدة من الاشخاص الذين وقعوا في المياه وغرقت.
وقال شقيقتها هودان في تصريحات صحفيه أن سامية عمر كانت تحاول الوصول إلى أوروبا على أمل العثورعلى مدرب والتنافس في دورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012. وأضاف: "لقد قررت أن تسافر عن طريق القارب، قلنا لها أن لا تفعل وحاولت والدتي أن تمنعها ولكن سامية كانت مصممة للغاية وسافرت بالقارب وماتت." وقد أصبحت سامية عمر رمزاً للصمود وإلإصرار.
وخلال مقابلة بعد المنافسات الاولمبية عام 2008، رفضت سامية عمر الرد على أسئلة حول الصعوبات التي واجهتها في وطنها، وقالت: "نحن نعلم أننا مختلفون عن الرياضيين الآخرين لكننا لا نريد ان نُظهر ذلك. نحن نبذل قصارى جهدنا لنبدو مثل الاخرين ونحن نفهم أننا لسنا بمستوى المنافسين الآخرين هنا ولكننا نود أن نُظهر كرامة لأنفسنا ولبلدنا".